وأبرز المشاركون في ندوة بعنوان، “الانقسام الجيوسياسي، المناخ، الهجرة والأمن الغذائي : الجنوب الجديد وعلاقاته مع أوروبا” منظمة بتعاون بين مؤسسة منتدى أصيلة ومركز السياسيات من أجل الجنوب الجديد على هامش الدورة الرابعة والأربعين لموسم أصيلة الثقافي الدولي، أن السياق الدولي الجديد بات يفرض على بلدان الجنوب رسم شراكات جديدة لرفع التحديات المرتبطة بتأثيرات التغيرات المناخية على الأمن الغذائي، واحتمال تسببها في حركات نزوح جماعية واسعة النطاق.
في هذا السياق، توقف الباحث بالمركز، حمزة مجاهد، عند ضرورة التمييز بين بلدان الجنوب، على اعتبار وجود دول صاعدة تعتبر من بين الأكثر تلويثا في العالم من قبيل الصين والهند، وبلدان أقل تقدما، مبرزا في هذا السياق أن إفريقيا، مسؤولة فقط عن 8 في المائة من الانبعاثات الغازية، لكنها تعتبر من بين الأكثر تأثرا بالتغيرات المناخية.
واعتبر أن الرهانات بين أوروبا وإفريقيا مختلفة بشأن مقاربة التغيرات المناخية، ففي الوقت الذي تسعى فيه إفريقيا إلى تحقيق أولويات المرونة المناخية والتنمية، مع ارتهانها إلى المانحين الدوليين وضعف بنياتها التحتية وافتقارها إلى التكنولوجيا، تعمل أوروبا على ترسيخ ريادتها الجيوسياسية وتكريس الريادة في الاقتصاد الأخضر وتحقيق الأمن الطاقي، عبر تسريع التحول نحو الطاقات المتجددة، لاسيما بعد الحرب بأوكرانيا.
في هذا السياق، دعا بلدان القارة الإفريقية إلى ضرورة بناء نماذج جديدة تقوم على التقليل من تصدير المواد الأولية والبحث عن زيادة القيمة المضافة محليا، والبحث عن بدائل لتمويل مشاريع الانتقال الطاقي.
من جانبها، استعرضت الباحثة بمركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، أمل الواصف، تطور مفهوم الهجرة أو اللجوء المناخي منذ ظهوره في سنوات الثمانينات من القرن الماضي، وازدياد حدته مع التغيرات المناخية خلال السنوات الماضية، مشددة على ضرورة الأخذ بعين الاعتبار “اختلاف السياقات المحلية، ما يقتضي زيادة مرونة المجتمعات المحلية في مواجهة التغيرات المناخية، من خلال الاستثمار المستدام في هذا المجال”.
أما الباحث بمركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، أحمد أوحنيني، فقد أشار إلى أن الأمن الغذائي كان في الغالب رهينا بالأزمات السياسية والحروب، لكنه صار اليوم يتأثر أيضا بالأزمات الصحية (كوفيد19…)، والصدمات الاقتصادية (الأزمات، التضخم، ارتفاع أسعار الفائدة ..)، وأيضا بالتغيرات المناخية.
وتتطرق هذه الدورة من موسم أصيلة الثقافي الدولي وجامعة المعتمد بن عباد المفتوحة، المنعقدة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس بمبادرة من مؤسسة منتدى أصيلة بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل وبلدية أصيلة إلى غاية 26 أكتوبر الجاري، من خلال سلسلة من الندوات وجلسات النقاش إلى مواضيع وقضايا راهنة، بمشاركة 300 شخصية ومتحدث رفيع المستوى.