أكد الباحث الأركيولوجي، عبد السلام مقداد، أن منطقة الريف الشرقي تتوفر على مواقع أركيولوجية مهمة جدة، إضافة إلى مؤهلات سياحية طبيعية، “وجب استغلالها من أجل تحويل المنطقة إلى منتزه طبيعي”.
وأضاف، الأستاذ بالمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، في مداخلته خلال أشغال المؤتمر الخامس عشر للآثاريين الأفارقة حول موضوع: “تثمين التراث الثقافي الإفريقي والتنمية المستدامة”، أنه تم تحديد 250 موقعا تعود لفترة ماقبل التاريخ وتم إنجاز أبحاث أركيولوجية في نحو عشرة مواقع منها فقط، مؤكدا أن هذه المواقع التي ظلت سليمة في أغلبها، “وتدل على أن مجموعات سكانية عاشت في المرحلتين الباليوليتية والنيوليتية، وخلفت آثارا تكشف عن طريقة عيشها، وتقاليد الطبخ لديها، وتنظيمها الاجتماعي، وتقسيم العمل الذي اعتمده هؤلاء السكان”.
وأشار مقداد إلى أنه من ضمن المواد المكتشفة، الغنية والمتنوعة والنادرة أحيانا، بقايا عظام حيوانات، وصدفيات مثقبة، وأدوات حجرية. وتم مؤخرا اكتشاف خزفيات مزخرفة يدويا مما يدل على أن هؤلاء السكان عرفوا كيف يطورون طريقة عيش خاصة بهم.
من جهته قال عبد الواحد بنصر المدير الوطني للمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، أن المغرب قام لأول مرة باستقدام المؤتمر 15 للآثاريين الأفارقة، وهو مناسبة للحديث عن ما يميز التراث المغربي، وللحديث على أهم المنجزات على مستوى البحث الآثاري بالمغرب، وفي هذا الاطار تمت برمجة مجموعة من المداخلات تهم مجموعة من المواقع المغربية، مشيرا أن اليوم الأول سيسشهد التطرق إلى موقع جبل إيغود، والذي أصبح له صدى عالمي منذ سنتين، وجلب الانتباه إلى المغرب، مؤكدا أن التنظيم محكم والدليل أن المشاركين يبلغ عددهم 500 مشارك قادمين مما يناهز 52 دولة .
وأضاف المتحدث ذاته، أن هذه الدورة ستفسح المجال بالتعريف بالمقومات الأثرية والتاريخية والسياحية للملكة المغربية، كما أن المؤتمر يأتي تزامنا مع التوجهات الملكية في إطار انفتاح المغرب على القارة الافريقية، بفضل التعاون الاقتصادي والثقافي جنوب-جنوب.
وعرف اليوم الأول من أشغال المؤتمر، الذي تحتضنه كلية العلوم بالرباط، خلال الفترة ما بين 10 و 14 شتنبر 2018، عددا من المداخلات حول فترات ما قبل التاريخ بالدار البيضاء والريف الشرقي، وكذا تحديات حماية الموروث الثقافي لإفريقيا.
أمضال أمازيغ: كمال الوسطاني