یوسف فلیفلو*
معركة الأساتذة المتعاقدین ھي معركة كل أطیاف المجتمع المغربي. قد یكون الشعار المؤطر للمعركة في الظاھر ھو الترسیم، وقد یبدو للبعض أن المطلب ھو فئوي. وقد نتفق من حیث المعطیات التاریخیة أن الحركات الفئویة كانت دائما سوداء ونقطة ضعف في مسار الحركة الاحتجاجیة ویتم استغلالھا من طرف المخزن في إضعاف الزخم النضالي وكبح جماحه ”المعطلین وحركة 20 فبرایر نموذجا“…
لكن إذا دققنا النظر وأعدنا قراءة المشھد وفق نفس المعطیات التاریخیة دون انتقائیة، سنعلم أن معظم الانتفاضات التي تركت بصمة لامعة في التاریخ السیاسي المغربي كان محركھا الأول قطاع التعلیم ”انتفاضات 1965 ،و1984، و1991 .”…انتفاضات خلفت الآلاف من الشھداء والمعتقلین.
الیوم نعلم جمیعنا أن الحرب الأولى التي یخوضھا النظام ھي حرب ضد التعلیم، وھي حرب بالوكالة ! فالنظام لن یدخر أي جھد في ھدم ما تبقى من صرح المنظومة التعلیمیة في إطار حرب سیاسیة قذرة ھدفھا تكلیخ ما یمكن تكلیخھ في أفق تكلیخ شباب المغرب بالكامل، أو كما قال الفقید محمد جسوس ”إنھم یریدون خلق جیل من الضباع“، حتى یضمن النظام استمراره.
والمحصلة أن استمرار الدكتاتوریات رھین بجھل وتخلف الشعوب. وھي حرب اقتصادیة بالوكالة ھدفھا الأول ضرب مجانیة التعلیم وفق توصیات وأوامر مؤسسات الفساد المالي العالمي ”صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومنظمة التجارة العالمیة“.
ھي إذن معركة الجمیع…
معركة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، في الدفاع عن الجامعة المغربیة وعن مجانیة التعلیم كمبادئ مؤسسة ومؤطرة للمنظمة وأساسھا المادي. وفي النھایة فإن مصیر الآلاف من الطلبة الیوم ھو المجھول بعینھ، فدور الجامعة أصبح تفریخ جیوش العاطلین، وفي أحسن الأحوال ید عاملة رخیصة في مصانع العبودیة أو عقود عمل تحیلنا على زمن الاقطاع كما ھو حال الأساتذة المتعاقدین.
معركة النقابات، ویا للأسف !
كیف نتصور نقابة قویة قادرة على الدفاع عن الحقوق المادیة والمعنویة للطبقة العاملة في غیاب قوتھا المادیة المتمثلة في قواعدھا المناضلة، كیف یمكننا الحدیث عن النقابة الیوم وحریة العمل النقابي تجھض على مرأى ومسمع من الجمیع. إن الھدف من التعاقد الیوم إلى جانب العامل ”الماكرو-اقتصادي“ ھو ضرب العمل النقابي واجتثاثه …
معركة الأحزاب الدیمقراطیة
كیف نطمح الیوم إلى مشروع مجتمعي بدیل بدون طلیعة شبابیة واعیة ومنظمة وقادرة على فھم المشروع واستیعابه والدفاع عنه ومستعدة للتضحیة في سبیل تحقیقه على أرض الواقع. كیف وواقع السیاسة التعلیمیة قائم على انتاج وإعادة إنتاج التخلف.
معركة الأسرة المغربیة والأسرة التعلیمیة، وھذا لا یحتاج إلى تحلیل أو توضیح فنحن نتحدث عن مستقبل أبنائنا.
* كاتب وباحث القانون الخاص