هذه تفاصيل اعتداء “البلطجية” على الحراك الشعبي بالناظور

على إثر الإصابات الخطيرة التي أصيب بها اثنين من المحتجين على مستوى الرأس وعلى مستوى الركبة، نقلوا على إثرها إلى المستشفى، إثر تعرضهما لهجوم بأسلحة بيضاء من طرف أشخاص، بينما كانوا يخوضون احتجاجاً سلمياً وسط مدينة الناظور عشية أمس الأحد 25 دجنبر 2016، اتصلت “العالم الأمازيغي” بأحد المصابين في هذا الحادث، وعلمت أن حالتهما الصحية في تحسن بعدما نجيا بأعجوبة من سيوف “البلطجية”.

وقال الناشط الأمازيغي عبد الواحد حنو، أستاذ اللغة الأمازيغية، الذي أصيب على مستوى رأسه أثناء الهجوم، أن المناضلين حرصوا، منذ بداية الحراك، على أن تمر كل الأشكال النضالية بشكل سلمي وحضاري، “ما أعطى دروسا للبعض في التنظيم المحكم وفي النضج السياسي والثقافة التنظيمية العالية التي يتمتع بها المناضلون في الريف، ولمسنا هذا في أربعينية الشهيد محسن فكري وفي باقي المحطات النضالية، إلى أن أصبح هذا الطابع السلمي والحضاري للاحتجاج مصدر إزعاج للمخزن ولأعداء الديمقراطية”، مضيفا “هذا ما جعلهم يستعينون بالشمكارة وبذوي السوابق العدلية ومدمني المخدرات للهجوم على الحراك بالسيوف والهراوات، وزرع الرعب وسط المحتجين في غياب تام لرجال الأمن”.

ويروي عبد الواحد حنو تفاصيل الحادث، فيقول “اقترب الشمكارة الذين تبدوا على وجوههم وأذرعهم ندوب تشهد على إدمانهم للمخدرات، ولاحظنا تواجد بعض الوجوه المألوفة التي كانت تؤيد الشمكارة، مثل (م. ش) و(أ. م)، وحاولوا اختراق الشكل النضالي بالقوة، إذ شرعوا في استفزاز المناضلين”، مسترسلا، “ما حذا بهم بعد تحصين الشكل النضالي من قبل المناضلين إلى استعمال السيوف والهراوات من أجل تفريق الجموع”.

وأضاف حنو “هذا ما نتج عنه إصابتي بضربة سيف على مستوى الرأس، بالإضافة إلى إصابة أحد المناضلين من مدينة الحسيمة”، مردفا “وإذ نستنكر هذا التدخل الجبان، نؤكد على أن هذه التصرفات البلطجية لن تزيدنا إلا إصرارا وصمودا”.

وفي حديث للناشط الأمازيغي خميس بوتكمانت، خص به “أمضال بريس”، قال بأن استهداف نشطاء الحراك الريفي بالناظور عبر الاستعانة بالبلطجية والمغرر بهم من المجرمين وذوي السوابق “الذين حاولوا النيل من سلامتنا البدنية وانتهاك حقنا في الحياة، هو أكبر دليل على إفلاس النظام السياسي المخزني الذي يحاول تدبير أزمة تورطه في طحن الشهيد محسن فكري بتصريفها بوسائل همجية وتحقيرية آخرها استهداف النضال وترويع المحتجين في محاولة يائسة لضمان ديمومة الخوف في الذهنية الجمعية الريفية”.

وأضاف بوتكمانت أن السلطة السياسية تعيش حالة مرضية تكمن في تضخم الأنا لدى المخزن والذي يجعله يتعامل مع مطالب مشروعة للريفيين من منطلق مزاجي وانفعالي محض، وهذا راجع بالأساس، في نظر الناشط الأمازيغي، “لعدم تمكن المخزن من اختراق الحراك لتشتيته، وأيضا للطابع السلمي الذي اتسمت به احتجاجاتنا والتي لم تخول للمخزن مجالا وفسحة لاستخدام مقاربته القمعية المباشرة”.

وحمل ذات المتحدث مسؤولية ما حدث كاملة للنظام السياسي بكل مستوياته الهرمية، “لأنه فسح المجال للبلطجية التي أشهرت السيوف والسكاكين في مكان عمومي أمام مرأى من قواته التي اكتفت بالتفرج بدل السهر على حفظ الأمن والسهر على سلامة المواطنين، ما يدل، حسب بوتكمانت، على أن الحدث جريمة كاملة الأركان “باستشعار المجرمين أنهم محميين من لدن المخزن، بدل المبادرة لاعتقالهم وتحريك المسطرة القانونية الجاري بها العمل لإعمال القانون” .

وأضاف بوتكمانت أن (م. ش) معروف بلعب دور “كومبارس” بلطجي مدفوع به للتشويش والشوشرة بمعية جحافل من “شماكريته” لنسف معارك احتجاجية في لحظات استشعار المخزن بالاستوهان والفشل في ضبط الشارع الريفي، مضيفا أن هذه السلوكات “لن تزيدنا إلا إصرارا للمضي قدما في معركتنا النضالية السلمية ذات مطالب شرعية تطالب بالكرامة والعدالة ورفع الحكرة والقطع مع دولة الرعاع والبلطحية”، وعندما نصادف هكذا السلوكات، يضيف ذات الناشط الأمازيغي، “نتيقن أكثر بعدالة قضيتنا ونقتنع بأحقية مسيرنا وذلك سينتج لا محالة توسيع رقعة الاحتجاج واتساع الوعي لدى الريفيات والريفيين.

كمال الوسطاني

اقرأ أيضا

الاتحاد الإقليمي لنقابات الناظور يعلن عن تنظيم أيام السينما العمالية

في إطار سعيه لتعزيز الوعي الثقافي وتسليط الضوء على قضايا العمال، أعلن الاتحاد الإقليمي لنقابات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *