هشام عبود في حوار مع العالم الأمازيغي: الحكم الذاتي في الصحراء المغربية ليس في حاجة لموافقة البوليساريو أو الجزائر
كيف هي علاقة هشام عبود بالمغرب؟
علاقاتي بالمغرب هي علاقة صداقة، لي أصدقاء عبر التراب المغربي، يستدعوني في كل مرة، كما قاموا بتكريمي مثلا في الناضور، وتوصلت بدعوة من التجمع العالمي الأمازيغي للحضور في أشغال المؤتمر الذي انعقد بمدينة ورزازات وهذا شرف لي بالطبع، كما كنت في كل شهر انزل ضيفا في برنامج ملفات مغاربية بقناة ميدي 1 TV، من تقديم الصحافية القديرة أيمان أغوتان والتي بالمناسبة درست عند نفس الأستاذة الذي درست عندهم هي وعبدالله الأحمدي، وقد لقيت لقاءاتي الإعلامية نجاحا كبيرا ومتابعة بالجزائر.
هل لك علاقات معينة مع مسؤولين مغاربة؟
بصراحة لا علاقة لي مع الدولة المغربية، لا مع وزير ولا مع ولي ولا مع أية شخصية سياسية، أول مرة التقيت بشخصيات رسمية كان أثناء زيارتنا للصحراء في إطار وفد رسمي باسم جميعة يترأسها الأخ وليد كبير، الذي نظم ندوة من أجل دعم الحكم الذاتي للأقاليم الصحراوية، ووالي العيون لم يستقبلني بإسمي الشخصي كهشام عبود، بل استقبلنا في إطار وفد مشارك في أشغال هذه الندوة، كما زرنا مدينة السمارة مع عامل دائرة السمارة في اطار الزيارة الرسمية التي نظمتها الجمعية، لذا فأنا لا علاقة لي بالنظام المغربي، ولا بالمسؤولين المغاربة، وانما علاقاتي بالمغرب ككل، علاقني عبارة عن صداقات مع اشخاص عاديين وصحافيين ومثقفين، وحتى من كان منهم مسؤولا في لحظة ما لم يعد مسؤولا كحسن أوريد، أحد كبار المفكرين في المغرب الكبير، والذي هو صديق عزيز وأكن له احتراما كبيرا.
أخبركم في هذا الإطار ان البلد الوحيد الذي تستوقفني فيه الشرطة هو المغرب لمرتين عكس باقي الدول، وبالتالي فعلاقتي مع المغرب هي علاقة صداقة مع أصدقاء احترمهم جيدا.
أنا احترم كل من يساهم في خدمة المغرب الكبير، وأعارض وأفضح كل من يعمل على تدمير المغرب الكبير على رأسهم العصابة الحاكمة في الجزائر.
ما رأيك في التنسيقية المغاربية لتنزيل الحكم الذاتي بالأقاليم الصحراوية وكيف يمكن لهذه التنسيقية ان تنجح في مساعيها؟
أولا، ليست جمعية أو تنسيقية هي من ستساهم في دعم وإعطاء الشرعية للحكم الذاتي بالصحراء، أنا في رأيي الشخصي، الواقع هو الذي يقول ويثبت ذلك، فما تم إنجازه في الصحراء هو ما سيبلور فكرة الحكم الذاتي الممارس فعليا، وهناك نقطة واحدة فقط تفصلنا عن هذا الحق، وبصراحة لا أدري لماذا لازال المغرب ينتظرها، كما لو أن الحكم الذاتي يحتاج الموافقة من لدن البوليساريو وحضوره في الحوار، رغم ان هذا الكيان ليس صاحب سيادة ولا صاحب قرار، بل هو مجرد كيان وهمي، قبل ان يكون أداة بين يدي نظام «عريان يقوم بأدوار تملى عليه»، ويمارس القمع في حق الشعب الجزائري.
اليوم هناك 360 سجين رأي في الجزائر، ولكي يغالط النظام الجزائري الرأي العام وينسيهم في القضايا الحرجة، فإنه يدير أبواقه نحو المغرب، نلاحظ أيضا أن حركة «المسيب» المعارضة «المزيفة» دخلت هي أيضا في هذه اللعبة. والدليل على ذلك انزعاجهم من زيارتي لمدينة العيون مع العلم أنني حر في تنقلاتي ورحلاتي، وهذا ليس من شأنهم ولا حق لهم بأن يملوا علي أين اذهب.
أثارت زيارتك إلى الأقاليم الصحراوية استنكارا كبيرا في الأوساط السياسية والإعلامية في الجزائر ما ردك على هذا الاستنكار؟
لا لا، ليس في الجزائر ككل، بل من طرف أزلام النظام الجزائري تحديدا.
(مقاطعة) حتى من قبل أشخاص المصنفين في المعارضة؟
نعم لهذا قلت لك المعارضة المزيفة، المعارضة التي تحاول التقرب من النظام من خلال الهجوم على هشام عبود، مع أن هذه المعارضة لم تقدم شيئا في الواقع، وتتواجد فقط في العالم الافتراضي وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، وهؤلاء هم أزلام النظام الذين تحدثت عنهم.
وبخصوص استنكار الجزائريين لزيارتي لمدينة العيون فلو كان الأمر صحيح لما تبعوا فيديوهات حول الزيارة بالملايين.
هناك أيضا استنكار من طرف «أوباش» المغرب، لأن المغرب أيضا يتوفر على أوباشه الذين يشتغلون مع «جردان الجزائر» ودون معرفتهم، فهم يوجهون سلاحهم على نقطة واحدة، هؤلاء الأوباش تجدهم يسبون في الشعب الجزائري وفي دولة الجزائر، مع العلم أن الشعب الجزائري لا ذنب له، ولا علاقة له مع سياسة النظام، فالجزائريون هم شعب عظيم ضحى بعشر مواطنيه من أجل الاستقلال.
من جهة أخرى هناك من يعيب علي قول «الصحراء الغربية»، وكما قلت سابقا، فلم أتلقى استدعاء من أي مسؤول مغربي من أجل استفساره عن الأمر، وكصحافي التزم بما يقال دوليا، وبهذا الخصوص كنت قمت بتصوير «فيديو» حول الموضوع، وعرضت مقطع لصحافي تونسي في «فرنس24 «، يقول «الصحراء الغربية»، وهناك أيضا صحافي في قناة دولية يكتب «الصحراء الغربية» وليس المغربية. الذي يمكن قوله هو إن المغربي ودفاعا عن وطنه، يستعمل الصحراء المغربية، ومن حقه أن يقول بذلك مليون بالمائة، ولا أحد يمكنه ان يمنعه من قول ذلك، اما بالنسبة لي فلا يمكن لأحد ان يفرض عليا ما أقوله بالنسبة للتسمية التي يمكنني إطلاقها على الصحراء.
يحضرني بهذا الخصوص نقاش دار ما بين محفوظ نحناح من «حمص» وصلاح كبري من FAD front algérienne d’action démocratique الجبهة الجزائرية للعمل الديموقراطي، حول الأمازيغ والعرب، وتدخل حينها صلاح كبري وقال لنحناح «اسمع انا أمازيغي ولن اجبرك ان تكون أمازيغيا وانت تؤمن انك عربي ابق عربيا، ولكن ليس من حقك ان تفرض عليا ان أكون عربيا، فانا امازيغي وسأبقى»، لهذا اريد أن أقول بأنه ليس هناك حاجة لأقول أن الصحراء مغربية حتى تكون مغربية، والأمر ليس في حاجة لجمعية أو تنسيقية للاعتراف بمغربية الصحراء، فالواقع هو الذي سيجعلها مغربية، فحين تزور الصحراء وترى حركة النمو التي تعرفها المنطقة، والتي فاقت بكثير حركة النمو في كل المناطق المغربية، لأنها كانت حركة نمو التحدي، وحين يوجد تحدي ما فإنه يحطم كل الحواجز. ولحد الآن لم التق بأي صحراوي يقول بأنه لا يريد أن يعيش تحت النظام المغربي، وذلك غير موجود بالبتة.
وما استغرب له اليوم، هو لماذا المغرب لازال ينتظر «كرم» البوليساريو، فما على المغرب إلا أن يقدم للأمم المتحدة قرارا بهذا الخصوص، ويكفي ان يتم تقييم وضعية الصحراويين في المناطق المتنازع عليها، لمعرفة هل يريدون العيش تحت الحكم الذاتي أم لا، رغم أنهم يمارسون هذا الحكم في الواقع والآن.
على ذكر البوليساريو، هي حركة وضعها مهلهل الآن، ولا تقوى عن فعل شيء. هل لها وضع ضمن موازن القوة في المنطقة؟
البوليسارية تملك دبابات، صواريخ مدرعات، واي حركة تحررية تملك هذه الأسلحة ستتحول إلى حركة إرهابية، لأن كل حركات التحرر بما فيهم منظمة التحرير الفلسطينية قامت بنزع السلاح، وتبقى تناضل سلميا بالحوار وبالنقاش، أما البوليساريو لا تحاور ولا تناقش وتمتلك أسلحة ثقيلة على الحدود المغربية الجزائرية داخل التراب الجزائري، وهددت أخيرا بالقيام بعمليات داخل المدن الصحراوية، وهذا كله يصنف في إطار الإرهاب.
قضية تصنيف البوليساريو ضمن قائمة الحركات الإرهابية قائمة. في نظرك هل هناك دعامات لذلك؟
إن أراد المغرب أن يسقط ورقة البوليساريو، ويبعدها من طاولة الحوار نهائية ما عليه إلا العمل على إقناع المنتظم الدولي بارهابية هذه الحركة، كما فعل النظام الجزائري بالنسبة للمغرب والذي صنفته كحركة إرهابية ونشرت ذلك بالجريدة الرسمية، ويعلن عنها دوليا. لكن الدليل على أن البوليساريو إرهابية هو الترسانة العسكرية التي تمتلكها، لكن المغرب لن يقبل على هذه الخطوة لأن في الأمم المتحدة صنفوا البوليساريو بأنه المحاور الوحيد في موضوع الصحراء.
ما هي في نظرك الطرق الكفيلة بإقناع المنتظم الدولي بأن البوليساريو حركة إرهابية؟
البوليساريو عندما تأتي وتقول إنها تطالب بحق تقرير المصير، ويأتي مندوب الجزائر بالأمم المتحدة ويطالب بنفس الحق فالمفروض ان يخبره بأنه لا دخل للجزائر في الموضوع، وليس من حقها التدخل في الأمر، لأن الجزائر ليست بطرف في القضية.، وإن كانت الجزائر ترجع دعمها للبوليساريو الى حق دعم حركة التحرر، فلماذا لا تدعم أوكرانيا التي تعرضت للعدوان ما ترتب عنه 400 لا جيء، وماهي قيمة الدعم الذي منحته الجزائر لمنظمة فتح الفلسطينية، وكم مبلغ الدعم الذي منحته للبوليساريو، وإذا كانت البوليساريو تريد التفاوض بالفعل فما عليها إلا ان تحضر في المفاوضات وإن كانت لا تريد فما على السلطات المغربية إلا أن يكشف ذلك للأمم المتحدة.
ما قولك في دعم النظام الجزائري ل»البوليزاريو»، لأن هناك من يرى أن الدعم والأموال التي تصرف لصالح البوليساريو من حق الشعب الجزائري وهو أولى بها خاصة في الظروف الاقتصادية التي يعيشها؟
الجزائر لا تصرف الأموال على البوليساريو، بل تصرفها على نفسها، من أجل أن تدخل في حرب بالوكالة وتمارس الإبتزاز بالوكالة، ولا تصرف على البوليساريو لسواد عيونها، بل لكي تحافظ على مكانتها لأن النظام الجزائري يعاني من إشكالية الشرعية مع الشعب الجزائري.
الشعب الجزائري أولى بالأموال التي تصرف على البوليساريو، والأمر لا يقتصر على هذا الدعم، فحسب، بل هناك أيضا مشكلة تدبير الغاز في الجزائر. المعروف أن أسعار الغاز وصل إلى مستويات قياسية، والجزائر تبيعه لإيطاليا بأرخص الأثمان نكاية في اسبانيا علما أن إيطاليا لديها ثلاثة مصادر للغاز، في الجزائر هناك «باي بلاي» «كاز وديغ» الذي يمكن ان يذهب لاسبانيا والبرتغال ويمر عبر المغرب، ولكن تم إغلاقه، رغم انه بني بأموال الشعب الجزائري وليس بأموال «العصابة»، لكنها تغلقه نكاية في المغرب، في حين أن ثمن الغاز مرتفع وكان بالإمكان ان يتم فتح هذه القنوات لينقل الغاز إلى أوروبا.
النتيجة، هي أن إسرائيل، التي يدعي النظام في الجزائر أنه يحاربها، توقع صفقة مع أوروبا عن طريق تركيا صديقة النظام الجزائري، ومع مصر التي تتوسل اليهم من أجل تنظيم القمة العربية، وبهذا تكون إسرائيل جنت أموالا طائلة، لم تجنيها من بيع الغاز لأوروبا، وهذا كله نتيجة سياسة عصابة «العريا» التي لا تهمها مصلحة الشعب الجزائري على الإطلاق.
حاورته: رشيدة إمرزيك