من فرنسا: أحمد بويسان
نقف عند بعض المظاهر الغريبة، على كثرتها التي تعرفها الانتخابات المغربية التشريعية المزمع اجراؤها يوم ٧ اكتوبر الجاري:
– استعارة بعض الاحزاب عشية الانتخابات لمرشحين واعيان سبق لهم ان ناضلوا او ترشحوا مع احزاب اخرى، او وجوه معروفة لدى الراءي العام انها تتبنى فكرا مناقضا لاحزابها الجديدة، التي اختارتها للترشح باسمها، هل نحن امام افراد اختاروا توجها جديدا بعد تفكير عميق، ام نحن امام افراد همهم الاساسي البحث عن الملاذ الامن لمصالحهم الشخصية، اعتقد ان الخيار الاخير هو المحرك الاساسي لانخراطهم الحزبي، نحن امام عملية تبييض ماض سياسي مشبوه، حظ هؤلاء “السعداء” انهم وجدوا احزابا “تؤلف قلوبهم”، واندية سياسية تحضنهم وتصون حبهم لما لهم قبل وطنهم. ولتجارتهم، قبل ناخبيهم مثل هذا السلوك يعبر عن عقم الاحزاب السياسية في انتاج نخب جديدة مما يعطل بناء نظام سياسي قوي، مثلا لماذا لم ترشح الاحزاب “التقدمية” مغاربة يهود،أو ملحدين، أو مسيحيين وتضعهم على راس لوائحها؟ اذا كانت حقيقة وليس نفاقا تتبنى الدفاع عن الحريات الفردية وحرية العقيدة، والادهى من ذلك انها تهرول وراء استقطاب وجوه رجعية او رؤس محجبة لارضاء تيارات محافظة داخل المجتمع.
الحزب السياسي قبل كل شيء هو الاداة الجمعية للتربية الشعبية على قيم المواطنة، وليس قناة همها الاساسي مسايرة “الجمهور عايز كذا”.
– ظاهرة مرضية اخرى ترتبط بالحملات الانتخابية والغريب انها امتدت حتى داخل الاحزاب التاريخية المسماة وطنية، وهي العمالة الانتخابية، عمال الانتخابات، لا ادري هل وزير الشغل، الذي “يرعى” المصالح، وممثلي “الامة” فكروا في وضع قانون يؤطر هذة الفئة الاجيرة التي تشتغل لصالح احزاب بمقابل مادي وابان الفترة الانتخابية فقط ولا تربطها بتلك الاحزاب اية رابطة فكرية او تنظيمية؟
ولنا عودة