من الكونغريس العالمي الأمازيغي إلى التجمع العالمي الأمازيغي.. تصحيح الاسم والنضال لحماية الشرعية والاستقلالية

1371600425
ساعيد الفرواح / العالم الأمازيغي 

بحلول سنة 2015 تكون قد مرت عشرون سنة على انطلاق العمل الدولي الأمازيغي من “سان روم دوديلون” بفرنسا سنة 1995، الذي تلاه المؤتمر الأول للكونغريس العالمي الأمازيغي في تافيرا بجزر الكناري سنة 1997، ليؤسس أول تنظيم قومي أمازيغي عابر لحدود الدول، استقطب نحوه أنظار الكثير من الأنظمة المعادية للأمازيغ بمنطقة شمال إفريقيا التي كانت تنظر بعين الريبة للمد الأمازيغي ولكل صوت يرتفع مطالبا بالحقوق الأمازيغية، كما كان تأسيس ذات التنظيم مبعث أمل لدى الأمازيغ الذين تطلعوا لأن يوصل صوتهم لمختلف الدول والمنظمات الحقوقية الدولية لكي تقوم بدورها، خاصة فيما يتعلق بالضغط على الأنظمة القومية العربية الحاكمة بشمال إفريقيا، بما يحقق إقرارا للحقوق الأمازيغية يكون منسجما مع المواثيق الدولية لحقوق الإنسان والشعوب.

المؤتمر العالمي الأمازيغي وحد لسنوات بين الإطارات الأمازيغية بشمال إفريقيا، قبل أن تبدأ محاولات زرع بذور الانقسام بين مكوناته، ولم تكن بعض الأنظمة الحاكمة في تمازغا ببعيدة عن كل ما ألم بالمؤتمر الأمازيغي من تصدعات وما تعرض له من هجمات وانتكاسات، صحيح أنها لم تمنع الأمازيغ من تدويل قضيتهم وتحقيق إنجازات كثيرة وحصيلة حقوقية مهمة لصالح القضية الأمازيغية في المحافل الدولية، إلا أنها ضيعت عليهم وقتا ثمينا وأدخلتهم في متاهات لا تخدم قضيتهم، بعضها لا زال مستمرا وإن تراجع بشكل كبير جدا.

عدد من الأمازيغ يركزون حين تناولهم بالحديث موضوع الكونغريس العالمي الأمازيغي على ما حدث سنة 2008 من محاولة جدية لتقسيم التنظيم، وسنحاول قدر الإمكان مع ما يقتضيه ذلك من حياد وموضوعية الانطلاق من تلك المرحلة وما بعدها لتوضيح عدد من الأمور، والتدخلات والمعارك، وتسليط الضوء على بعض نقط الظل، مساهمة منا في تنوير جوانب معينة من الخلافات الأمازيغية البينية وأبرز الأطراف المتدخلة فيها، مع ترك الحرية للقارئ في استنتاج ما إذا كان المؤتمر العالمي الأمازيغ تعرض لإنقسام نتيجة خلافات أمازيغية بينية، أم تعرض لمحاولات تقسيم ليس فقط في سنة 2008 وإنما حتى بعد وذلك، من قبل أنظمة أو أطراف خارجية بتواطؤات داخلية، كما سنترك للقارئ حرية تصنيف المواقف بين الشرعي والقانوني واللاشرعي واللاقانوني.

محاولة إفشال مؤتمر “تيزي وزو الشرعي” وعقد مؤتمر “مكناس الغير قانوني”

 في مدينة الناظور المغربية سنة 2005 نظم الأمازيغ المؤتمر العالمي الرابع لهم لأول مرة على أرض إحدى دول شمال إفريقيا الأمازيغية، وكانت توصيات مؤتمر الناظور تقضي بعقد المؤتمر الخامس للمنظمة بمنطقة القبايل في الجزائر وبالتحديد تيزي وزو سنة 2008، إلا أنه وقبل حلول موعد عقد المؤتمر ظهر طرف بزعامة الجزائري القاطن بفرنسا لوناس بلقاسم يدفع إلى تغيير مكان انعقاد المؤتمر من الجزائر إلى المغرب،  ومن تيزي وزو إلى مكناس بدعوى أن السلطات الجزائرية منعت المؤتمر.

إطارات أمازيغية كثيرة اعتبرت خطوة تغيير مكان انعقاد المؤتمر الخامس للكونغريس، بمثابة خرق واضح لقرارات التنظيم العالمي الأمازيغي ومقرراته، وهو ما استنفر العشرات منها لتخرج في بيانات رسمية معتبرة ما يسعى إليه لوناس بلقاسم ومن معه، مفتقدا للقانونية وللشرعية اللازمة، وهو ما أدى إلى تكوين طرف واسع من الجمعيات الأمازيغية يتواجد في صفوفه الرئيس السابق وعضو المكتب الدولي حينها للمنظمة “رشيد الراخا” الذي ربط ما يحدث من مشاكل داخل المؤتمر في ندوة صحافية بمقر جمعية إلماس الثقافية بالناظور يوم الأحد 04 أكتوبر 2008، بمخابرات بعض الدول التي تتدخل حسبه في أنشطة الكونغرس الأمازيغي، وقال الراخا أن “هناك عدة دول بمخابراتها لا يروقها ما يفعله الأمازيغ كالجزائر والمغرب وفرنسا وليبيا”، واتهم الراخا صراحة “لوناس بلقاسم بالكذب فيما يتعلق بمنع السلطات الجزائرية للمؤتمر”، قبل أن يضيف أن جمعية ثاويزا (وهي جمعية تابعة لقياديين في حزب الأصالة والمعاصرة) عرضت تغطية كافة مصاريف المؤتمر شرط انعقاده بطنجة إلا أن الأمازيغ رفضوا مخزنة الكونغرس.

وللتدليل على صواب موقف الراخا والمساندين لعقد المؤتمر بتيزي وزو أورد في ذات الندوة الصحفية ما ينص عليه الفصل السابع من القانون الأساسي للكونغرس، هذا الأخير الذي يفيد بأن المؤتمر يقرر وقت انعقاده بسنة قبل تاريخه، بمعنى أنه حتى إذا ما سيتقرر انعقاد الكونغرس في مكناس فإن المؤتمر يجب أن ينعقد سنة 2009، بينما تيزي وزو برمجت في المؤتمر الذي انعقد سنة 2005 بالناظور وبذلك فإنها من يمتلك الشرعية القانونية.

وعلى خلفية أزمة المؤتمر العالمي الأمازيغي ذاتها، عقدت الإطارات الأمازيغية سلسلة من اللقاءات المتتالية في كل مناطق المغرب لحل الخلاف، وإيجاد مخرج يحول دون تقسيم الكونغريس العالمي الأمازيغي لكنها لم تكلل بأي نجاح يذكر، قبل أن تنتقل كل الإطارات الأمازيغية بالمغرب والخارج إلى اتخاذ موقف لصالح طرف دون الآخر، كما برزت دعوات لتأجيل المؤتمر أو مقاطعة المؤتمرين معا وهي الدعوات التي كانت تصب في صالح مؤتمر مكناس بل أن بعض مطلقيها ما لبثوا أن حضروا في مؤتمر مكناس الذي نظمته جمعية أسيد ما بين 31 أكتوبر و2 نونبر 2008، والملاحظ أن اختيار عدد من الجمعيات الأمازيغية لخندق مؤتمر مكناس لم يبنى في مجمله على أدبيات الكونغريس بدءا بقانونه الأساسي مرورا بقراراته خاصة في مؤتمر الناظور.

وبالمقابل تم الإعلان في نفس التاريخ عن عقد المؤتمر العالمي الخامس للكونغريس في تيزي وزو، واتخذت كافة الترتيبات اللازمة لذلك، ولكن السلطات الجزائرية أقدمت على خطوة غير مفهومة بعد أن منعت مندوبي أمازيغ المغرب من الدخول للجزائر واحتجزتهم في مطار “هواري بومدين” بالجزائر العاصمة، قبل أن تتم إعادتهم للمغرب، ولكن على الرغم من ذلك استمر المؤتمر الذي نظم فيما بعد مؤتمراته كلها.

هكذا إذا وصلت الأمور إلى نقطة اللاعودة في عمل الكونغريس العالمي الأمازيغي، ليتحول النضال من أجل القضية الأمازيغية إلى صراع بيني بتدخل أطراف خارجية، ولعل العنوان البارز لما حدث هو خرق مقررات المؤتمر العالمي الأمازيغي، خاصة قرارات الكونغرس لسنة 2005 بالناظور، وقرار اجتماع المجلس الفدرالي الذي تأسس في شهر فبراير 2008 بمكناس الذين يقضيان بعقد المؤتمر الخامس في مدينة تيزي وزو بالجزائر، ورغم ذلك فقد أتيحت للأمازيغ فرصة واحدة على الأقل بعد ذلك بسنوات وبالتحديد في سنة 2011، لتصويب مسار عملهم الدولي وإعادة فرض الشرعية وسنرى مصيرها فيما يلي من السطور.

الربيع الديمقراطي والرغبة المؤودة لتوحيد العمل الدولي الأمازيغي 

الوحدة كانت عنوان الربيع الديمقراطي سنة 2011 بكل دول شمال إفريقيا بين مختلف المكونات في المنطقة من إسلاميين ويساريين وغيرهم، وحدة تجاوزت الانتماءات السياسية من أجل دول جديدة تتحقق فيها مطالب وحقوق الجميع، ولكن الأمازيغ لم يجدوا من يحرمهم من حلاوة الإتحاد على نطاق واسع بفعل مناورات ومبادرات مفتقدة للجدية وغير منسجمة بتاتا مع سياق الربيع، هذا الأخير الذي كان يفرض وليس فقط يتطلب حدا معينا من الرؤى والتصورات والتوافقات بين الأمازيغ في كل شمال إفريقيا، للحيلولة دون تفويت فرصة للتغيير بإمكان من يستثمرها أن ينال جل إن ليس كل ما يريد، وهي فرصة نادرا ما يجود بها التاريخ، وكان بإمكان الأمازيغ تحقيق أكثر مما وصلوا إليه لولا أن عادت الأشباح التي طافت حين تقسيم المؤتمر العالمي الأمازيغي سنة 2008 لتطوف من جديد، وليذكر مجددا إسم جمعية ثويزا في طنجة.

“جمعية ثاويزا” من تقسيم المؤتمر إلى مغامرة التطفل على العمل الدولي الأمازيغي

 بعد تنكر تيار بزعامة لوناس بلقاسم لمقررات المؤتمر العالمي الأمازيغي الرابع الذي عقد بمدينة الناظور سنة 2005، التي كانت تقتضي، كما سبق وأشرنا، تنظيم المؤتمر الخامس للمنظمة بتيزي وزو في القبايل، ومحاولة هؤلاء فرض تنظيمه في المغرب،  ذكر حينها في سنة 2008 اسم “جمعية ثويزا بطنجة” التي قامت بتوجيه رسالة إلى لونس بلقاسم، رئيس الكونكرس العالمي الأمازيغي في تلك الفترة، تقترح فيها احتضان مدينة طنجة لأشغال المؤتمر الخامس للكونغريس الأمازيغي، وهو المقترح الذي ظهر أن ثمة نية لدى لوناس بلقاسم لدعمه، ما دفع الإطارات الأمازيغية للتحرك بقوة ووضع حد لتلك الخطوة التي رأى الكثيرون أنها تسعى لجعل الأمازيغ ورقة في يد تيار حزبي أو حتى مخابراتي تابع لدولة ضد على أخرى.

ورغم إفشال احتضان جمعية ثاويزا للكونغريس الأمازيغي إلا أنها عادت مجددا لواجهة العمل الأمازيغي بعد مرور أربعة أشهر فقط عن الربيع الديمقراطي، إذ بعد أن لزم أبرز أعضائها الصمت طوال أطوار الربيع الديمقراطي في المغرب، وخاصة رئيسها فؤاد العماري وأخوه إلياس العماري وهما ضمن القيادات البارزة جدا لحزب الأصالة والمعاصرة، ظهروا فجأة في دورة مهرجان ثاويزا التي نظمت نهاية يوليوز سنة 2011، وسط مجموعة من الوجوه الأمازيغية وخاصة المقربين من الجزائري لوناس بلقاسم ليعلنوا عن كونهم عقدوا لقاء لم يكن مبرمجا في المهرجان الذي تنظمه ثاويزا كل سنة، و”أسموه لقاء طنجة لأمازيغ شمال إفريقيا”، الذي استمر ليلة 23-24 يوليوز 2011، وأسفر حسب بيان رسمي للملتقين عن تأسيس منظمة “اتحاد شعوب شمال إفريقيا”، وقد اختار أعضاء هذه المنظمة كرئيس فرحات مهني “رئيس حركة الحكم الذاتي للقبايل”، مدعوما بثلاثة نواب (توماس كنتانا عضو مؤتمر مكناس من جزر الكناري، وخديجة بن سعيدان رئيسة الجمعية التونسية للثقافة الأمازيغية حينها من تونس، وفتحي بنخليفة الذي سيصبح رئيسا لمؤتمر مكناس بعدها وهو ليبي مقيم بالمغرب، وأحمد أرحموش رئيس الشبكة الأمازيغية من أجل المواطنة حينها وهو من المغرب). كما أسندت مهمة أمانة المال إلى إلياس العماري من المغرب وهو قيادي في حزب الأصالة والمعاصرة ورجل غامض الأدوار، ومهمة السكرتارية العامة آلت إلى أماني الوشاحي وهي من أصول أمازيغية مغربية، جنسيتها مصرية وتقدم نفسها كممثلة لأمازيغ مصر.

وأكثر من مجرد تشكيل منظمة وعقد لقاء بدون سابق إعلان، فقد أورد بيان الملتقين في طنجة حينها أنه بالنسبة للشعوب غير الممثلة في هذا اللقاء فإنها مدعوة إلى تقديم طلب للإنخراط يتم قبوله بثلثي أعضاء المكتب. وقد تمت برمجة الإجتماع الأول لهذه المنظمة نهاية شهر غشت 2011؛ مباشرة بعد إتمام إجراءات الإيداع القانوني وفق ما تم اعتماده خلال الإجتماع التأسيسي، على هامش فعاليات “مهرجان ثويزا بطنجة”.

 ما حدث حينها شكل مفاجأة مدوية وسط الأمازيغ خاصة مع علم الكل بدور وموقع إلياس العماري سواء في حزب الأصالة والمعاصرة أو فيما يتعلق بأدواره الغامضة داخل الدولة المغربية، وكذلك موقف جميع الأحزاب والمنظمات المغربية من حزبه الذي أسس على عجل بتدخل مباشر من المخزن ليصبح بين عشية وضحاها في صدارة الأحزاب المغربية التي أمضت عقودا طويلة لبناء ذاتها السياسية، وبالطبع خرج تنظيمات أمازيغية لتعبر عن تنديدها وعدم رضاها، معتبرة ما يسمى بلقاء طنجة ومنظمة شعوب شمال افريقيا استغلالا للأمازيغ والأمازيغية ومجرد فقاعة، وهو بالتحديد ما حصل، فقد كان ذلك كما توقع الكثير من الأمازيغ مجرد مناورة وفقاعة إعلامية في غير صالح الأمازيغ، فمنظمة شعوب شمال افريقيا اختفت من حينها، على الرغم من كون أعضائها ظلوا دائما محافظين على علاقاتهم مع إلياس العماري ويحضرون في دورات مهرجان طنجة كل سنة، وعلى حد تعبير أحد الفاعلين الأمازيغ يلعبون أدوارهم لصالح الشيطان ويشوشون على العمل الأمازيغي دون أن يكون لما يقومون أي تأثير إيجابي يذكر على واقع الأمازيغية والأمازيغ.

“مبادرة لم الشمل الأمازيغي” بموازاة  “منظمة شعوب شمال إفريقيا

بالموازاة مع إعلان منظمة شعوب شمال إفريقيا، وعلى هامش نفس الدورة أي “الدورة السابعة لـمهرجان ثويزا بطنجة”، أعلنت مبادرة أخرى تزعمها الرئيس السابق لمنظمة تماينوت حسن إدبلقاسم الذي كان بدوره في ضيافة “ال العماري”، وتتلخص في عقد لقاء غير رسمي للتمهيد لعقد المؤتمر السادس للكونغريس العالمي الأمازيغي لكن بجمع صيغتيه “تيزي وزو” و”مكناس” في مؤتمر واحد.

 وتقضي “المباردة” بالقيام بمساعي لرأب الصدع الذي أحدثه تقسيم المؤتمر الخامس للكونجرس العالمي الأمازيغي، وبعد عودته من طنجة قام حسن إد بلقاسم يوم 25 غشت 2011، بتوجيه دعوات للجمعيات الأمازيغية في المغرب قصد الحضور يومي 10 و11 شتنبر في لقاء بمدينة الرباط من أجل إنجاح ما أسماه “مؤتمر عالمي أمازيغي موحد”، والكثيرين حينها ظنوا وتفاءلوا خيرا بمبادرة إدبلقاسم التي آلت للفشل بعد أن وقع بمعية نشطاء ينتمون “لمؤتمر مكناس” بيانا يوم 27 غشت 2011، بإسم تنسيق “الجمعيات الأمازيغية المغربية العضوة في الكونكريس الأمازيغي العالمي بصيغتيه”، أكد في مضمونه على أن الهدف الأساسي من لقاء لم الشمل بالرباط هو “إنجاح المؤتمر السادس للكونريس الأمازيغي العالمي الموحد الذي سينعقد في مدينة جيربا بتونس من 30 شتنبر إلى 2 أكتوبر 2011، ولذلك فاللجنة المشرفة على اللقاء تقترح على كل الجمعيات العضوة أن تحضر معها لائحة ممثليها على أساس المناصفة والتشبييب مع المبلغ الواجب للطائرة ذهابا وإيابا من الدار البيضاء إلى تونس، حتى تتمكن من حجز مقاعدهم بمبلغ 2000.00 درهم ذهابا وإيابا”.

هكذا تحول لقاء لم الشمل إلى لقاء إعدادي للمؤتمر السادس “لكونغريس مكناس”، وليس لقاء للنقاش وبحث نقط الخلاف وإمكانية تقريب وجهات النظر بين الأمازيغ حول سبل توحيد صوتهم دوليا، وهو ما دفع بالمؤتمر العالمي الأمازيغي الذي صحح اسمه ليصبح التجمع العالمي الأمازيغي فيما بعد إلى إصدار بيان توضيحي حول لجنة التنسيق المؤقتة المنبثقة عن مقترح الأستاذ حسن إدبلقاسم من أجل كونكريس أمازيغي عالمي موحد، أكد فيه على أن أعضاءه تفاجأو ببيان نشر في عدد من المواقع الالكترونية أصدرته جهة سمت نفسها ب”لجنة التنسيق المؤقتة المنبثقة عن مقترح الأستاذ حسن اد بلقاسم من أجل كونكريس أمازيغي عالمي موحد”، نظرا لأن خطوة إصدار البيان لا علم لهم بها كما لم يتفقوا مع أي كان حول ما جاء في البيان من إدعاءات ودعوات للجمعيات الأمازيغية المنتمية إلى المؤتمر العالمي الأمازيغي “التجمع العالمي الأمازيغي”، لهذا فإنهم يؤكدون للرأي العام على أن أعضاء “التجمع العالمي الأمازيغي، الكونغريس العالمي الأمازيغي تيزي وزو”، يتأسفون على إصدار بيان باسم لجنة التنسيق المؤقتة المنبثقة عن مقترح الأستاذ حسن اد بلقاسم من أجل كونكريس أمازيغي عالمي موحد، الذي قفز على الأحداث وحاول إيهام مناضلي الحركة الأمازيغية وكأن الأطراف المعنية قد اتفقت على عقد مؤتمر عالمي أمازيغي موحد بتونس بل أكثر من ذلك تم الإعلان عن ترتيبات مالية وغيرها من الترتيبات الشكلية لما اعتبر مؤتمرا عالميا أمازيغيا موحدا.

وشدد الكونغريس العالمي الأمازيغي المعروف بنسخة تيزي وزو حينها كذلك، على أن لا علاقة له بعد ما ظهر بأي لقاء سيعقد من أجل عقد مؤتمر عالمي أمازيغي في تونس وأنه مستمر في برنامجه داخل إطاره الشرعي، كما سبق له أن أعلن موعد انعقاد المؤتمر السادس له.

هكذا إذا وبعد أن ظهرت مبادرة لم الشمل التي ولدت على هامش مهرجان ثاويزا بطنجة وبموازاة ولادة منظمة شعوب شمال إفريقيا، كمبادرة لتوحيد الأمازيغ تبث فيما بعد أنها مجرد مناورة للإعداد لعقد مؤتمر نسخة مكناس في جربة التونسية، وتكريس الإنقسام الأمازيغي-الأمازيغي، ومحاولة شرعنة المؤتمر الذي عقد في مكناس المغربية سنة 2008.

ويبقى المثير للتساؤل هو تلك العلاقة بين “جمعية ثاويزا” وقيادات حزب الأصالة والمعاصرة بمن يعتبرون نشطاء أمازيغ وأعضاء في كونغريس مكناس، وكذا الأدوار التي يلعبها كل طرف لصالح الآخر، ومحل مصلحة الأمازيغية من الإعراب في ذلك.

من المؤتمر العالمي الأمازيغي إلى التجمع العالمي الأمازيغي 

قرر المؤتمر العالمي الأمازيغي الذي يعرف إعلاميا فيما سبق بكونغريس “تيزي وزو”، في مؤتمره السادس المنعقد بالعاصمة البلجيكية بروكسل، في الفترة ما بين 09 و11 ديسمبر 2011/2961، في إطار دورته العامة السادسة، تصحيح اسمه وتعديل قوانينه وهياكله.

وقد أثار تغيير الاسم من “المؤتمر العالمي الأمازيغي” إلى “التجمع العالمي الأمازيغي” عددا من التساؤلات وكثيرا ما وقع الخلط  لدى البعض بين ما إذا كان الأمر يتعلق بإستمرار للمؤتمر العالمي الأمازيغي، أم بتأسيس منظمة دولية جديدة كليا، وهو ما وضحه عدد من أعضاء التجمع وضمنهم رشيد الراخا الذي أكد أن التجمع العالمي الأمازيغي قام فقط بتصحيح اسمه وهو منسجم مع اسمه بالأمازيغية، إذ لا زال كما هو “أكراو أمادلان أمازيغ” تماما كما كان من قبل، مشددا في أكثر من مرة على أن التجمع العالمي الأمازيغي هو الذي يمثل الاستمرار التنظيمي الشرعي للمؤتمر العالمي الأمازيغي الذي كان من ضمن مؤسسيه قبل عشرين سنة.

كما يرجع التجمع العالمي الأمازيغي تصحيح إسمه إلى ما تمليه مصلحة القضية الأمازيغية وتجنيب الأمازيغ والرأي العام من الوقوع في الخلط مع أي طرف اخر، وما عدا ذلك فالتجمع العالمي الأمازيغي هو الكونغريس العالمي الأمازيغي الشرعي الذي  عقد مؤتمره السابع  بتيزنيت في  دجنبر 2013، والذي سيعقد مؤتمره الثامن في نهاية شهر نونبر الحالي بمدينة إفران في منطقة الأطلس المتوسط المغربية.

هذا وكان التجمع العالمي الأمازيغي قد صادق في مؤتمره السابع بمدينة تيزنيت قبل سنتين على مشروع ميثاق يهم كل دول شمال افريقيا ويرتكز على الفيدرالية، وسمي بميثاق تمازغا الذي تبناه التجمع كمشروع إستراتيجي سيؤدي تطبيقه إلى حل مختلف الإشكاليات التي تعاني منها دول شمال إفريقيا، وتكريس الديمقراطية وتعزيز الحريات وحقوق الإنسان بما ينسجم مع المواثيق والعهود الدولية.

شاهد أيضاً

أكادير تحتضن الملتقى الأول لتجار المواد الغذائية

تحتضن مدينة أكادير من 24 الى 26 يوليوز الجاري الملتقى الأول لجمعية تمونت لتجار المواد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *