مقترح إستراتيجي مرحلي للحركة الأمازيغية بالمغرب

14572374_1310301995676989_4783009308766402317_n

شكوكي أمنار

بغياب إرادة فعلية لتحقيق المطالب الشعبية التي حملتها الحركة الأمازيغية منذ انطلاق نضالتها، من طرف المخزن المغربي و كل المؤسسات التي تشتغل تحت لوائه. و باستحضار الوضعية الراهنة التي تعيشها اللغة و الثقافة الأمازيغيتان و الإنسلاخ الهوياتي الذي يهدد الشعب الأمازيغي. وكذلك التشردم الذي تعيشه أطياف الحركة و التطاحنات الفارغة بينها و الجمود النضالي الذي يعيشه أغلبها.
فقد حان الوقت للخوض في معركة أخرى لعلها ستكون أنجع من المعركة التي خضناها منذ ثمانينيات القرن الماضي و المتمثلة في استجداء المخزن من أجل إنصاف الامازيغية. فكل هذه الجهود المبدولة لو تم استغلالها في استراتيجيات أخرى لأصبحنا اليوم في وضعية أفضل من هذه التي نعيشها و تعيشها معنا هويتنا.
لعل أبرز الجهود التي أبدلت قد كلفت الكثير من الوقت و الطاقة دون أن تمنحنا النتائج المنتضرة. فلم تفرض على المخزن أن يحقق مطالب أساسية في الملف المطلبي للحركة، و لم تساعد في الحفاظ على اللغة و الهوية و حمايتها من الإندثار بالشكل المطلوب.
و بما أننا امام واقع يجعلنا ننفر من الفعل النضالي و يجعلنا مستائين من التجاهل الذي تواجه به مطالبنا. فلابد من أن إيقاف فيالقنا و توجيههم نحو معركة سنجني ثمارها. سنساهم نحن في التغيير و ننجزه بدون انتظار أي طرف أخر.
نضالنا موجه بالأساس إلى الطبقات الشعبية التي نحمل همومها و التي تستهدف بشكل مباشر من طرف النظام في جميع مناحي حياتها.
فلا يمكننا أن نلتف حول هذه الطبقات و نحاول أن ندافع عنها بعيدا عن إرادتها. فالإلتحام بها أساسي و ضروري فرغبتها هي التي ستسموا في الأخير لأنها تملك قوة الضغط عن طريق الإحتشاد، و معانقة المطالب المشروعة و الدفاع عنها باستماتة. إذن جوهر استراتيجياتنا سينطلق من قواعد الشعب بأساليب تجعلنا مقبولين و متعاطف معهم من طرف جميع الفئات.
قوة أي حركة تكمن في اتحاد جميع ألوانها و انخراطهم في نضال موحد و شامل. فكما هو معروف فأهداف جميع مكونات الحركة الأمازيغية لا تختلف كثيرا فيما بينها، فالإختلافات الطفيفة الموجودة تكمن فقط في التصورات و إستراتيجيات العمل. لذلك هذا لا يشكل عائقا كبيرا أمام اتحادها.
كل هذه العوامل و أخرى تقودنا إلى وضع كارثي يستلزم منا أن نتخلص منه بسرعة كبيرة. و ذلك بالقطيعة مع كل الممارسات التي تجعلنا ندور في نفس الفلك و بدون نتائج إيجابية. و بسن بديل يخدم الإهداف الأساسية لنضالنا.
أول ما يمكن أن نقوم به في طرح هذا البديل الإستراتيجي. هو التواصل بين جميع مكونات الحركة من جمعيات و منضمات و إطارات أخرى. و الذي يجب أن يقودنا إلى عقد لقاء أو لقاءات وطنية بين جميع الإطارات الأمازيغية و ترك كل الخلافات التي تعيشها بعض الإطارات فيما بينها.
و يجب بعد ذلك أن نخرج في هذه اللقاءات التواصلية ببرنامج نضالي شامل تلتزم به جميع الإطارات و يكون له إطار زمني محدد. يستهدف في جوانبه اللغة والثقافة و الحقوق الإقتصادية و الإجتماعية.
يلتزم كل إطار حسب مجال اشتغاله بتأطير أنشطة مستمرة متعلقة بأهدافه الأساسية.
فالإطارات الثقافية ستهتم بتأطير جميع الفئات بكل الوسائل المتاحة خصوصا في تعليم اللغة الامازيغية، و كذا إحياء كل مكونات الثقافة الأمازيغية و الحفاظ عليها و تطويرها
أما الإطارات الحقوقية فستشتغل عل الجانب التوعوي للفئات الشعبية فيما يتعلق بالحقوق الثقافية و الإقتصادية، و تشتغل كذلك في مجال الترافع و إعداد التقارير حول الأوضاع، و التعامل مع المنضمات الدولية للضغط على الدولة المغربية….
أما الإطارات التنموية فستعمل على تحسين وضعيات المناطق الأمازيغية بخلق ثقافة التعاون(تيويزي) و إنجاز مشاريع ذات أهداف إقتصادية تساعد عل الرفع من مستوى عيش السكان
خلق مؤسسات إعلامية بديلة ستساعد في مواكبة المجتمع و تحولاته و تكون بمثابة قنوات تواصلية، و وسائل حفاض على اللغة و تطويرها
تنظيم مهرجانات و مسابقات و ورشات تكوينية في مجالات الأداب و السينما و الفن
هذه أمثلة بسيطة فقط عن بعض الأهداف التي يمكن وضعها في برنامج نضالي مثفق عليه من طرف جميع الأطراف، و وضع لجن مكلفة بالتقييم و التتبع، و قبل الخوض في هذا يجب الحسم أولا في مجموعة من الامور يمكنها أن تشكل عائقا أمام وحدة الإطارات و هذه الإستراتيجية. أهمها تجنب الإنتماءات السياسية و عدم التطبيل لها و محاولة استغلال كل فرصة يجتمع فيه أكبر عدد ممكن من الإطارات الأمازيغية. و باعتبار الخوض في السياسة و المشهد السياسي بالمغرب لن يكون إلا مضيعة للوقت خصوصا لدى المناضلين الأمازيغ لكون المخزن لا يمكنه أن يلبي للحركة كل مطالبها الأساسية .
ربما هذه إستراتيجية ستخلق ديناميكية في الفعل النضالي الأمازيغي، كما ستساهم كذلك في الدفع باللغة و الثقافة الأمازيغية إلى الأمام. و كذا الحفاظ عليها و حمايتها من خطر الإندثار. و لا تتطلب أي تدخل لمؤسسات الدولة، هذا يعتبر تفعيلا شعبيا للغة الأمازيغية و سيفرض نفسه مستقبلا على المخزن ليرسم اللغة بالشكل الذي نريده. بعيدا عن حلوله الترقيعية التي أتت أصلا نتيجة حراك شعبي أتى بعد فراغ عانينا منه منذ عقود فيما يخص العمل من داخل المجتمع لنشر ثقافة الدفاع عن اللغة بالممارسة اليومية. في جميع المجالات.

 

شاهد أيضاً

«مهند القاطع» عروبة الأمازيغ / الكُرد… قدر أم خيار ؟!

يتسائل مهند القاطع، ثم يجيب على نفسه في مكان أخر ( الهوية لأي شعب ليست …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *