تنظم منظمة العفو الدولية – المغرب، في إطار تخليدها لليوم العالمي للمدافعات عن حقوق الإنسان (29 نونبر)، حفلا تكريميا للاحتفاء بخمس نساء مدافعات عن حقوق الإنسان اعترافا بإسهاماتهن في ترسيخ حقوق الإنسان، وذلك يوم الجمعة 30 نونبر 2018 ابتداء من الساعة الرابعة زوالا بفندق كولدن توليب فرح بالرباط.
وحسب بيان صحفي للمنظمة توصلت “العالم الأمازيغي” بنسخة منه، يهدف هذا التكريم إلى الإقرار بالدور الرئيسي الذي تلعبه المدافعات عن حقوق الإنسان من أجل إحداث تغيير إيجابي في المجتمع من خلال تعزيز وترسيخ قيم حقوق الإنسان وحمايتها عبر الوسائل السلمية والوقوف في وجه الظلم.
ويندرج هذا النشاط ضمن فعاليات أخرى تقيمها منظمة العفو الدولية – المغرب بمناسبة الذكرى السبعين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان التي تحل يوم 10 دجنبر القادم. كما يتزامن هذا الحدث مع إطلاق منظمة العفو الدولية لحملتها العالمية ” أكتب من أجل الحقوق” التي يتضامن من خلالها مناضلو ومؤازرو المنظمة عبر العالم مع المدافعات عن حقوق الإنسان في البرازيل، ومصر، والهند، وإيران، وكينيا، وقيرغيزستان، والمغرب، وجنوب أفريقيا، وأوكرانيا، وفنزويلا ومن خلالهن مع باقي المدافعات عن حقوق الإنسان في العالم. وتعتبر هذه الحملة فرصة ثمينة لتذكير الحكومات بتحمل مسؤوليتها الكاملة في حماية المدافعات عن حقوق الإنسان ومنع الانتهاكات المرتكبة ضدهن بحكم عملهن في مجال حقوق الإنسان والتعامل معهن على نحو فعال، وضمان تمكينهن من القيام بعملهن في بيئة آمنة ومساعدة.
وتعتقد منظمة العفو الدولية، أن العمل مع المدافعات عن حقوق الإنسان، ومساندتهن في نضالاتهن من أجل إيجاد حيز آمن للدفاع عن أنشطة حقوق الإنسان وإضفاء الشرعية عليهم، هو أحسن سبيل لتنوير الرأي العام وتعبئته من أجل إرساء حقوق الإنسان في المجتمع.
وتراهن منظمة العفو الدولية على حشد الجهود لدعم نضالات الناشطات اللائي يتصدين للصور النمطية المرتبطة بالنوع الاجتماعي، أو اللائي يشتغلن على قضايا مثل الصحة والحقوق الجنسية والإنجابية، أو اللائي يدافعن بصورة أعم عن حقوق الإنسان الخاصة بالنساء والفتيات، وكذا فضح الاعتداءات والتهديدات القائمة على النوع الاجتماعي التي تذهب ضحيتها أكثر النساء.
وتمنح منظمة العفو الدولية – المغرب هذه السنة درع “نساء مدافعات عن حقوق الإنسان” لخمس نساء برزن بنضالهن وشجاعتهن في الدفاع عن حقوق الإنسان في بلادنا، وهن:
رشيدة الطاهري: برلمانية سابقة وناشطة حقوقية من الرائدات المؤسسات للحركة النسائية بالمغرب وعضو سابق لشبكة البرلمانيين والبرلمانيات لمناهضة عقوبة الإعدام.
سهام بنشقرون: طبيبة متخصصة في العلاج النفسي وناشطة جمعوية معروفة بالتزامها في مجال مكافحة الرشوة والتمييز ضد المرأة. وهي كاتبة ومؤلفة للعديد من الروايات والقصص القصيرة التي تتطرق لموضوع تحرير المرأة.
زليخة أسبدون: صحفية مصورة وظفت الصورة الفوتوغرافية لتعريف الرأي العام الوطني بنضالات الحركة الحقوقية بالمغرب وبأهم المحطات التاريخية والسياسية على مدار عقدين من الزمن.
نوال بنعيسى: ناشطة حقوقية في إطار حراك الريف السلمي ومدافعة عن حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية. تعرضت للاعتقال أربع مرات وللترهيب والمضايقات المتكررة بسبب مشاركتها في مسيرات الحراك الشعبي في الحسيمة.
زينب فاسيكي: رسامة كاريكاتير شابة ومهندسة ميكانيكية، سخرت موهبتها الفنية لقضية المرأة وتسليط الضوء على أشكال التمييز والعنف القائم على النوع الاجتماعي، وفضح الممارسات الدونية التي تطال النساء والفتيات من خلال تفكيك الصور النمطية والتقليدية للمرأة.
وفي هذا الإطار، ومنظمة العفو الدولية تحتفل باليوم العالمي للمدافعات عن حقوق الإنسان تجدد دعوتها للحكومة المغربية لاتخاذ إجراءات ملموسة لحماية حقوق النساء عموما، ووضع حد للتضييق على المدافعات عن حقوق الإنسان، بما في ذلك:
• الكف عن تجريم مجهودات المرأة في تغيير المجتمع والدفاع عن حقوق الإنسان، وعلى العكس من ذلك، إصدار أحكام تشريعية وإدارية داخلية تسهل عملهن.
• وضع تدابير لمحاربة الصور النمطية الاجتماعية والثقافية التي تكرس العنف ضد المرأة، والاعتراف بأن تحقيق الديمقراطية والتنمية يعتمد على المشاركة الفعالة للمرأة في عملية التغيير وعلى تحسين وضعها السياسي والاجتماعي والقانوني والاقتصادي.
• وضع التدابير اللازمة لضمان حماية المدافعات والمدافعين الذين يدمجون المنظور الجنساني بصورة منهجية من أجل تهيئة بيئة آمنة وداعمة للدفاع عن حقوق الإنسان.
وأكد بيان المنظمة أنه رغم اختلاف تجارب النساء في الدفاع عن حقوق الإنسان وأنواع التحديات التي تواجهنها، إلا أن الانتهاكات والعنف والضغوطات والقمع تشكل قاسما مشتركا يواجه نضال المدافعات عن الحقوق في المنطقة، “فكثيرا ما تعاني المرأة المدافعة عن حقوق الإنسان من تمييز صارخ في تواجد النساء في الحياة السياسية والفضاء العام ومن الضغط العائلي والاجتماعي بسبب الانخراط في الدفاع عن حقوق الإنسان، وتمرّ العديد من الدول في المنطقة بحروب وتشهد نزاعات عسكريّة وعدم استقرار اقتصادي وقمع سياسي، كما تعرف العديد من الدول تنامي ظاهرة الجماعات المتطرفة وازدياد تضييق الأنظمة الحاكمة للحريّات”.
وأضافت أنه من المؤسف، ونتيجة تفاقم ثقافة تقليدانية متعصبة، مازال ينظر إلى جهود المدافعات عن حقوق الإنسان على أنها تحد للمفاهيم النمطية والموروثة عن الأسرة وأدوار الجنسين في المجتمع، مما قد يؤدي لإثارة مشاعر العداء من جانب عموم السكان والسلطات. ولذلك، تتعرض المدافعات عن حقوق الإنسان للوصم والعزل من جانب قيادات المجتمع المحلي والجماعات الدينية والأسر والمجتمعات المحلية ممن يعتبرونهن مصدراً لتهديد الدين أو الشرف أو الثقافة.
وعلى الرغم من وجود هذه التحديات والسياق العدائي الذي تواجهه المدافعات عن حقوق الإنسان، تمكن المجتمع الدولي من تحقيق إنجاز بارز عندما اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2013 قرارًا حول “حماية المدافعات عن حقوق الإنسان”، والذي يستلزم من الدول الأعضاء اتخاذ إجراءات ملموسة لحماية هؤلاء النساء ووضع حد للتضييق عليهن، يضيف بيان المنظمة.
أمضال أمازيغ: كمال الوساني