يشهد الحقل السياسي الأمازيغي دينامية كبيرة، في الآونة الأخيرة خاصة من قبل الحركة الأمازيغية، فقد كانت في البداية المطالبة بالحقوق عن طريق النضالات والوقفات الاحتجاجية والتي أثمرت بعض القضايا التي تخدم الأمازيغية لغة وثقافة، من بينها إنشاء قناة أمازيغية سنة 2010، وكذا ترسيمها سنة 2011 في الدستور، والذي ينص الفصل الخامس فيه على جعلها لغة رسمية للبلاد إلى جانب اللغة العربية، بالإضافة إلى المصادقة على القانون التنظيمي سنة 2019، إلا أن هذا الأخير شهد تأخرا في بداية تطبيقه، وهو ما دفع معظم نشطاء الحركة الأمازيغية إلى نهج صيغ أخرى بديلة للتعبير عن موقفهم من التماطل الذي طال تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية.
إن الحركة الأمازيغية تحاول تبني طرح مغاير للتعبير عن موقفها الرافض للتأخر والتراجع الذي تعرفه اللغة الأمازيغية، خاصة وقد مر على ترسيمها في الدستور إحدى عشرة سنة، والذي تعتبره الحركة تأخرا كبيرا من قبيل الحكومة، وهو ما دفع جبهة العمل السياسي الأمازيغي، إلى تبني طرح الدفاع عن الأمازيغية ومكتسباتها من داخل المؤسسات الحزبية، حيث تسعى هذه الأخيرة إلى الانضمام للأحزاب السياسية التي تؤمن بطرحها، الشيء الذي أثمر تبني طرح الجبهة من قبل بعض الاحزاب، في حين رفض من قبل أحزاب أخرى، حيث تسعى الجبهة من خلال هذه الشراكات إلى تحسين أوضاع الأمازيغية في بلادنا.
وقد خلفت هذه الخطوة ردود فعل متباينة داخل الحركة الأمازيغية بين مؤيد ومعارض، حيث هناك من يرى في هذه الخطوة أنها ايجابية وستساهم بشكل كبير في دعم الامازيغية من داخل المؤسسات، بينما فئة لا تستبشر بها خيرا، إذ تقول بكونها لن تزيد إلا من تأخير مصالح الأمازيغية، فين حين توجد أصناف أخرى من المغاربة لا يعتبرون قضية الأمازيغية مهمة بتاتا، يعزون ذلك إلى وجود ما هو أهم وأكبر منها، فما السبيل لجعل هؤلاء يتصالحون مع ذاتهم؟
كما أن هناك فئة أخرى ترى أن الأمازيغية حققت مكاسب كثيرة، ويعتبرون أن النجاحات التي عرفتها وتعرفها مكاسب بحد ذاتها ولا يمكن إنكار ذلك أبدا.
يتبنى معظم النشطاء بالحركة، طرح النضال من داخل المؤسسات، والتي يرون فيها السبيل للضغط على الحكومة لتنفيذ المطالب المتعلقة بهذا الشأن حسب رأيهم، فمنذ المصادقة على القانون التنظيمي، والأمازيغية لم تبارح مكانها، اللهم في بعض الأشياء الطفيفة، حيث كان من الأجدر بداية تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، إلا أن التماطل طاله.
فالفعاليات الأمازيغية تخاف من استمرار الحكومة في ممارسة الإلهاء السياسي، للتهرب من هذا الملف، وهو أشبه بالتماطل السياسي، فبالرغم من مضي سنوات كثيرة على دسترتها، إلا أنها لم تبرح مكانها قط حسب قول بعض نشطاء الحركة الأمازيغية، فهل يفلح أمازيغ المؤسسات في جعل مكانتها موازية للغات أخرى، أم الأمور ستبقى على حالها؟.
الأمازيغية كاللغة مفتاح انطلاقة رسمية سياسية، لما يمكن ان نسميه الدفاع عن اللغة، دفاعا عن الإنسان والانسانية.
تحليل في الصميم وفي خضم الحاضر، تحياتي لك كاتبنا المتألق اسماعيل.