من أجل حوار أمازيغي أمازيغي

بقلم: رضوان إكضوان

جو الرفض والقمع الذي ولد فيه النضال اﻷمازيغي في صيغته المعاصرة، كان له كبير تأثير في تفكير وذهنية كل الفاعلين في هذه المعركة. إد أذى هذا المناخ إلى إنتاج مناضلين غير مستعدين لتقبل أي نقد ولا تصحيح، إذ يرون في اﻹنتقاد هجوما، وهذا ما ينتج بدوره ردود فعل غير واعية وغير سليمة.

أشرنا سابقا في المقال المعنون ب “النضال اﻷمازيغي وتجربة إبن رشد” أننا حينما نكون في وضعية مدافعين عن اﻷمازيغية ضد أعدائها وخصومها، غالبا ما نتستر عن أخطائنا لدرجة أننا ننكرها أمام أنفسنا كذلك.

إننا اليوم في حاجة إلى سجال جدي، مثمر، وفعال بين الفاعلين اﻷمازغيين الحقيقيين، ولن يتم السجال بهذا الشكل، إلا إذا كان على أرضية صلبة، ومسيجة. تستمد صلابتها من اﻷفكار والقيم اﻹنسانية والحضارية التي راكمها إيمازيغن عبر التاريخ، ومسيجة أي محاطة بسياج من المبادئ واﻷدبيات والمواقف التي استند عليها مناضلي القضية اﻷمازيغية. وهذا التسييج غرضه تحصين اﻹرث النضالي للحركة اﻷمازيغية، لكي لا يتم سرقته والركوب عليه من طرف أجندات أخرى.

وهذا السجال هو اﻵخر يحتاج إلى ضوابط وشروط، لكي يحقق ما يرجى منه، وهذا الضوابط والشروط يمكن حصرها في ما يلي:

– تجنب اﻹحتكار؛ أي علينا أن نقر أن ما تحقق لﻷمازيغية، من مشروعية شعبية على اﻷقل، هو نتاج تضحيات كل أطراف الحركة اﻷمازيغية. وهذا ما سيمكن من أن يكون نقاشنا خاليا من المزايدات واﻹستعراضات.

– عدم شخصنة التجارب سواء النجاحات أو اﻹخفاقات. إذ أن شخصنة التجارب يحول دون تقييمها تقيما علميا، وموضوعيا. إذ غالبا ما يكون تصحيح اﻷخطاء التي يتم شخصنتها واختزالها في هفوات اﻷفراد بمعاقبة أو عزل هؤلاء. لكن المشكل يبقى قائما. ﻷنه كان من المفترض تشخيص الوضع وليس شخصنته.

– التحلي بالشجاعة: إذ تبتدئ الشجاعة في بداية اﻷمر بإعلان الموقف قبل الدفاع عنه، فما يؤجج الخلافات ليس اﻹختلاف في الرؤى والمواقف بل التستر عن اﻷخير، و غض الطرف عنه. إذ أن إخفاء اﻹختلاف والتحفظ عن نقاشه، هو ما يجعلنا نعتقد أننا منسجمين، الشيء الذي يجعلنا ننقسم بل نتصارع في أول تحدي.

– الإعلان والتصريح بالمشاريع التي تراود كل واحد منا؛ فكما نعرف أن مجموعة من الفاعلين اﻷمازغيين يمتلكون مشاريع يرونها هي المناسبة لإنصاف اﻷمازيغية، لكن يعاب عليهم عدم التصريح بها، و العمل على تعبئة الجماهير حولها. الشيء الذي يفرض عليهم نقاشها في الفضاء العمومي، خاصة ما يهم المنطلقات الفكرية والرؤى السياسية  لهذا المشروع أو ذاك. أما ما يهم الجانب اﻹستراتيجي، والتكتيكي فيبقى أمورا داخلية وحساسة، والتحفظ عن تداولها عموميا أمر مقبول.

– ضرورة تأطير اﻷفكار تنظيميا للتمكن من تتبعها وتوثيقها ومراجعتها وذلك بتقديم اﻷفكار كأوراق تنظيمية وليس فقط تداولها كتصورات فردية، رغم تداخل أدوار المثقف والتنظيم.

وفي اﻷخير وجب أن نشير أن هذه اﻷفكار ما هي إلا مداخل لنقاش أفكار أكثر جدة، وذلك ليكون نقاشنا، بل حثى صراعنا مؤسسا على أساس متين وغايات محددة وأهداف دقيقة

شاهد أيضاً

الجزائر والصحراء المغربية

خصصت مجموعة “لوماتان” أشغال الدورة السابعة لـ “منتدى المغرب اليوم”، التي نظمتها يوم الخامس من …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *