شدّد المعتقلان السياسيان السابقان للقضية الأمازيغية، مصطفى أوساي وحميد أعطوش على ضرورة رد الاعتبار لهما وإنصافهما جراء ما تعرضوا له من تعذيب نفسي وبدني وإجبارهما على التوقيع على محاضر لم يطّلعا عليها، والسجن لمدة تقارب العشر سنوات، بتهم جنائية “مفبركة” تم إلصاقها بهما، وهما بريئان منها.
وأكد المعتقلين السياسيين السابقين في ندوة صحافية، نظموها صباح يومه السبت 22 أبريل 2017، بـ”كوليج أزرو” بمدينة أزرو، على أنهما أبرياء من التهم الجنائية التي لفقت لهم من طرف السلطات المغربية والتي بسببها قضوا ما يربو عن عشر سنوات داخل سجون مكناس، مؤكدين على أن السبب الحقيقي الذي على أساسه حوكما بالسجن والغرامة هو انتمائهما للحركة الثقافية الأمازيغية ونضالهما المستميت في الدفاع عن الأمازيغية داخل الأسوار الجامعية وخارجها.
وجدّد أعطوش وأوساي، بمناسبة انتهاء مدة محكومتيهما، تمسكهما ببراءتهما من كل التهم المنسوبة إليهما، مؤكدين عزمهما الترافع وطنيا ودوليا على ملفهما للتأكيد على براءتهما والمطالبة بضرورة إنصافهما ورد الاعتبار ولم يستبعدا المعتقلان، اللجوء إلى المنظمات الدولية التي تهتم بحقوق الإنسان لإنصافهما في حالة استمرار الدولة في تجاهل إلحاحهم على الإنصاف من جراء ما تعرضوا له.
من جانب آخر، أكد مصطفى أوساي أن القتل والعنف لم يكن يوما من شيم الحركة الأمازيغية ومناضليها رغم الصورة المعاكسة التي يحاول البعض إلصاقها بالمناضلين الأمازيغ” وأوضح أوساي أن “المخزن يجرم من يشاء ويعطي البراءة لمن شاء دون التفريق بين الاثنين ولنا في اعتقال المناضل عبد الرحيم ايدو صالح ومناضلي ايمضر خير دليل على ما أقل”، أوساي أكد في معرض مداخلته على أن ” مصلحة القضية الأمازيغية فوق كل اعتبار، ونحن نعمل وفق مبادئنا وأفكارنا، والقضية التي أعطى فيها الأشخاص دمهم وزهرة حياتهم من أجل أن يدفع الشعب الأمازيغي إلى الأمام .
وأشار أوساي إلى إن”الدولة المغربية تقوم أحيانا ببعض الخطوات فيما يخص القضية الأمازيغية ليس حبا في القضية، إنما بفضل قوتنا والحراك الأمازيغي الذي يتقوى يوما بعد يوم من يفرض عليها ذلك “.
بدوره أكد رفيق أوساي، المعتقل السابق حميد أعطوش أن “دورنا نحن كمعتقلي القضية الأمازيغية هو استمرارية النضال والسير على الطريق لتحقيق مطالب الشعب الأمازيغي كافة حتى يشمل الوعي الجميع ويؤمن الكل بحساسية المرحلة الراهنة التي تمر فيها القضية الأمازيغية في كل الجوانب”.
وأكد أعطوش في معرض مداخلته أن ” المشكلة التي لا زالت تلازم الأمازيغ هي الخلافات التي لا تنتهي حتى وإن كانت صغيرة، إلا أن البعض يعطي لها قيمة أكبر من حجمها، نحن أمازيغ بيننا ميثاق ينص على توحيد الصفوف والدفاع عن القضية من الجوانب، كل واحد يدافع عنها من جهته وبكل ما لديه حتما سيكون للقضية مسار صحيح أكثر مما عليه الآن”.
وزاد أعطوش :” نحن أبرياء من تهمة القتل وعازمون على متابعة ملفنا إلى أن يتم إنصافنا ورد الاعتبار لما تعرضنا له طوال العشرة سنوات الماضية.” كما تطرق أعطوش إلى الحراك الشعبي الذي تعرفه منطقة الريف، مؤكدا على ضرورة استنساخه في كل مناطق المغرب والتأسيس لحراك أمازيغي كما يتم الاستعداد له في أسامر يوم 30 أبريل الجاري.
من ناحية أخرى أطلق المعتقلان مبادرة تروم إلى تأسيس منظمة حقوقية أمازيغية، تكون مهمتها الدفاع عن حقوق الأنسان الأمازيغي، مبررين الإعلان عن تأسيس منظمة حقوقية، بكون جميع المنظمات والجمعيات التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان بالمغرب تقوم بذلك من منظور إيديولوجي عروبي ضيق”.
حري بالذكر، أن فعاليات ونشطاء الحركة الأمازيغية والحركة الثقافية الأمازيغية، نظموا قافلة أمازيغية من أمام الحي الجامعي بمكناس مرورا بسجن تولال بمكناس حيث قضى المعتقلان مدة محكومتيهما، وصولا إلى ثانوية “طارق بن زياد” بمدينة أزرو.
أمدال بريس: منتصر إثري