“نار السلالة” هو ذا العنوان/الجرح العميق الذي اختاره الباحث والناقد أحمد بوزيد لمؤلفه عن “أنطولوجيا الشعر الأمازيغي الحديث”، مستلهما قول الروائي العالمي محمد خير الدين” أنا سليل سلالة منسية، لكني أحمل في يدي بقايا نارهم”، مشتغلا على أعمال تنتمي إلى القصيدة الأمازيغية الحديثة؛ ذلك الندب الذي يقف على ناصية أثر الجُرح. مترجما نصوصا شعرية إلى العربية أعدها بعناية خاصة ونظرة حداثية. وكأنه يريد أن يجعل من ترجمة الشعر ممرا سحريا إلى علبة الذاكرة ولعبة النسيان. وهذا ليس غريبا عنه، فالرجل حفّار أبار ثقافية، وبارع في إضرام الحرائق في أوتان النماذج النقدية والمعرفية البائدة.
يكتسي هذا العمل أهمية بالغة، ليس لكونِه، فريدا من حيث موضوعه أو لِندرة ترجمات الشعر الأمازيغي فحسب، وإنما لأن صاحبهُ لا يلجُ أرضا ثقافية أو أدبية إلاّ وأقام فيها بمنطق المحايثة التي ترصد أدق التفاصيل وتنصت لدبيب المُضمر واللامفكر فيه.
بمعاول التفكيك ومُلاحقة الأنساق الرمزية واقتفاء أثر الغياب الحزين في أي حضور… وأساسا، طيّ الأعماق، أعماق الهوية في نصوص تتنفس برئتين، رئة الماضي كأثر جريح ورئة الحاضر كندب يزرع مزيدا من القلق.”
علي أوعبيشة