فاجأ ناصر الزفزافي ورفاقه المعتقلين، من داخل القفص الزجاجي، الحضور بالقاعة 7 بأهازيج من التراث الريفي، تحركت فيها المشاعر وعمت الفرحة العائلات والمعتقلين على حد السواء، على امتداد ترديد الأهازيج بطريقة جماعية تخللتها الزغاريد.
تواصل غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، أطوار محاكمة معتقلي حراك الريف المُرحّلين إلى الدار البيضاء، في جلسة جديدة عقدت اليوم الثلاثاء 13 مارس الجاري.
واستنطقت المحكمة خلال هذه الجسلة المعتقل محمد الحاكي، الذي كان رفقة الزفزافي طيلة فترة فراره، بعد صدور مذكرة باعتقاله، وفي هذا الصدد قال الحاكي أثناء سؤاله من طرف القاضي رئيس الجلسة عن حيثيات فراراه :”كنا ننتظر الفرصة لتسليم أنفسنا، وبسيف ما نهربوا كون شدونا كون قتلونا عصا”،وتابع الحاكي، قائلا، “عندما كثر الرشق علينا بالحجارة من قبل الغرباء فوق السطح نزلنا إلى الشارع العام، قوات الأمن كانت تعتقل الناس عشوائيا وخوفا على حياتنا، قمنا بالمبيت في منزل في طور البناء، لليلة واحدة، وبعدها قمنا بالمبيت عند فهيم الغطاس”.
وفاجئ المعتقلون جميع الحاضرين في قاعة المحاكمة، بتريد جماعي لأهازيج ريفية “إزران” من داخل القفص الزجاجي، حيث أطلق كافة المعتقلين حناجرهم التي صدحت بـ”رلا بويا” في تجسيد لطقوس “أرايس” التي تتكون من فريق نساء وآخر للرجال، ويتبادلون عبارات شعرية، حيث ركزت الأهازيج التي تم ترديدها اليوم الثلاثاء على مقاطع من حراك الريف.
أنه مادام تاريخ الريف يتعرض للمحاكمة، فلا بأس من إدراج لمحات تاريخية كانت نساء الريف تثبت من خلالها رجال المقاومة ضد الاستعمار الإسباني والاحتلال الفرنسي الغاشم.
وفي ختام هذا الآداء الجماعي لـ”إزران ناريف” قال الزفزافي مجيباً عن تساؤلات عدد من المحامين والحاضرين في الجلسة من غير الريفيين، أن الأمر يتعلق أهازيج من تاريخ الريف، كان التحدي فيها بين النساء والرجال، مضيفا وهو يضحك، أن الغلبة فيها للنساء.
المصدر: دليل الريف