أكد الأستاذ عمر لمعلم، رئيس جمعية ذاكرة الريف بالحسيمة على أن الحراك الشعبي بالريف كان امتدادا موضوعيا لحركة 20 فبراير، وقال أن المطلوب من الحراك اليوم هو الوفاء للخط التحريري الذي سطره الأجداد، “والتفاوض مع القصر لا مع الوساطات”.
وأضاف لمعلم في ندوة فكرية حول موضوع “الأمازيغية، الحراك الشعبي والديمقراطية”، نظمتها كل من الجمعيات الأمازيغية ثاومات، ثازيري، وإصوراف تخليدا للسنة الأمازيغية الجديدة 2967، وذلك يوم الأحد 15 يناير بكاسيطا، قال بأن ميزة الحراك أنه انطلق من رحم المعاناة والتهميش والمشاكل الاجتماعية مع بداية الألفية الثانية بالريف، قبل أن ينتقل لمعلم إلى سرد كرنولوجية الانتفاضات الشعبية بالريف عبر التاريخ.
وأشار لمعلم في مداخلته المعنونة “الحراك الاجتماعي بالريف، الوفاء والاستمرارية”، إلى أن خطاب الحراك الشعبي حماسي مبدع يتبنى نهج المقاومة وجيش التحرير لكنه يفتقر للقيادة وتنسيقيات على المستوى الجهوي. وأضاف أن للحركة الأمازيغية دور مهم في طرح سؤال الهوية والعلمانية.
الندوة المنظمة تحت شعار “رأس السنة الأمازيغية، تخليد شعبي وتجاهل رسمي” ضمت أيضا مداخلة للأستاذ والباحث في التاريخ المعاصر، رشيد دوناس، تحت عنوان “الجذور التاريخية للحساسية الاحتجاجية بالريف، تركيب وتفسير” أكد من خلالها على أن منطقة الريف تعرف انسجاما ثقافيا وذاكرة جماعية مشتركة تجعل شرارة النضال تنتشر بسرعة، وقدم قراء تفسيرية لعلاقة المخزن بالريف عبر التاريخ.
وتساءل دوناس: لماذا ردود الأفعال بالريف تكون أقوى من باقي مناطق المغرب، مشيرا إلى أن المغاربة كلهم أمازيغ بحكم التاريخ والجغرافيا. قبل أن ينتقل إلى سرد الأطروحات الثلاث لعلاقة المخزن بالريف: دافيد هارت صاحب مقولة “الريف كان دائما مستقلا عن المركز”، وجرمان عياش الذي قال “المخزن كان بشكل عام فارضا لنفسه ونفوذه، ثم محمد حجاج بقوله “اشتهر الأمازيغ بالريف بالتصدي للغزو الأجنبي”، كما أشار إلى مقولة الأمير عبد القادر “القبائل الريفية دعمت المقاومة الجزائرية”.
ومن جانبه أكد الأستاذ والباحث الأمازيغي، الهادي يوبا، على أن الخطاب الأمازيغي لا يمكن أن يفهم بمعزل عن العلوم الإنسانية، وأضاف “الأمازيغية بالنسبة للساني لا تقل أهميه عن اي لغة اخرى في العالم”.
واقترح يوبا، في مداخلته المعنونة: “الحداثة في الخطاب الأمازيغي، رؤية نقدية”، العودة للخطاب الذي سطرته الحركة الأمازيغية في بدايتها وتحقيق العلمية لهذا الخطاب، وأضاف “الأمازيغي كان دائما يعي ذاته ولكن وفق ظروفه”. وعرض يوبا أطروحات لشخصيات أمازيغية وقام بانتقادها.
وتضمن برنامج التخلد أيضا، في الفترة الصباحية معرضا للكتاب وورشة في الأخطاء الشائعة للكتابة بالأمازيغية من تأطير الأستاذ أنديش شاهد.
كاسيطا: كمال الوسطاني