صادق مجلس النواب، في جلسة عمومية مساء أمس الاثنين، بالأغلبية على مشروع القانون الإطار رقم 51.17 يتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي
حظي المشروع، بموافقة 241 نائبا، ومعارضة 4 آخرين، فيما امتنع 21 نائبا من الفريق الاستقلالي عن التصويت، بسبب المادتين 2 و31 من مشروع القانون التي تفتح الباب لتدريس المواد العلمية والتقنية باللغة الفرنسية.
النواب المعارضون هم، نائبي فدرالية اليسار عمر بلافريج ومصطفى الشناوي، ونائبين من حزب العدالة والتنمية، هما المقرئ أبو زيد الإدريسي ومحمد العثماني.
*الموقف ديال ابوزيد المقريء الادريسي وخوه ف العدالة والتنمية معروف ولم يفاجئنا…لكن موقف بلافريج صعيب اتهضم، وخّا يقول لنا بانه صوت ضد المشروع ككل اللي فيه بعض النقاط الاختلافية والتي نراها نحن أيضا جديرة بالمعارضة، لكن ان تعارض المشروع ككل وانت تعرف ان فيه رهان لغوي مهم ومصيري بالنسبة لأبناء الشعب، وانك تسير في صف القوى المناهضة للتحرر والحداثة، خاصة انك تعرف ان موقفك لن يكون له أي وزن بالنظر إلى عدد النواب المعارضين، فذلك قمة الاستهتار بمصالح أبناء الشعب…إذا كان الامر يتعلق بتسجيل موقف فالأحرى ان تسجله بالنسبة للمواد التي تختلف فيها مع المشروع وان لا تساير الاسلامويين وحزب الاستقلال في ما ساروا فيه رغم ان هؤلاء عبروا عن ذلك من خلال الامتناع..
*ملاحظة لها علاقة بما سبق:
درس عمر بلافريج بثانوية ديكارت الشهيرة في الرباط، وهي من مدارس البعثات الفرنسية، ثم انتقل لمواصلة دراسته في باريس بثانوية جانسون دي سايي حيث درس الرياضيات.
ثم انتقل بعدها إلى ليون حيث درس الهندسة.
*ملحوظة لا علاقة لها بما سلف:
عندما غادرت سفينة اليسار الاشتراكي الموحد(GSU) قبل ان يصير “الحزب الاشتراكي الموحد”(PSU)-بعد ان حجّ إليه رفاق الساسي المنضوون تحت ما سمي آنذاك ب”الوفاء للديمقراطية” والذين قال فيهم عبد الرحمان اليوسفي قولته الشهيرة “ارض الله واسعة”-كنت مقتنعا بان هذا المولود الجديد، الذي كنت اعول عليه كمناضل متشبع بالفكر اليساري وكمناضل في الحركة الامازيغية، لن يكون إضافة نوعية في المشهد السياسي المغربي، وقد كانت لي مشاداة كلامية مع بلافريج آخر، ليس عمر ولكن أنيس بلافريج، ابن الاستقلالي احمد بلافريج، واحد المعتقلين في إطار المجموعة 44 في سبعينيات القرن المنصرم…المشاداة الكلامية كانت بسبب موقف انيس بلافريج من الامازيغية والذي لم يتورع في وصف مناضليها بالعملاء للصهيونية والامبريالية وهو ما دفعني للرد عليه بقوة وقلت آنذاك(كان ذلك في المدرسة الوطنية المعدنية باكدال الرباط خلال لقاءات التجميع بين الفصائل الأربعة وكنت ضمن الفعاليات اليسارية المستقلة)، انني جئت إلى هذا المشروع وانا اعتقد ان هذه الأفكار والمواقف قد تغيرت ولم يعد لها مكان بيننا، وعبرت عن احتجاجي واسفي من الإتيكيت التي الصقها انيس بلافريج بمناضلي الحركة الامازيغية، وكان ان تدخل احمد حرزني وجمال الشيشاوي وصلاح الوديع لتهدئة الوضع واصلاح ذات البين.. انسحابي من الحزب(حزب اليسار الاشتراكي الموحد، لأنني انسحبت قبل تغيير الاسم ليصير “الحزب الاشتراكي الموحد” تحت ضغط من رفاق الساسي الذين التحقوا بالحزب) لم اندم عليه ابدا …
*ما قاله انيس بلافريج ذات يوم، عبر عنه عمر بلافريج امس من خلال تصويته ضد القانون الاطار، في إطار معركة كان الموقف من تدريس المواد العلمية باللغات الفرنسية والانجليزية هو العنوان الأبرز لها…
الكاتب/محمد بوداري