ذكر تقرير لصحيفة “The Independent” البريطانية حمل عنوان “هجمات بروكسل .. كيف زرع نفوذ السعودية وعقود النفط بذور التطرف في بلجيكا”، أن “هناك العديد من الأسباب حوّلت بلجيكا مكاناً للإسلام المتشدد، وبعض الإجابات قد تكمن في زرع الدعاة السلفيين السعوديين في البلاد منذ عام 1967″.
وأضافت الصحيفة أنه “حرصاً من بلجيكا على الحصول على عقود النفط، قدم العاهل البلجيكي وقتها الملك بودوان عرضا للملك فيصل، الذي كان زار بروكسل عام 1967، مفاده أن بلجيكا ستسمح باقامة مسجد ببروكسل وتوظيف رجال دين مدربين من الخليج. في ذلك الوقت، شجعت بلجيكا العمال من المغرب وتركيا لأن يأتوا إلى البلاد كعمالة رخيصة”.
وتابعت أن “اتفاق 1967 أعطى السعوديين لمدة 99 عاما، الإيجار المجاني، وبنى السعوديون المسجد وافتتح عام 1978 ليطلق عليه اسم المسجد الكبير في بروكسل، فضلا عن مقر المركز الإسلامي والثقافي ببلجيكا (ICC). ورغم أن المسجد تم التعامل معه باعتباره الصوت الرسمي لمسلمي بلجيكا، إلا أن تعاليم سلفية متشددة جاءت من حضارات مختلفة جدا عن الإسلام من المهاجرين الجدد. اليوم، هناك حوالي 600 ألف شخص من المغاربة والأتراك ببلجيكا”.
ونقلت الصحيفة عن Dallemagne George، النائب البلجيكي المعارض، قوله إن “أفراد المجتمع المغربي يأتون من المناطق الجبلية والأرياف، وليس من الصحراء. وهم أتباع المذهب المالكي وأكثر تسامحا وانفتاحا من مسلمي مناطق أخرى مثل السعودية، لكن ومع ذلك، فإن العديد منهم يعاد تلقينه الاسلام المتشدد على يد الشيوخ السلفيين والمعلمين بالجامع الكبير، وقد أعطيت منح دراسية في المدينة المنورة في السعودية لبعض المغاربة”.
وقال Dallemagne “حاول الشيوخ السلفيون تقويض محاولات المهاجرين المغاربة الاندماج في بلجيكا. نريد أن نفكر بأن السعودية حليف وصديق، لكنّ السعوديين يعتمدون خطابا مزدوجا؛ فمن ناحية يريدون التحالف مع الغرب عندما يتعلق الأمر بمحاربة الشيعة في إيران، ومن الناحية الأخرى يتمسكون بقناعاتهم عندما يتعلق الأمر بتوجهاتهم الدينية”.
وأشارت الصحيفة إلى أن Dallemagne كان وراء العديد من القرارات في البرلمان البلجيكي التي تهدف إلى تخفيف العلاقات مع السعودية والحد من نفوذ السلفيين في بلجيكا. ونقلت عنه قوله “نحن لا يمكن لنا أن ندخل في حوار مع الدول التي تريد زعزعة أمننا.. المشكلة هي أن السلطات البلجيكية لم تستوعب هذا الأمر إلا في الفترة الأخيرة”.
وقالت الصحيفة “رغم أن إدارة المسجد الكبير استنكرت هجمات بروكسل، إلا أن المسجد لايزال مصدر قلق للحكومة البلجيكية. ففي أغسطس، كشفت برقية ويكيليكس أن أحد موظفي سفارة السعودية ببروكسل ظل على مدى سنوات يقوم بدور نشط في نشر التطرف والعقيدة التكفيرية. وقد أشارت البرقية إلى أن العاهل السعودي ووزير الداخلية السعودي ذكرا أن الحكومة البلجيكية طالبت بمغادرة الدبلوماسي السعودي خالد العبري، أراضيها، لأنها تعتبر رسائله متطرفة جدا”.