منظمة تامينوت تدعو لعدالة مجالية فعلية تؤسس قطيعة مع مختلف مظاهر التهميش

أشادت منظمة تامينوت في بيان لها، بالأشكال المشرقة للتضامن الشعبي مع المنكوبات والمنكوبين، على إثر زلزال الأطلس الكبير الذي ضرب المغرب يوم الجمعة 26 غشت 2973 الموافق ل 8 شتنبر 2023، والتي تعد ترجمة لما بنى المجتمع الأمازيغي حضارته واستدام بها وجوده ووفر حاجياته المثملة في “تيويزي”.

وهي “القيمة التي أبان عنها المغاربة في هذه المحنة، حيث هبت المساعدات والقوافل التضامنية من كل حدب وصوب في اتجاه الأقاليم المتضررة مقدمة للعالم دروسا لا تنسى في التكافل والتعاون وكل الأحاسيس الإنسانية النبيلة التي تمتح جذورها من ثقافتنا الأمازيغية في كل لحظاتها التاريخية وفي كل أبعاد الحياة اليومية للإنسان في علاقته بأخيه الإنسان وفي علاقته بعناصر محيطه الطبيعي، والتي تنم عن رؤية خلاقة قادرة على مقاومة الأزمات”، يضيف البيان.

كما سجلت المنظمة، “العديد من مظاهر النصب والاحتيال والمتاجرة بآلام الناس وأحزانهم، بالإضافة إلى الكثير من صور التحرش والمضايقات التي تعرضت لها النساء، ومحاولات تدنيس براءة طفلات في عمر الزهور، وكل أشكال الإذلال والإهانة التي “أبدعها” تجار أزمات لم يتأدبوا في حضرة جراح أطلسنا الكبير، وهي ممارسات تسائل بإلحاح وظيفة المدرسة  الإعلام وصورتها الواصمة للجبل وساكنته الأمازيغية لعقود، وتستدعي اتخاذ  الثروات الرمزية التي تحويها الثقافة الأمازيغية دعامة واستثمارها لتقويض الصور الثقافية المعيبة وترسيخ سلوكات مدنية مواطنة تعزز العيش المشترك والمتبادل، وتسهم في الرقي بالسلوك الفردي والجماعي”.

مؤكدة على “الدمار الذي أصاب الأطلس الكبير يستوجب الانكباب على ورش تفكير علمي وحقوقي لإعادة الإعمار من أجل إعادة الحياة للبيوت والدواوير التي تسبب الزلزال في خرابها كليا أو جزئيا. وأن ساكنة هذه المناطق تربطهم علاقة وجدانية وتاريخية عميقة مع الأرض التي تعتبر حاضنة لثقافتهم ونمط عيشهم الذي يختلف عن أنماط العيش السائدة في مناطق أخرى، ومع القرية كوحدة حاضنة للذاكرة والتاريخ وطبيعة علاقاتهم وارتباطاتهم الاجتماعية وأنشطتهم الاقتصادية، والوعاء الذي يحمل في دواخله جزء مهما من لغتهم وثقافتهم وعاداتهم وتقاليدهم وأعرافهم وقيمهم. كلها معطيات تبين أن أفضل ما يمكن القيام به هو إعادة إعمار الدواوير والقرى المتضررة وتوفير كل ظروف الحياة الكريمة فيها باستشارة وتنسيق مع بنية “الجماعت” بوصفها آلية تقليدية أمازيغية في جبال الأطلس الكبير”.

داعية في ختام بيانها الدولة المغربية إلى سن “عدالة مجالية فعلية تؤسس قطيعة مع مختلف مظاهر التهميش الذي تتعرض له مجالات الأطلس الكبير فقد عرى الزلزال صورة مناطق شاسعة من بلدنا تفتقر إلى البنية التحتية الرئيسة، التي تلبي حاجات الشخصية الإنسانية الفردية والجماعية”.

وهذا نص البيان كما توصلت جريدة “العالم الأمازيغي” به:

بيان

تابعت منظمة تامينوت بكامل الأسف والأسى زلزال الأطلس الكبير الذي ضرب المغرب يوم الجمعة 26 غشت 2973 الموافق لـ 8 شتنبر 2023 والذي أفضى إلى مأساة خلفت خسائر بشرية ومادية وأحدثت أضرارا بليغة في البنيات التحتية وفي الثروات الثقافية الأمازيغية التي تزخر بها المناطق المنكوبة. وقد أسهمت منظمة تاماينوت في مبادرات مدنية تضامنية مع المنكوبين/ات، وعاين أعضاء المنظمة وعضواته حجم المأساة التي هزت الأطلس الكبير وعمقت جراحه، وإذ نتقدم بأصدق عبارات التعازي والمواساة لأسر وعائلات من وافتهم المنية جراء هذه الكارثة الطبيعية، فإننا نعبر عن متمنياتنا بالشفاء العاجل لكل الجرحى/ات والمصابين/ات، آملين أن تكون هذه اللحظة الأليمة منطلقا لتنمية فعلية ومستدامة للجبل بما يصون خصوصياته الثقافية بوجه خاص وإنسانية الإنسان وحقه في ثرواته وحقه في العدالة الاجتماعية والمجالية والعيش الكريم بوجه عام.

وتبعا لذلك تعلن منظمة تاماينوت للرأي العام الوطني:

  • إشادتها بالأشكال المشرقة للتضامن الشعبي مع المنكوبات والمنكوبين، والتي تعد ترجمة لما بنى المجتمع الأمازيغي حضارته واستدام بها وجوده ووفر حاجياته المثملة في “تيويزي”، وهي القيمة التي أبان عنها المغاربة في هذه المحنة،  حيث هبت المساعدات والقوافل التضامنية من كل حدب وصوب في اتجاه الأقاليم المتضررة مقدمة للعالم دروسا لا تنسى في التكافل والتعاون وكل الأحاسيس الإنسانية النبيلة التي تمتح جذورها من ثقافتنا الأمازيغية في كل لحظاتها التاريخية وفي كل أبعاد الحياة اليومية للإنسان في علاقته بأخيه الإنسان وفي علاقته بعناصر محيطه الطبيعي، والتي تنم عن رؤية خلاقة قادرة على مقاومة الأزمات.
  • تسجيلنا العديد من مظاهر النصب والاحتيال والمتاجرة بآلام الناس وأحزانهم، بالإضافة إلى الكثير من صور التحرش والمضايقات التي تعرضت لها النساء، ومحاولات تدنيس براءة طفلات في عمر الزهور، وكل أشكال الإذلال والإهانة التي “أبدعها” تجار أزمات لم يتأدبوا في حضرة جراح أطلسنا الكبير، وهي ممارسات تسائل بإلحاح وظيفة المدرسة  الإعلام وصورتها الواصمة للجبل وساكنته الأمازيغية لعقود، وتستدعي اتخاذ  الثروات الرمزية التي تحويها الثقافة الأمازيغية دعامة  واستثمارها لتقويض الصور الثقافية المعيبة وترسيخ سلوكات مدنية مواطنة تعزز العيش المشترك والمتبادل، وتسهم في الرقي بالسلوك الفردي والجماعي.
  • تسجيلنا أن المجهودات التي بذلها المتطوعون ومختلف أجهزة الدولة لإنقاذ سكان الأقاليم المتضررة من خلال البحث عن الأحياء تحت الأنقاض وانتشال جثت الموتى وإسعاف الجرحى والمواكبة النفسية للصدمة اللاحقة بالأفراد، رغم كونها مجهودات جبارة إلا أن الكثير من الأسباب حالت دون نجاعتها، ومنها ضعف البنيات التحتية وهشاشة جلها، وجهل عدد كبير من طواقم الإنقاذ للغة الأمازيغية، وهو ما شكل عائقا تواصليا، يتطلب النهوض الفعلي بمطلب تدريس الأمازيغية والتدريس بها في جميع المدارس العمومية والخصوصية والجامعات والمعاهد العليا وبنيات البحث والتكوين، وتعميم الأمازيغية بشكل إلزامي في مختلف المرافق العمومية وتوفير موارد بشرية مؤهلة كافية لتحقيق ذلك.
  • إن الدمار الذي أصاب الأطلس الكبير يستوجب الانكباب على ورش تفكير علمي وحقوقي  لإعادة الإعمار من أجل إعادة الحياة للبيوت والدواوير التي تسبب الزلزال في خرابها كليا أو جزئيا. إسهاما منا في النقاش الدائر حول إعادة الإعمار ولاسيما في سياق متابعتنا لخطابات رقمية تتحدث عن تهجير السكان إلى مناطق أخرى بعيدة عن موطنهم الأصلي كطريقة ممكنة لإنهاء معاناة ساكنة القرى المتضررة، نؤكد أن ساكنة هذه المناطق تربطهم علاقة وجدانية وتاريخية عميقة مع الأرض التي تعتبر حاضنة لثقافتهم ونمط عيشهم الذي يختلف عن أنماط العيش السائدة في مناطق أخرى، ومع القرية كوحدة حاضنة للذاكرة والتاريخ وطبيعة علاقاتهم وارتباطاتهم الاجتماعية وأنشطتهم الاقتصادية، والوعاء الذي يحمل في دواخله جزء مهما من لغتهم وثقافتهم وعاداتهم وتقاليدهم وأعرافهم وقيمهم. كلها معطيات تبين أن أفضل ما يمكن القيام به هو إعادة إعمار الدواوير والقرى المتضررة وتوفير كل ظروف الحياة الكريمة فيها باستشارة وتنسيق مع بنية “الجماعت” بوصفها آلية تقليدية أمازيغية في جبال الأطلس الكبير.
  • دعوتنا الدولة المغربية إلى عدالة مجالية فعلية تؤسس قطيعة مع مختلف مظاهر التهميش الذي تتعرض له مجالات الأطلس الكبير فقد عرى الزلزال صورة مناطق شاسعة من بلدنا تفتقر إلى البنية التحتية الرئيسة، التي تلبي حاجات الشخصية الإنسانية الفردية والجماعية.

شاهد أيضاً

أكادير تحتضن الملتقى الأول لتجار المواد الغذائية

تحتضن مدينة أكادير من 24 الى 26 يوليوز الجاري الملتقى الأول لجمعية تمونت لتجار المواد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *