عقد أعيان وحكماء مكوني التبو والطوارق بالجنوب الغربي الليبي اجتماعا موسعا في مدينة أوباري، لإحتواء أي بوادر للخلاف أو الانشقاق أو ما يؤدي إلى زعزعه الحياة اليومية. ونقلت وكالة أنباء ليبيا أن أحد الناشطين بالتجمع الوطني التباوي أوضح أن المجتمعون خلصوا إلى عدم الانجرار وراء أي اعتبارات سياسية أو قبلية أو حزبية، والمحافظة على امن واستقرار منطقة الجنوب والمساهمة في الوحدة الوطنية الليبية ومعالجة القضايا العالقة والمؤثرة أولا بأول.
يشار إلى أن مدينة أوباري جنوب ليبيا كانت شهدات مناوشات بين الطوارق والتبو، ازدادت حدتها مع سقوط قتلى وجرحى خلال مواجهات مسلحة دارت بين الطرفين منتصف الأسبوع الحالي، قبل أن يعقد مجلس أعيان ليبيا للمصالحة اجتماعا طارئا وذلك لإنهاء المواجهات المسلحة ورأب الصدع بين هذه الأطراف. وأكد بأنه تم تكليف فرع مجلس أعيان ليبيا للمصالحة بمدينة أوباري للتواصل مع الأطراف المتقاتلة وإنهاء الإشتباكات وحالة الاحتقان بين التبو والطوارق حسب ما نقلته وكالة أنباء ليبيا.
هذا وتستمر فصول الحرب الدائرة في ليبيا في ظل تدخل أجنبي وقصف جوي لطائرات حربية أحيانا تكون هويتها مجهولة، فيما دعاالمشاركون في المؤتمر الدولي حول الإستقرار والتنمية في ليبيا المنعقد في العاصمة الاسبانية مدريد إلى حوار وطني شامل يجمع كل الأطراف المتنازعة في ليبيا بهدف الحفاظ على الوحدة الترابية لليبيا.
وأكد المشاركون في مشروع الإعلان المشترك الذي صدر في ختام أعمال مؤتمرهم بمدريد مساء يوم الأربعاء 17 غشت، ونقلت وكالة أنباء ليبيا فصولا منه، على ضرورة العمل من أجل تقريب وجهات نظر مختلف الأطراف المتنازعة وجمعهم في إطار حوار وطني شامل ودعم الجهود المبذولة من طرف دول الجوار من أجل استرجاع السلم والأمن في ليبيا.
ودعا مشروع الإعلان في توصياته إلى دعم المؤسسات الليبية ومساعدتها على فتح حوار وطني شامل مع رفض الجماعات والأطراف التي تلجأ إلى العنف والتطرف. وأعرب المشاركون في المؤتمر عن قلقهم من انتشار الأسلحة الذي من شأنه يهدد الأمن في كامل المنطقة. كما طالب مشروع الإعلان من جهة أخرى إلى دعم المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، الإسباني بيرناردينو ليون في مهمته في ليبيا. وكان المؤتمر قد بدأ صباح الأربعاء الماضي بالعاصمة الإسبانية مدريد أعماله بمشاركة دول مجموعة حوار (5+5) التي تشمل (فرنسا، وإسبانيا، وإيطاليا، ومالطا، والبرتغال) جنبا إلى جنب مع ( ليبيا، والجزائر، والمغرب، وموريتانيا، وتونس) كما شاركت فيه الدول المجاورة لليبيا وهي تشاد، والنيجر، والسودان، ومصر، فضلا عن ممثلي المنظمات الإقليمية والدولية، ومنها الجامعة العربية، والأمم المتحدة، والاتحاد الإفريقي، والاتحاد الأوروبي، والاتحاد من أجل المتوسط، بالإضافة إلى كل من قبرص، واليونان.