اتهم الكاتب والباحث السياسي، عبد الفتاح نعوم، المخابرات الجزائرية بتنفيذ عملية “اغتيال مخابراتية صبيانية وغير احترافية بالمرة” والتي أدت إلى مقتل سائقين مغربيين رميا بالرصاص على يد مسلحين مجهولين في مالي، فيما أصيب آخر بجروح ونجا سائق رابع.
وقال نعوم “لا يمكن وصفها إلا بكونها جريمة قطاع طرق”، لكن الملفت في الأمر، يضيف الباحث المغربي “هو أن ثمة رسالة يريد الكابرانات إيصالها، مفادها أنه كما افشل المغرب مخطط التمدد عبر مرتزقة بوليساريو نحو المحيط الأطلسي، فإن البديل هو قطع شرايين الطرق التجارية المغربية نحو العمق الإفريقي، وتكريس معادلة البر مقابل البحر، من بوابة قنص سائقي الشاحنات المغربية، تزامنا مع ملء الجزائر للفراغ الذي تركه الانسحاب الفرنسي من مالي، وما ارتبط بذلك من مساعي جزائرية نحو التأسيس لمنطقة نفوذ تجاري في شمال موريتانيا، وإدارة العمامرة لغرفة عمليات قذرة من سفارة بلاده في باماكو.”
وأوضح المتحدث أن “المشكل يكمن في أن مثل هذه الاستفزازات، وبالرغم من أكلافها الانسانية والحاقها الضرر بالدماء المغربية الطاهرة، لن تؤثر في الرباط وعلو كعبها على صعيد التعاون الافريقي”، مضيفا أن “الخبرة الأمنية المغربية في إفريقيا ستجد ألف طريق ذكي للرد”، لكن الخطير في الأمر هو “أن مثل هذه الجرائم الرعناء ستضع قوافل التجارة الدولية كلها في مهب الريح، لأن هناك من سيغريهم الإقدام على مثلها للسرقة، وهو ما سيورط دولة الكابرانات مع منظمة التجارة العالمية والمجموعة الدولية، فضلا عن أن الازواد لن يسمحوا بأن تتحول أراضيهم إلى ساحة تستعملها الجزائر لتصفية الأبرياء ومن خلفهم تصفية الحسابات بشكل غبي وغير محسوب العواقب، وإذا اقتضى الأمر فللازواد رجالهم في مالي، كما لهم في الجزائر أراض مغتصبة” وفق تعبيره.