بين الفينة والأخرى تلوح بوادر انفراج ثقافي مرتقب بماست. مناسبة هذا الانطباع الجميل هو المشروع الثقافي النوعي الذي تحمله جمعية تامغارت ن ماست بشراكة مع جماعة ماست وجمعية أسنفلول [بشراكة مع ومركز سوس ماسة للتنمية والثقافة وبعض الفعاليات التي تحمل الهم الثقافي بماست.
كما تنبغي الإشارة ومن باب الاعتراف بالجميل إلى السيد عبلا طيرى الذي سهر بصفة شخصية على تنفيذها وتتبعها. فله منا جزيل الشكر والامتنان .
المشروع عبارة عن نصب ثقافي يمثل تازرزيت ن بازي أو تازرزيت ن ماست: طوله 3 أمتار وعرضه متر ونصف بعمق 14 سنتيمتر.
هذا النصب الثقافي من إبداع أياد حرفية ماسية، إذ يقوم الحرفي عبد الغني بومصر الفنتوري بإخراجه إلى حيز الوجود تماما كما خلقه الأولون قبل زمن سحيق.
تكمن أهمية مثل هذه المبادرات التي تروم تأثيت الفضاء العمومي للمنطقة برموز الثقافة المادية أو بعض مكوناتها مما أنتجته العبقرية المحلية، في رد الاعتبار لهذه الثقافة وللانسان الذي أحدثها وبث فيها من روح الجمال الأمازيغي وخصوصيته الانسية.
كما أن المبادرات الثقافية من هذا القبيل تكون دليلا على الاعتزاز الكبير بالذات المحلية ومقوماتها الجمالية. وتحظ الآخرين أيضا على انتهاج نفس الأسلوب وتصنع القدوة والنموذج. خصوصا وأننا نعيش سياقا ثقافيا صعبا للغاية: سياق يعرف نزيفا غير مسبوق وانجرافا جماعيا نحو نماذج ثقافية استلابية ومهيمنة.
فشكرا لكل من ساهم في هذا العمل الثقافي الجيد. ونتمنى أن يحظى باهتمام اجتماعي مشجع.
عبد السلام بومصر