تعاني وسائل الإعلام في بلدان كثيرة على ضفتي البحر المتوسط من صعوبات كبيرة لنقل أحداث الهجرة في سياقها. كانت تلك نتيجة رئيسية خلصت إليها دراسة في طور الإنجاز عن “كيف تتحدث وسائل الإعلام عن الهجرة في ضفتي المتوسّط؟” التي سيتم تقديم خلاصاتها الأولية في لقاء متعدد الأطراف اليوم ببروكسيل.
وقد فوَّض برنامج يوروميد للهجرة الرابع، الذي تُموله الإدارة العامة لمفاوضات الجوار والتوسع التابعة للاتحاد الأوروبي، شبكة “إيتيكال دجورناليزم نييتوورك” (Ethical Journalism Network) بإجراء هذه الدراسة التي بحث فيها كتَّاب من 17 بلدًا جودة التغطية الإعلامية بشأن الهجرة في عامي 2015/16 من منظور وطني. وقد شملت الدراسة 9 من بلدان الاتحاد الأوروبي و8 من بلدان جنوب المتوسط، وهم: النمسا وفرنسا وألمانيا واليونان والمجر وإيطاليا ومالطا وإسبانيا والسويد من جهة، والجزائر ومصر وإسرائيل والأردن ولبنان والمغرب وفلسطين وتونس، من جهة أخرى.
وقد كشفت الدراسة في طور الإنجاز عن عدم اطلاع الصحفيين في كثير من الأحيان على الطبيعة المعقدة لرواية أحداث الهجرة؛ وتتأثر الغرف الإخبارية بضغط وتلاعب أصوات الكراهية سواء من النخب السياسية أو الشبكات الاجتماعية. وفي الوقت نفسه، كشف الكتاب المساهمين عن نماذج ملهمة للصحافة في أفضل صورها؛ واسعة الحيلة، ومثابرة، ومتسمة بتقارير حذرة وحساسة وإنسانية. كما تحتوي الدراسة على مجموعة من التوصيات الأولية ونداءات من أجل التدريب وتمويل العمل الإعلامي والأنشطة الأخرى، لدعم تقديم صحافة أكثر توازنًا واستنادًا إلى الأدلة بشأن الهجرة والتشجيع عليها.
من بين تلك الأنشطة جائزة الإعلام المعني بالهجرة التي يمولها الاتحاد الأوروبي التي انضم لها عديد من الشركاء بناء على مبادرة من المركز الدولي لتطوير سياسات الهجرة (ICMPD)؛ وسيتم الإعلان عنها اليوم 25 يناير تحت رعاية رئاسة مالطا للاتحاد الأوروبي. وتُنظَّم المسابقة التي تمنح الجائزة بتعاون ما بين المشروعات التي يمولها الاتحاد الأوروبي كبرنامج يوروميد للهجرة الرابع ومركز الإعلام المفتوح بالشراكة مع مكتب دعم اللجوء الأوروبي ووزارة الشؤون الخارجية بدولة مالطا.