نبذة من تاريخ النضال الأزوادي وصراعه مع مالي وما ترتب عنه من عواقب من ديسمبر 1893 إلى ديسمبر 2023

الصراع الذي يدور حاليا في أزواد هو مقاومة مستمرة ضد مختلف الغزاة، الذين سولت لهم أنفسهم احتلال الأراضي الأزوادية.
بدأت تلك المقاومة فور وصول القوات الاستعمارية الفرنسية، وغزوها للأراضي الأزوادية فما إن رست سفن القوات الفرنسية على ميناء “كابارا” النهري على أبواب “تمبكتو” يوم 11 ديسمبر 1893م، بقيادة الملازم البحري قائد الأسطول على نهر النيجر غاستون بواتيكس (Gaston Boiteux) إلا وقوبلت تلك القوة الغازية بمقاومة عنيفة من قبل المقاومين الأزواديين – طوارق تمبكتو- وكان على رأس هذه المقاومة قبيلة إيموشاغ كَلْ تِنْجَرِيجِيفْ الذين كبدوا تلك القوات خسائر فادحة.
انتصرت المقاومة الأزوادية في أول معركة مع الفرنسيين، ومنذ تلك اللحظة إلي يومنا هذا وما زالت المقاومة الشعبية الأزوادية مستمرة، حيث قاومت أول الأمر الاستعمار الفرنسي حتى جلائه عن آخر بقعة من الأراضي الأزوادية، ثم قاومت قوات الجيش المالي من خلال العديد من الثورات، بدء من ثورة 1963 الشهيرة، ثم 1990, ثم 2006 فالثورة الشعبية 2012م بقيادة “الحركة الوطنية لتحرير أزواد” والتي نتج عنها توقيع اتفاقية الجزائر في منتصف عام 2015م.
وقد كان آخر أحداث هذا الصراع ما وقع في غشت الماضي(2023) حيث تمكن الجيش المالي الغازي مدعوما بمرتزقة فاغنر الروسية من دخول مدينة كيدال معقل الحركات الأزوادية المنضوية تحت الإطار الإستراتيجي الدائم. ومن هنا يبدأ فصل آخر يتمثل في المرحلة التي لم يكشف الستار عن تفاصيلها حتى الآن، ويمكن وصفها بالقادمة والحاسمة في تقرير مصير الشعب الأزوادي.
أولا: بدأ النضال الشعبي الأزوادي ومقاومته للاستعمار عند وصول الفرنسيين إلى مدينة تمبكتو العريقة، وكذلك للمناطق الوسطى من نهر النيجر. فواجههم الأزواديون بمقاومة شرسة، وقاتلوا قوات الاحتلال في عدة مناطق تابعة لأراضي تمبكتو، شمالاً وجنوباً، شرقاً وغرباً، ووقفوا سدا أمام الأرتال العسكرية الفرنسية في كل مناطق الغرب الأزوادية.
قاومت القبائل التمبكتية الوجود الفرنسي في أرضهم، ومن تلك القبائل التي سجلت اسماءها بمداد من ذهب في الدفاع عن أزواد: “كل تنجريف”، و”كل أنصار”، “وإراجناتن”، و”كل تامولايت”، وكل “أولي” وغيرها. إذ أبرم كبار الزعماء اتفاقا للهجوم على القوات الفرنسية في مكان محدد وفي ساعة محددة، وتم ذلك في 15 من يناير 1894، بوادي “تاكيمباوت”، حيث هجم مقاتلو الأزواد الشجعان على رتل العقيد الفرنسي “بونييه” في الساعة الخامسة صباحاً، فأوقعوه قتيلا مع ثمانية من ضباطه، بالإضافة إلى سبعة وستين جنديًا إفريقيًا قامت قوات الاستعمار الفرنسي بتجنيدهم، وكانت هذه المعركة من أهم المعارك الأزوادية مع القوات الاستعمارية. وتجدر الإشارة إلى أن هؤلاء الجنود الأفارقة كانوا معروفين تاريخيًا بـ”القناصة السنغاليين”، على الرغم من أنهم لم يكونوا جميعًا من أصل سنغالي. وفي هذه المعركة تحديدا، كان معظمهم من إثنية البمبارا (مالي حاليًا).
استمرت المقاومة والقتال في مناطق أخرى من أزواد كلما وصل إليها المستعمرون كما هو الحال في “غاوا” و”ميناكا” و”كيدال”. وفي منطقة غاوا مثلا واجهت القوات الإستعمارية مقاومة شرسة من قبل اتحاد أو كونفدرالية “إيويليميدن كل أترام”، والذي كان يمثل في حينها أقوى اتحاد كونفدرالي في إقليم أزواد. وكانت كونفدرالية “إيولمدن كل أترام” تبسط سيطرتها على كل الأراضي الأزوادية الحالية بل وتجاوزت حدود المنطقة فوصل نفوذها إلى “أزواغ” وهي داخل دولة النيجر الحالية. كما كان نفوذها يصل إلى جنوب الجزائر الحالي، حسب بعض المؤرخين.
هكذا، أصبح كبار زعماء “إيولمدن” أبطالا للمقاومة الأزوادية ومن هؤلاء “ميديدو أغ الخطاب” و”فهرون أغ الأنصار”، حيث قاوموا وواجهوا بإصرار القوات الإستعمارية من عام 1895 إلى عام 1916 وبالتحديد في معركة “أضرن بوكار” , عندما تمكن الاستعمار هزيمة مقاومة اتحاد “إيويلميدن كل أترام” و قتل زعيمها الشجاع العظيم “فهرون الأنصار”. وبعد تلك الهزيمة ومقتل بطل “إيولمدن كل أترام” استسلمت الكونفدرالية.
وفي هذه الأحداث شاركت عدة مجتمعات أزوادية في المقاومة ضد تقدم قوات الاستعمار الفرنسي مثل القبائل العربية الأزوادية والقولان والسونغاي، مع كون الكتب التاريخية ركزت على مقاومة الطوارق، ربما لكثرتها قياسا على غيرها. فعلى سبيل المثال الشيخ عابدين الذي قاوم الفرنسيين 1893م حتى وفاته سنة 1927م، وكان قد جند أولاده السبعة عشر وكانوا يغارون على الفرنسيين في أزواد على الأقل أربع مرات وكانوا يكبدون الغزاة خسائر كبيرة. ومن بين أولاده الذين عرفوا بمقاومة الفرنسيين سيدي حبيب الله ابن المجاهد الشيخ عابدين الذي قاوم الغزاة المستعمرين مع والده في أزواد ولم يكتف بمقاومتهم فقط في وطنه أزواد بل سجل له التاريخ مقاومة المستعمرين الفرنسيين في الجزائر والمغرب إضافة إلى الإيطاليين في ليبيا، وظل يقاوم حتى وفاته 1949م.

سيدأحمدالبكاي سيدي حبيب الله ابن المجاهد الشيخ عابدين عند استشهاده بعد مواجهة مع قوات الاحتلال الفرنسي، وقام الجنود الفرنسيين بقطع رأسه وعلقوه في ساحة سوق تينبكتو القديم لمدة أسبوع أو أكثر حسب بعض الروايات عبرة لكل من كان ينتوي قتال الفرنسيين.
وفي عشرينيات القرن الماضي، رفض “آلا أغ البشير” دفع الضرائب إلى ممثلين عن الحكومة الاستعمارية المعروفين محليا ب”القوميتن”، وكان أفراد “القوميتن” عبارة عن قوة تشبه الشرطة، أوما يعرف في بعض الدول ب “أعوان السلطة”، وكان المستعمر يشكلها من السكان المحليين لجمع الضرائب والقضاء على أية محاولة للتمرد على سلطة الاحتلال. أدى رفض “آلا أغ البشير” لدفع الضريبة إلى مقتل القومي (Goumier) بطعنة. وبعد معرفة السلطات الفرنسية الاستعمارية في “آضاغ” بمقتل مبعوثها طلبت من الأمير “الطاهر أغ إيلي”، امنوكال منطقة أضاغ (أدرار إيفوغاس) أن يسلمهم “آلا”، فطلب من الأخير تسليم نفسه، فرفض. ولقد كان “آلا أغ البشير” واعيًا بما كان ينتظره، وقرر أن يواصل مقاومته المسلحة ضد قواعد القوات الفرنسية في المنطقة، من كيدال (حيث وقعت الحادثة) 1925م إلى حيث مقتله في “تيدغمين” عام 1954م، بعد هجوم مشترك شنته وحدات القوات الاستعمارية في كل من “كيدال” و”ميناكا” و”غاوا”.
الجدير بالذكر أن “آلا أغ البشير” استطاع خلال هذه الفترة أن يجمع أكثر من 900 مقاتل وهاجم مرات عديدة قواعد القوات الفرنسية في المنطقة.
هكذا، يمكننا القول أن الأزواديين لم يستسلموا أبداً للقوات الإستعمارية الفرنسية – عكس الماليين (جنوب مالي) – فقد استسلموا منذ وصول قوات المستعمر إلى مناطقهم، بعكس الأزواديين الذين استمروا في المقاومة وحتى استقلال البلدان الأفريقية من الاستعمار الفرنسي. ولقد ناضل الأزواديون أثناء كل تلك الفترة دفاعا عن أرضهم وأرض أجدادهم وحفاظا على هويتهم وثقافتهم ودينهم ولغاتهم.
وبعد استقلال مالي في 22 دجنبر 1960م، سلمت السلطات الاستعمارية حكم ومصير الأزواديين وأرضهم إلى السلطات المالية الجديدة وبدون أي مشاورة للشعب الأزوادي. ولهذا بالنسبة للأزواديين، فقد أجلى المستعمر الأبيض الأوربي استبدل بمستعمر آخر، من قوميات جارة له في الجنوب، وكانت تربطهم بها علاقات تجارية، ولكنه يختلف معه ثقافيا ولغويا، ولم يقبل أن تُسَلم أرضه وأرض أجداده لشعوب أخرى. وهذا ما جعل الأزواديين يواصلون نضالهم من أجل نيل استقلالهم وتسيير أمورهم، كما كانت قبل مجي الاستعمار الفرنسي لأرضهم وخليفته الأفريقي. فقاموا بعدة ثورات عارمة ضد حكم النظام المالي في أرضهم.
في مطلع عام 1963، استهل الأزواديون العام بثورة عارمة لطرد المستعمرين الجدد، ولكن تم قمعها خلال سنة واحدة، إذ أرسلت حكومة الهالك “موديبو كيتا” الاشتراكية جيشا كبيرا بسلاح متطور لا يملك الأزواديون مثله ولا ما يمكنهم من التصدي له فقد كانت اسلحتهم بدائية، ولم تكن لديهم سيارات مدرعة، بل كان الثوار الأزواديون سنة 1963م يتنقلون على الجمال.
من الجدير بالذكر أن حكومات دول شقيقة، تربط شعوبها بالشعب الأزوادي علاقات الدم والجغرافيا والتاريخ والثقافة والدين واللغة، تعاونت مع حكومة مالي العنصرية ضد ثورا أزواد، فسلمت كل من الجزائر والمغرب ( أعضاء مجموعة الدار البيضاء إضافة إلى جمهورية مصر العربية وغانا وغينيا كوناكري ومالي) قيادات أزوادية كانت متواجدة على أراضيها للرئيس المالي الهالك “موديبو كيتا” وكان لذلك دور حاسم في التأثير على الثورة الأزوادية والقضاء عليها مؤقتا، وأعلن “موديبو كيتا” الفوز على ثوار ازواد والقضاء الثورة في منتصف 1964م.
وبعد 27 عاما من هذا التاريخ، بدأت المرحلة الثالثة للمقاومة الأزوادية، فأعلن الأزواديون في مايو عام 1990م عن ميلاد الحركة الشعبية لتحرير أزواد (MPLA)، فهاجم الثوار قواعد الجيش المالي في كل من “كيدال” و”ميناكا”، وعرفت هذه الجولة من المقاومة بثورة التسعينات. وكان الهدف منها الحصول على الحكم الذاتي على الأقل، في حال استحال نيل الاستقلال. وقد انتهت هذه المرحلة بما سمي بالميثاق الوطني (Pact National)، وهو اتفاق تم توقيعه بين الحركات والجبهات الموحدة الأزوادية من طرف والحكومة المالية، في عام 1992م بوساطة ورعاية جزائرية.
وفي سنة 1996م بمدينة “تمبكتو” العريقة تم تنظيم حفل كبير، حضره بعض رؤساء حكومات الدول الأفريقية والأجنبية، كما حضر الحفل رئيس مالي حينها “ألفا عمر كوناري”، وشهد الحفل احراق ما يقرب من ثلاثة آلاف بندقية تابعة للحركات الأزوادية، وعرف هذا الحدث بـ “فلام دي لا بي” (ما يعني بالفرنسية “لهب السلام”)، كرمز لعودة السلام بين النظام الحاكم في مالي والحركات الأزوادية، مراعيا الوحدة الترابية لدولة مالي.
أدى عدم تنفيذ هذا الميثاق إلى قيام بعض قادة الحركات الأزوادية إلي إنشاء ما عرف بتحالف 23 مايو من أجل الديمقراطية والتغيير وذلك في عام 2006، حيث قامت قواتهم بمهاجمة ثكنات الجيش المالي في “ميناكا” و”كيدال”. وبعد شهرين من هذا الهجوم تم التوقيع على وثيقة عرفت باتفاقية الجزائر، مؤكدة على نفس المواد للميثاق الوطني، وداعية إلى ضرورة تطبيقها في أسرع وقت ممكن، وألمحت إلى خصوصية الإدارة الذاتية للأزواديين. تم هذا التوقيع في العاصمة الجزائرية وبواسطة الدولة الجزائرية أيضا ورغم ذلك لم يتم تطبيق هذه الاتفاقية كسابقتها.
وبدأت المرحلة الرابعة من المقاومة والنضال في أزواد في 10 نونبر 2010م بتأسيس الحركة الوطنية الأزوادية من قبل شباب الطوارق والسونغاي والفولان، ما يعني اتفاق كل قوميات أزواد بلا استثناء، وانتخب السيد “بلال أغ الشريف” أمينا عاما لها و”محمدو ميغا” وهو من قبائل (سونغاي) نائبه. وفي عام 2011 تحولت الحركة الطلابية مع انضمام رجال “إبراهيم أغ باهنغا” إليها كجناح عسكري، وهم فرع من تحالف 23 مايو من أجل الديمقراطية والتغيير، والذين لم يوافقوا على اتفاقية الجزائر في السادس من يوليو 2006م. وهكذا انضم هذا الفرع إلى الحركة الطلابية في 2012، وكونوا جبهة واحدة استطاعت عسكريا طرد الجيش المالي إلى خارج حدود أزواد التاريخية والجغرافية، وأعلنت الحركة الوطنية لتحرير أزواد استقلال دولة أزواد في السادس (6) من ابريل 2012م، ولكن لم يحظ هذا الاستقلال باعتراف من أي دولة أو منظمة دولية. واختتمت هذه المرحلة باتفاق الجزائر الشهير عام 2015م بوساطة جزائرية أيضا ورعاية دولية.
وقام قادة الحركات الأزوادية باحترام كل التزاماتهم، ونفذوا كل ما جاء في الاتفاقية حرفيا، ولكن كالعادة لم تحترم حكومة مالي التزاماتها المتعلقة باتفاقية الجزائر، وماطلت في تطبيقها حتى منتصف العام الحالي عندما أعلنت شن حرب على معاقل الإطار الإستراتيجي الدائم.
المرحلة الخامسة للمقاومة الأزوادية تبدأ في غشت الماضي (2023) عندما شن الجيش المالي ومرتزقة فاغنر الروسية هجمات ضد قواعد تابعة للحركات الأزوادية الموقعة على اتفاقية الجزائر والتي كان ذنبها الوحيد حب السلام والدفاع عن لاتفاقية التي كان المجتمع الدولي بأثره – وعلى رأسها منظمة الأمم المتحدة – ضامنا لها. واضحت حملة الحكومة الانقلابية في بماكو بزعم “إعادة سلطة الدولة على كل التراب الوطني”. ومنذ وصول الجيش المالي ومرتزقة فاغنير الارهابية إلى مدن أزواد، بدأوا يمارسون أعمالهم الإجرامية المتمثلة في ارتكاب مجازر ضد المدنيين الأزواديين في كل المناطق التي مرت بها تلك القوات.
تحركت الأرتال العسكرية التي كانت تضم مئات من الدبابات والمدرعات التابعة لمرتزقة فاغنر والجيش المالي وقامت بالزحف تدريجيا لاحتلال المقرات التي كانت تابعة لبعثة الأمم المتحدة (مينوسما) عند بدء الأخيرة بالانسحاب من قواعدها في أزواد بعد أن طالبت الحكومة المالية بانسحابها. وبدأت بقصف مواقع الحركات الأزوادية والتي اعتبرت هذه الهجمات انتهاكا صارخا لجميع الاتفاقات والترتيبات الأمنية الموقعة بين الطرفين بداية من 2014م، وتوجت بتوقيع اتفاقية المصالحة في يونيو 2015م.
أسفر قدوم الجيش المالي برفقة فاغنير الروسية، بداية من غشت إلى نهاية نونبر هذا العام، عن مقتل (مذبحة) 400 مدنيًا بريئا، وذلك في كل من “نامبالا” و”فويتا” و”جوندام” و”بير” و”غاوا” و”أمسركاض” و”إرسان” و”تابانكورت” و”أنفيف” وصولا إلى “كيدال” في منتصف نونبر الماضي، حيث تم اعتقال وقتل مئات المواطنين العزل وأعداد لا أحد يعرف مكانهم إلى اليوم.
وينتهي هذا الفصل من المقاومة الأزوادية ونضاله عند دخول الجيش المالي ومرتزقة فاغنر إلى كيدال، معقل المقاومة الأزوادية في 15 نونبر، ولتفادي القتال داخل المدينة ما كان سيسبب مجازر وقتلا عشوائيا للمدنيين، قررت القوات الأزوادية المنضوية تحت الإطار الإستراتيجي الدائم الإنسحاب من المدينة والقرى المحيطة بها. كما اتجه معظم سكان المنطقة المدنيين إلى أقرب الحدود لهم وهي الجزائر، انقاذا لأرواحهم من بطش الجيش المالي ومرتزقة فاغنر. ومع ذلك، قامت عصابات مرتزقة فاغنير والجيش المالي بالعديد من أعمال العنف في كيدال مع من تبقى من الأهالي الذين لم تسمح لهم الظروف بالخروج من المدينة.
المرحلة السادسة والأخيرة من نضال ومقاومة الشعب الأزوادي هي التي لم تكشف عن تفاصيلها بعد، وهي المرحلة القادمة كما أسلفت الذكر في المقدمة، وهي الحاسمة في تقرير مصير أزواد. وهي المرحلة التي من يقررها هم الأزواديون فقط دون غيرهم، وستجري تغيرات جذرية في منطقة الساحل والصحراء. أكتفي بهذا القدر من التنبئ بها وأترك المجال للمحللين غيري لإعمال فكرهم فيما ستؤول إليه الأمور مما ستخبرنا به الشهور المقبلة بلا ريب.
هكذا، وأود أن أختتم هذا المقال بمناشدة العالم أجمع، وخاصة المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، والاتحاد الأفريقي، ومنظمة المؤتمر الإسلامي والأمم المتحدة، التدخل الفوري لوضع حد للفظائع التي يرتكبها الجيش المالي ومرتزقة فاغنر ضد المدنيين العرب والطوارق والسونغاي والفولا في أزواد، كما نوجه النداء إلى تسليم مرتكبي هذه الأعمال الهمجية والإجرامية إلى العدالة الدولية لمحاكمتهم في المحاكم الدولية.

اقرأ أيضا

“اللغة الأمازيغية بالمغرب: تحديات البقاء ومخاطر الانقراض بعد إحصاء 2024”

تقف اليوم اللغة الأمازيغية بالمغرب، باعتبارها ركيزة أساسية في تكوين الهوية الوطنية المغربية، أمام تحدٍ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *