ما أن سلم النائب البرلماني عن فريق التجمع الدستوري، عبد الله غازي والمنتمي لحزب التجمع الوطني للأحرار، أمس الاثنين 08 يناير الجاري، مذكرة جماعية مذيلة بتوقيع أكثر من 130 نائبة ونائب من مختلف الفرق والمجموعة النيابية، لرئيس الحكومة، سعد الدين العثماني بخصوص مطلب إقرار رأس السنة الأمازيغية عيداً وطنياً وعطلةً رسمية، حتى تدخل كل من حزب العدالة والتنمية وحزب الأصالة والمعاصرة للحديث عن خرق للدستور والقانون الداخلي لمجلس النواب.
خطوة البرلماني غازي، أثارت حفيظة كل من فريق العدالة والتنمية والنائب البرلماني عن حزب الأصالة والمعاصرة، عبد اللطيف وهبي، إذ قال رئيس فريق حزب العدالة والتنمية بمجلس النواب، عبد الله بوانو، إن “المذكرة كان يجب أن تخضع لاستشارة قبل تسليمها داخل قبة البرلمان لرئيس الحكومة، لأنه لا يمكن لنائب واحد أن ينوب عن 135 نائب ونائبة، بينهم نواب “البيجيدي” الذين وقعوا على المذكرة”، مشيرا إلى أن البرلماني، يقصد عبد الله غازي”كان عليه أن يتحدث باسم البرلمانيين كافة وليس بلسانه لوحده”.
ومن جهته، اعتبر النائب عن حزب الأصالة والمعاصرة، عبد اللطيف وهبي، خطوة البرلماني عبد الله غازي “خرقا للنظام الداخلي”، مشيرا إلى أن “رئيس مجلس النواب من له وحده صلاحية إحالتها على رئاسة الحكومة في إطار احترام تام لفصل السلط”، مضيفا أن ” رؤساء الفرق البرلمانية هم من كان عليهم توقيع المذكرة نيابة عن البرلمانيين”.
واعتبرت بعض الفعاليات الأمازيغية أن خطوة “البيجيدي” ومعه “البام” كانت متوقعة، بسبب مواقف الحزبين من القضية الأمازيغية، خصوصا الحزب “الإسلامي” الحاكم، الذي استعمل كل الطرق الممكنة لفرملة الأمازيغية وتأخير إخراج القوانين التنظيمية للأمازيغية، ومحاولته المتكررة لإرجاع الأمازيغية إلى نقطة الصفر وضرب كل المكتسبات المحققة على قلتها،عرض الحائط.
كما ردت على بعض الجهات التي أشارت إلى أن ترسيم السنة الأمازيغية ليس من صلاحية رئاسة الحكومة، بل من صلاحية القصر الملكي، على حد زعمها، حيث أكدت ذات الفعاليات أنها راسلت رئيس الحكومة بما يتمتع به من صلاحية دستورية، واحتراما منها للسلط، إلا أنه بعد سنوات خلت من مراسلة رئاسة الحكومات المتعاقبة، لم تتلقى أي رد ولا تفاعل مع مبادراتها، وخطواتها، وهذا ما دفع بها لمراسلة العاهل المغربي، الملك محمد السادس للاعتراف بالسنة الأمازيغية عيدا وطنيا وعطلة رسمية.
وكانت أمينة ابن الشيخ، مديرة جريدة “العالم الأمازيغي”، ورئيسة فرع المغرب للتجمع العالمي الأمازيغي، قد وجهت في وقت سابق، رسالة خطية إلى العاهل المغربي، الملك محمد السادس، تطالبه بـ”الاعتراف وإقرار رأس السنة الأمازيغية عيدا وطنيا رسميا بعطلة مؤدى عنها، على غرار باقي الأعياد والعطل الرسمية، مشيرة في رسالتها إلى أن من ” شأن الاعتراف برأس السنة الأمازيغية أن يعيد الانتعاش للأمازيغية تماشيا مع روح وفلسفة الدستور وانسجاما مع خطاباتكم السامية”.
وقالت ابن الشيخ في رسالتها الموجهة للعاهل المغربي:”إننا نتوجه إلى جلالتكم بهذه الرسالة، وكلنا أمل أن تعترفوا برأس السنة الأمازيغية وان تقروا بها عيدا وطنيا رسميا بعطلة مؤدى عنها، على غرار باقي الأعياد والعطل الرسمية”، مشيرة إلى أن “من شأن ذلك أن يعيد الانتعاش للأمازيغية تماشيا مع روح وفلسفة الدستور وانسجاما مع خطاباتكم السامية”.