معتقلو ومحامو القضية الأمازيغية يحاضرون في “الاعتقال السياسي” بمكناس

عرفت كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية، جامعة المولى إسماعيل بمكناس، مساء الثلاثاء 21 مارس الجاري، تنظيم ندوة علمية حول موضوع: “دور الاعتقال والاغتيال السياسيين في الوعي الأمازيغي” أطرها كلا من المعتقلان السياسيان السابقين للقضية الأمازيغية، حميد أعطوش ومصطفى أوساي ، والمحامين بهيئة الرباط، محمد ألمو وأحمد الدغرني.

الندوة التي نظمتها الحركة الثقافية الأمازيغية، موقع مكناس، اعتبر فيها المعتقل السياسي السابق للقضية الأمازيغية،  حميد أعطوش أن ” السيرورة التاريخية للاعتقال السياسي داخل المغرب ليست وليدة اليوم، بل يقول اعطوش ابتدأت مند الثمانينات  مع “ازيكو”، اعتقالات التسعينات إلى غاية 2007، ودون الحديث عن الاعتقالات الغير مباشرة التي طالت الكثير من مناضلي القضية الأمازيغية بالرغم من أنها تعطي دفعة كبيرة للقضية إلا أنها تعرقل العمل والنضال كثيرا”.

وأضاف أعطوش في معرض مداخلته أن سنة 2007 تم النداء بالتحرر والنهوض بالعمل الثقافي ورفع شعار أكبر ألا وهو التحرر وبدء مرحلة انتقالية في صفوف الحركة الثقافية الأمازيغية، نظرا لصعوبة المرحلة الانتقالية التي كانت تمر منه الحركة وما واكبه من تغيير جذري في الخطاب الديني و العلمي تجاوز أسوار الجامعة.

واستطرد المتحدث:”الانتقال من التنظير والتخطيط إلى مرحلة التطبيق والعمل على أرض الواقع، يمكن التأريخ له بسنة 2007 “، وزاد “السؤال المشروع الذي يطرح نفسه اليوم هو  كيفية تدبير الخلافات بين مناضلي القضية الأمازيغية”ن قبل أن يعود المعقل الأمازيغي السابق ويقول “يمكن تجاوزها بالعمل العقلاني والانضباط الدائم لمبادئ الحركة”.

وشدّد المعتقل الأمازيغي السابق على أن “الأمازيغية في أمس الحاجة إلى الإنتاجات الأكاديمية، الأدبية والإبداعات في شتى المجالات، وأولى هذه الإبداعات الأساسية هو ” الإبداع الفني نظرا لحساسيته وامبارك والعربي الذي أعطت أغانيه وعي أمازيغي للمغرب بكامله لخير مثال” مشيرا إلى أن “المشروعية المقدسة التي تأخد الثقافة من المقدس لم تستمر عبر التاريخ، والذين يأخذون الدين كممارسة للسياسة وكمرجع فإلى الزوال”، موضحا في السياق نفسه أن ” القضية الأمازيغية في حاجة ماسة إلى المشروعية الديمقراطية باعتبارها البديل لكل المشروعيات الحالية.”

وأشار أعطوش إلى أن “الاعتقال السياسي غصة في قلوبنا لن يزول ولن نستسلم أبدا طالما نحن مؤمنين بقضيتنا”، مضيف أن “الاعتقالات السياسية للأمازيغ ليس اعتقال أشخاص بل اعتقال قضية، اغتيال خالق وهو اغتيال للقضية بكاملها وليس اغتيال شخص فقط، والمرحلة الآنية هي مرحلة جديدة وانتقالية وعلينا جميعاً العمل بجهد مضاعف لإنجاحها”. يورد المتحدث بدوره، اعتبر المعتقل السياسي السابق، مصطفى أوساي  القضية الأمازيغية سجلت نقطة مهمة في التاريخ سنة 2007 تاريخ اعتقالهما، “بحكم براءتنا واستعانة الضابطة القضائية بشهود الزور للوقوع بنا في جريمة لا يد فيها” يقول أوساي وأضاف أوساي أن “القضية الأمازيغية داخل الجامعة في حاجة إلى بحوث لاغتناء القضية بشكل عام” مشدّدا على “ضرورة تجاوز الخلافات بين الطلبة لأنها لن تأتي إلا بكبح وعرقلة السير العادي الحركة التي تسير على الطريق الصحيح، مشيدا بما حققته الحركة الثقافية الأمازيغية من  خطوات مهمة في السنوات الأخيرة تضيف الكثير للقضية الأمازيغية في جميع المدن”.

وزاد المعتقل الأمازيغ السابق في معرض حديثه ” بفضل الاعتقال الذي تعرضنا له أنا ورفيقي أعطوش، واغتيال الشهيد عمر خالق، تحققت ثورة عظيمة في النضال الأمازيغي، مؤكدا أن “الدافع من وراء اعتقالهما هو محو الحركة داخل الساحات الجامعية، إلا أنه ما وقع هو العكس وخسر المخزن معركته معانا حين بدأت الأعلام الأمازيغية ترفرف أمام البرلمان وشتى بقع المغرب بعدما كانت منذ مدة محظورة” مؤكد أن “المخزن يعمل ويسعى إلى خلق نزاعات بين الأمازيغ، لذا علينا العمل بعقلانية وثريت”.

من جهته، قال المحامي بهيأة الرباط والفاعل الأمازيغي، أحمد الدغرني أن “معركة الوجود انتصر فيها الأمازيغ”، مضيفا أن “اغتيال عمر خالق “إزم” في رحاب جامعة القاضي عياض بمراكش داخل في معمعة كبيرة ألا وهي مشكل قضية الصحراء الذي تم “خلقه”.

وأضاف الدغرني أن ” قضية خالق قضية تاريخية أزالت القناع ووجدت الحل للكثير من المشاكل القبائلية الموروثة”، وعرج المتحدث عن موضوع عودة المغرب إلى الإتحاد الأفريقي قائلا :”لا إفريقيا بدون أمازيغ ولا أمازيغ بدون إفريقيا، إفريقيا للأمازيغ والأمازيغ هم أفريقيا” يقول الدغرني وأشار المحامي الأمازيغي إلى أن: الوعي السياسي الأمازيغي متأخر شيئا ما لكنه في الطريق الصحيح”. من جانبه، عبر محمد ألمو، المحامي بهيأة الرباط عن تفاؤله لما وصل إليه الحراك الأمازيغي  بالمقارنة مع السنوات الماضية، قائلا:” المحطات التاريخية للقضية شهدت تداخل بين الحركة الأمازيغية والدولة من خلال بعض قضايا الاعتقال السياسي الذي يتعرض له مناضلي القضية الأمازيغية”، مضيفا بأن “الوعي بالقضية الأمازيغية شهد تطور حيث انتقل من الوعي التقليدي الذي يتخذ تعبيرات فنية ثقافية محدودة إلى وعي جد متطور ينتج ويطالب بمطالب واضحة معقولة أعطت ثمارها بعد دسترتها ودمجها في التعليم وجل قطاعات الدولة”.

وأضاف المو في مداخلته، أن “التاريخ الأمازيغي كله اعتقالات بدءا باعتقال على صدقي أزايكو مرورا باعتقال المحامي  حسن ادبلقاسم، إلى التسعينات من القرن الماضي حيث تم اعتقال أعضاء جمعية تيلالي والتهمة كانت حمل لافتات مكتوبة بحروف تيفيناغ، وغيرها من الاعتقالات وصولا لقضية المعتقلين السياسيين السابقين حميد أعطوش ومصطفى أوساي”، مبرزا أن في وقت غير بعيد كان” يتعرض للاعتقال والمضايقات كل من رفع شعار الأمازيغية”.

أمدال بريس: منتصر إثري/ سعيد فاتح

شاهد أيضاً

أكادير تحتضن الملتقى الأول لتجار المواد الغذائية

تحتضن مدينة أكادير من 24 الى 26 يوليوز الجاري الملتقى الأول لجمعية تمونت لتجار المواد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *