وجه عدد من النشطاء الحقوقيين المغاربة، رسالة إلى قداسة البابا فرنسيس؛ بابا الفاتيكان؛ الذي يستعد للقيام بزيارة رسمية إلى المغرب يومي 30و31 مارس الجاري؛ بدعوة من العاهل المغربي؛ الملك محمد السادس .
وقال النشطاء في الرسالة الموجهة للبابا :”تحلون بالمغرب في سياق مطبوع باعتقال سياسي لأكثر من 100 مواطن شاب، بسبب مشاركتهم في المظاهرات الأخيرة، وخصوصا بالريف وجرادة”.
وتضيف:”مئات الأسر والأمهات يعانون بسبب اعتقال أبنائهم، الذين خرجوا للتظاهر من أجل حقوقهم المشروعة والمعترف بها عالمياً. وقد وصلت الأحكام في حق بعضهم حد عشرين سنة سجنا نافذة، أشخاص أبرياء طالبوا بالكرامة والمساواة والعدالة الاجتماعية”.
واستطردت الرسالة التي تدوالها الحقوقيون المغاربة:”نطلب من قداستكم ببساطة أن توظفوا من خلال وجودكم بيننا رمزيتكم القوية، بحيث يضع المسؤولون المغاربة حداً لهذا الملف ، من خلال إطلاق سراح هؤلاء الشباب، مراعاة لشخصكم الكريم الذي يحظى بالاحترام الكبير سواء من طرف مسؤولينا أو من عموم شعبنا”.
وتؤكد ذات الرسالة:”لا نبتغي من خلال مراسلتكم ممارسة أي ضغط على الدولة المغربية، وفي الوقت نفسه ، لا نعتبر تدخلكم في هذا الموضوع تدخلا أجنبيا، فنحن نحترم سيادة وطننا الذي نفتخر به، والذي نتمنى له دوما التقدم للأمام”.
وفي ما يلي نص الرسالة كاملة:
قداسة البابا
بداية، نحن سعداء جدًا باستقبالكم في وطننا:المغرب ، بلد التنوع الثقافي والديني و بلد السلم دوما.
لنا عظيم الشرف أن تحلوا بيننا ،لتستأنفوا نشر رسالتكم من أجل السلام والتسامح واحترام إنسانية البشر كافة، باعتبارها القيمة الأسمى ، بغض النظر عن جميع الرهانات السياسية والاقتصادية والثقافية، في سياق دولي يشرعن للأسف العنف و التمييز.
تحلون بالمغرب في سياق مطبوع باعتقال سياسي لأكثر من 100 مواطن شاب،بسبب مشاركتهم في المظاهرات الأخيرة، وخصوصا بالريف وجرادة.
تقولون قداسة البابا: “إذا كان عضو واحد يعاني ، فإن جميع الأعضاء تعاني معه” (1 Cor 12,26). هذا هو الحال اليوم في المغرب ، مئات الأسر والأمهات يعانون بسبب اعتقال أبنائهم، الذين خرجوا للتظاهر من أجل حقوقهم المشروعة والمعترف بها عالمياً. وقد وصلت الأحكام في حق بعضهم حد عشرين سنة سجنا نافذة،، أشخاص أبرياء طالبوا بالكرامة والمساواة والعدالة الاجتماعية.
لا نبتغي من خلال مراسلتكم ممارسة أي ضغط على الدولة المغربية، وفي الوقت نفسه ، لا نعتبر تدخلكم في هذا الموضوع تدخلا أجنبيا، فنحن نحترم سيادة وطننا الذي نفتخر به، والذي نتمنى له دوما التقدم للأمام. نطلب من قداستكم ببساطة أن توظفوا من خلال وجودكم بيننا رمزيتكم القوية، بحيث يضع المسؤولون المغاربة حداً لهذا الملف ، من خلال إطلاق سراح هؤلاء الشباب، مراعاة لشخصكم الكريم الذي يحظى بالاحترام الكبير سواء من طرف مسؤولينا أو من عموم شعبنا .
إن المجتمعات اليوم يجب أن تبنى على الاحترام المتبادل والحوار، وليس على التسلط والعنف، .نتمنى أن تنقلوا هذه الرسالة إلى الملك محمد السادس وإلى مسؤولينا، وأن تصل آهات ودموع مئات الأمهات لوضع حد لهذه المأساة.
مأساة تخلف ندوبا عميقة، تولد الألم واليأس ، تتجاوز المعتقلين ، لتطول أيضا كل أحبابهم، وكل الذين يدافعون عن العدالة في جميع أنحاء العالم. إن معاناة المعتقلين وعائلاتهم هي معاناتنا جميعا ؛ لهذا السبب ، نلتمس منك التدخل، حتى تعم الفرحة قلوب هذه العائلات، وحتى يحتفظ جيل بأكمله بالأمل في مغرب الكرامة والحرية.
لقد ذكرتنا يومًا ما في واحدة من رسائلكم أنه “في تاريخ خلاص البشرية. لإنقاذ شعب لا توجد هوية فردية مكتملة دون الانتماء إلى شعب. لن يعرف طريق الخلاص شخص منعزل ، لكن الله يرشدنا كذلك لأخذ شبكة العلاقات البينية المعقدة في المجتمع البشري بعين الاعتبار: يريدنا الله أن ندخل في دينامية شعبية، في دينامية الناس ” (Exhort. ap. Gaudete et Exsultate, n.6).. لهذا السبب نأمل من وجودكم بيننا أن يكون في صالح شعبنا، وأن يكون فرصة لإدخال الفرح على هؤلاء المعتقلين وعائلاتهم.
قداسة البابا ، إن توجهنا لقداستكم بعيد عن أي رهان سياسي، فباعثه إنساني محض ، لقد تظاهر هؤلاء الشباب من أجل أهداف إنسانية، ويستحقون بالمقابل بسبب هذه المثل الإنسانية الحرية، وردا إيجابيا من المسؤولين على مطالبهم .
وفي انتظار ردكم الكريم قداسة البابا ، نتمنى لكم مقاما رفيعا بيننا، ونأمل أن تجلب هذه الزيارة الفرحة لهذه الأسر ولعموم شعبنا.
مرحبا بكم ثانية قداسة البابا.
مدافعون عن حقوق الإنسان في المغرب.