واحد من المدافعين عن الأمازيغية وعن المرأة المغربية يلاقي ربه

برحيل الأستاذ الحسين الملكي يكون أحد المدافعين عن الحقوق اللغوية والثقافية الأمازيغية قد رحل، و الأستاذ الملكي من المتخصصين في حق الكد والسعاية “تمازالت” والذي يساوي بين المرأة والرجل في الإرث.. برحيل ملكي يرحل عنا فقيها في القانون العرفي، فالأستاذ الحسين الملكي قام بالنبش في مجال الأراضي السلالية والجموع وتركنا لنا مراجع في هذا المجال.

ملكي عرفته منذ 15 سنة ولكن احتكاكي به أكثر كان عندما كنت طالبة بكلية الحقوق بالرباط، وكان اكبر سند لي في مجموعة من البحوث قمت بها آنذاك ولطالما، أعجبت بدقته في تحليل النصوص القانونية واستنباط خفاياها، أستاذ الملكي كان نعم الرجل، انسان ذو اخلاق عالية وسعة صدر كبيرة يحب الجميع.

حتى هذه اللحظة مازلت لا أصدق وفاته، فقد زرناه  أنا وزوجي عزيز اجهبلي أمس حوالي الساعة 12 والنصف ووجدناه في حالة أحسن مما كان عليها قبل، كان ممدودا على سرير بغطاء ابيض ويرتدي سترة بيضاء والنور يلف وجهه، وقلت في نفسي الحمد لله وجهه يبدو منيرا وأكيد انه سيتحن وحين نعود اليه مرة اخرى سيكون في أفضل حال،  رغم أنه لم يكن يقدر على الكلام، إلا أننا تكلمنا معه بالإشارات، ودعونا له بالشفاء وبادلنا بابتسامته المعهودة ولكنها كانت ممزوجة بشيء من الألم.

وبعد ساعتين أو أقل يأتينا الخبر كالصاعقة، من أمينة ابن الشيخ التي كانت آنذاك في زيارة له، الحسين الملكي في ذمة الله،  “تاميورت”، كانت تبلغني الخبر بصعوبة والدموع لا تترك لها المجال للكلام، بصراحة في تلك اللحظة احسست بأن هذا الكون يدور حولي، عدة اسئلة تطرح بذهني كيف ذلك ولماذا هل وقع خلل ما، هل وهل…

اكيد ان وفاته اثرت في الكثيرين لأن معارفه وأحبائه كثر، فهو صديق الجميع، لهذا قمنا في “العالم الأمازيغي”  باستقاء بعض من الشهادات التي تم تداوله على مواقع التوصل الاجتماعي من طرف اصدقائه ومعارفه وكل من أحبوه من بعيد أو قريب.

الحسين الملكي، مناضل غيور، دافع بشرسة عن الحقوق اللغوية و الثقافية الامازيغية

قالت أمينة ابن الشيخ مديرة جريدة “العالم الأمازيغي” وأحدى الصديقات المقربات للمرحوم في شهادتها، إن الأقدار شاْت أن يرحل عنا الأستاذ الحسين الملكي في “هذا اليوم 2 أبريل والذي يصادف يوم عيد ميلادي” .

وأضافت أنها تعرفت عليه منذ سنة 1994 ، حين كانت  تتابع تدريبها  في مهنة المحاماة بمكتبه بالرباط، وأشادت  بأنه كان “ذاك الاستاذ الذي لا يتساهل ولا يقبل مني أدنى خطأ او سهو في تحرير مقال او مذكرة، و كان ذالك الاخ الذي لا يبخل علي قط بإسداء النصيحة كما كان ذالك الاخ الذي يحرص على تشجيعي و مساندتي بل مساعدتي في كل خطوة اخطوها بعد امتهاني مهنة الصحافة ” مضيفة “كيف لا و هو المناضل الغيور و المدافع الشرس عن الحقوق اللغوية و الثقافية الامازيغية وهو من وضع مشروع متكامل حول القانون التنظيمي لأجرأة رسمية اللغة الأمازيغية”.

وأكدت أنه كان  فقيها في القوانين المرتبطة بأراضي الجموع و السلالية  حق الشقاء و كل ما يرتبط بالأعراف الأمازيغية.
لن انساك استاذي رحمك الله.

 شراع من أشرعة سفينة الدفاع

الأستاذ الحسين الملكي، “شراع آخر من أشرعة سفينة الدفاع عن الحق والعدل يسقط أمام أمواج الوطن الهادرة” هذا ما افتتح به العدواي الحنفي شهادته، مستطردا الراحل الحسين الملكي، “محام ورجل استثنائي بكل المقاييس يرحل عنا اليوم” و “محام وباحث مجد مجتهد ومناضل مؤمن بكل قضايا الانسان والوطن”.

وقال العدوي المحامي بهيئة الدارالبيضاء أن المرحوم هو “أخ وصديق وزميل عرفته بداية سنوات التسعينات من القرن الماضي رجلا منسجما مع ذاته اختار المحاماة رسالة ومهنة ومارسها بصدق وقناعة ومبدأ”.

وأضاف هو “محام اصطف الى جانب جميع القضايا الحقوقية العادلة والتي كانت الى عهد قريب طابو يتفاداه حتى من سبقوه وتوغلوا وخبروا دهاليز الدينامية المطلبية والحقوقية، وميزته أنه كان خبير ترافع حقوقي مسطري شكلا وموضوعا”.

وأكد أنه من “تبنى الحقوق الثقافية واللغوية والهوياتية ودافع عنها ومأسس مسطريا للترافع عنها،  كما تبنى أقصى حالات الدفاع عن الحق في المحاكمة العادلة وعن الحق في التوزيع العادل للثروة والقيم”.

الحسين الملكي “ترافع واجتهد وأفتى بحس ورصيد أكاديمي و علمي نادر في جل القضايا العادلة للوطن” يضيف العدوي، إنه المحامي “الإنسان” .

منارة مهنية

قال عزيز رويبح المحامي بهيئة الرباط في شهادته إن “الموت يختطف منا مرة اخرى زميلا عزيزا أحب المحاماة و اَهلها حبا يكاد يكون صوفيا يوجه يعلم يشجع بتواضع الكبار حديثه همومه أوقاته اماله …كل شئ في الزميل الاستاذ حسين ملكي ينبض عشقا و التصاقا روحيا بالمهنة….”

وأضاف لقد “زرته مساء البارحة كان سعيدا بنجاح العملية ضحكنا و تواطننا بكلمات وطرائف من اجل اختلاس لحظة فرح من عمق السواد و المرض …. وأنا أودعه قبلت يده وًجبينه شكرته … انتابني حزن غريب أخفيته بتحريف الكلام عن صلب الكلام …الى ان جاءني الخبر ….”.
ويختم رويبح شهادته بقوله “ستبقى يا دا الحسين في القلب و الذاكرة و سيبقى اسمك مغروسا في كلامنا و وأحاديثنا و ندواتنا و لقاءاتنا….. لن ننساك أبدا و الى اللقاء هناك حيث ستقيم روحك الطاهرة ..و انا لله و انا اليه راجعون …..”.

فكرو عطاء و نبل

بدورها عائشة الحيان محامية بهيئة الرباط، قالت في شهادتها “غادرنا اليوم الى دار البقاء الاستاذ الحسين الملكي زميل مميز تعلمنا على يده أصول المهنة ، غرس فينا حب المعرفة والبحث و لم يبخل قط علينا بالنصح و التوجيه ، كان مكتبه مزارة لكل من يبحث عن مرجع او اجتهاد أو نصيحة، كان سندا لنا في المهنة كما في العمل الجمعوي، فقد ساهم معنا في جمعية اتحاد العمل النسائي في العديد من المحاكم النسائية الرمزية بمرافعاته العميقة سواء حول” الاراضي السلالية أو” الكد و السعاية ” ، كما لا ننسى إسهاماته في مجال الحقوق اللغوية و الثقافية الأمازيغية”.
وأضافت إن “محام بحجم الاستاذ الملكي في فكره و عطائه و نبل أخلاقه قد لا يعيده الزمن، فلترقد روحه بسلام و كل العزاء لأسرته الصغيرة و الكبيرة …”.

“تمازالت” والحق في الأرض

قال الفاعل الجمعوي عبدالواحد درويش “كنا في الطريق لزيارته في المصحة، فإذا بالخبر الفاجعة ينزل علينا كالصاعقة : لقد توفي الأستاذ الحسين الملكي..”

وأضاف لم يكتب لنا أن نودعه..” واستطرد في شهادته “لازلت أتذكر مرافعته الشهيرة أثناء محاكمة معتقلي جمعية “تيليللي” بالراشيدية/ إمتغرن، سنة 1994، تذكرت هذه المرافعة وأنا أستمع لمداخلته، يوم 18 يونيو 2017، خلال ندوة حول حراك الريف نظمتها جريدة “العالم الأمازيغي” بنادي الصحافة بالرباط…”.

وأكد درويش أن الحسين الملكي له عدة مساهمات عززت الرصيد الحقوقي المغربي بمرجعيات أمازيغية أصيلة تمتد جذورها في عمق التاريخ..”.

وأوضح أن “مضامين الفصل 49 من مدونة الأسرة كانت من صياغة الأستاذ ملكي. الذي تناول حق الكد والسعاية “تمازالت” الذي يعطي للمرأة حقها في التمتع بحقوقها واقتسام الثروة الزوجية وفق معايير المناصفة” مضيفا ” هذا هو العرف الأمازيغي الأصيل الذي كتب في شأنه الأستاذ الملكي كتابا مرجعيا…”.

وأشاد بأن الأستاذ الحسين الملكي قام بحفريات قانونية في مجال الأراضي السلالية / أراضي الجموع وكتب كتابا مرجعيا في القانون العرفي..و كان فقيها قانونيا في مجال القانون العرفي.. وبامتياز..” رحم الله الفقيه القانوني والمناضل الحقوقي الأمازيغي الأستاذ الحسين الملكي..

تعازي ومواساتي لعائلة الفقيد وللحركة الأمازيغية والحقوقية بالمغرب في فقدان هذا الهرم..

العالم الأمازيغي: رشيدة إمرزيك

 

شاهد أيضاً

أكادير تحتضن الملتقى الأول لتجار المواد الغذائية

تحتضن مدينة أكادير من 24 الى 26 يوليوز الجاري الملتقى الأول لجمعية تمونت لتجار المواد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *