إيمانا منا بأن الأدب الأمازيغي بصفة عامة والشعر الأمازيغي الشفوي بصفة خاصة على امتداد الجنوب الشرقي في حاجة ماسة، اليوم أكثر من أي وقت مضى، إلى دراسات وبحوثات في العمق… واقتناعا منا أن اقتحام هذا المنجم المعرفي المليء بدرر حضارية وجواهر فنية وفكرية وإنسانية منقطعة النظير تعد من واجباتي في هذه الحياة، إذ، إذا لم نقم به نحن فمن سيقوم به يا ترى؟ هل سننتظر الآخر ليقوم به؟ لتصح علينا فكرة أن الأمازيغ دائما عاجزون وفي حاجة أبدية إلى من يأخذ بيدهم….
وما دمنا في المرحلة التأسيسية فلا بد من تقديم تضحيات جسام لسبر أغوار هذا المنجم الذهبي لتجد الأجيال القادمة متونا تغترف منها للقيام بدراساتهم بمقاربات زمانهم ومتطلبات عصرهم وتحدياته..
ليس ترفا ذهنيا ولا عبثا ثقافيا ولا استمناء فكريا أن نسابق الزمن، بعد وعينا الكامل بالتأخر الحاصل في صون ذاكرتنا الجماعية وحفظ وحماية إرثنا الرمزي وتراثنا اللامادي من الاندثار وتثمينه، بل هي مهمة استراتيجية تنموية وخارطة طريق يقوم عليها مصير المنطقة ومستقبلها.
لا غرو أن هناك بلدانا خارج دائرة البلدان الغنية بالنفط أو بمختلف أشكال الثروات ما ظهر منها وما بطن، لكن استطاعت أن تحقق تنمينها ورقيها باستثمارها في إرثها الحضاري الرمزي.
“إذا كان لفظ الإرث والميراث هو عنوان اختفاء الأب وحلول الابن محله فإن التراث أصبح عنوانا على حضور الأب في الابن واستمرار الماضي في الحاضر حيا في النفوس حاضرا في الوعي”(1).
وعلى هذا الأساس فمفهوم التراث بما تختزنه ذاكرتنا الجماعية من الماضي الحاضر له مكانة متميزة في ثقافتنا و وعينا ولا وعينا و وجداننا وقيمنا ونمط وفلسفة عيشنا في الحياة… ومن هنا فإلحاحية واستعجاليه العناية بالتراث الثقافي الشامل بأسامر وغيرها يقتضي التحرك في هذا الاتجاه لما سيكون له من انعكاس إيجابي على الإنسانية جمعاء.
وباعتبار الشعر بمختلف أشكاله وتجلياته ومستوياته جزء من التراث اللامادي، وأن الحاجة العامة إلى الشعر الأمازيغي الشفوي تقتضي نفض الغبار عنه وإخراجه من دائرة النسيان والاهتمام به انتقاما له من سنوات طوال أريد له على امتدادها أن يبقى في الظل والعتمة والهامش وباعتباري شاعرا ترعرع بين أحضان أحيدوس وقلب مرتعه يعي كل الوعي ما تعنيه كلمة شعر ويعي تمام الوعي سحر الكلمة وثقلها وعمقها وما يمكنها أن تحمله وتمرره من قيم ومواقف ونمط عيش وأشياء أخرى… بصورة فنية راقية تجد طريقها معبدا إلى قلب المتلقي بسهولة فائقة، تسرب إلي إحساس دون أن أدري، حتى بدأت أقتنع أن هذا ربما قدري…
لتجدني أستمد كل قوتي من هذه المشروعية لأنكب على مشروع كتاب حول المشهد الشعري الشفوي بالجنوب الشرقي سيرى النور قريبا والذي ينسجم و التوجهات الدولية المؤسسة الرامية إلى النهوض بالتراث الثقافي اللامادي للجماعات والمجموعات البشرية صونا للذاكرات الجماعية وحفاظا على الهويات وضمانا للاستمرارية التاريخية.
تندرج ضمن الذاكرة الجمعية وبالتالي فهي ملك الجميع، وليس سهلا البتة المغامرة بالخوض في هكذا مواضيع لأن خطأ بسيطا يصنف في خانة اللامقبول في حق أجيال مضت وأخرى ستأتي يسجله التاريخ كخطأ لا يغتفر ضد الذاكرة الجمعية وضد الإنسانية..
وبالتالي فأي دراسة في هذا الاتجاه تنطوي على مجموعة من الإنزلاقات والمخاطر لذلك فمنسوب عال من الحيطة و الحذر واجب التحلي به لدى كل من سولت له نفسه الإقتراب من تناول هكذا مواضيع بالجمع والدراسة و التحليل…
يمكن الجزم أن جميع الأمم و الشعوب تجد في الشعر غداءا روحيا ووجدانيا وبلسما شافيا لآلامها وجراحاتها النفسية، ومن هنا ظل ملازما لها منذ القدم… فهو أرقى صور التعبير وأمتعها وهو من القنوات الأساسية لتصريف القيم والآمال والآلام وعبره تنقل التجارب وفيه تجسد أفراح النجاحات وآهات الكبوات والانكسارات وعبره تسدى النصائح والإرشادات والوصايا، وبه يصنع الرأي العام….
“إن الشعر في الرؤى كما في الكلمات في النظم كما في النثر، يوجد دائما حيث المشاعر القوية و العميقة كما أن هذه الأخيرة توجد دائما حيث يوجد الشعر، الشعر والإحساس نحتا معا من أكثر الأشياء حميمية” (2) ومن هنا نستشف أن الشعر تعبير عما يخالج الوجدان وما تحمله الخواطر من أحاسيس بطريقة راقية.
تعددت تعاريف الشعر الأمازيغي التقليدي من طرف الباحثين والنقاد والأدباء من أبرزها أمارك: “Amarg”. وهو اسم يحمل من الناحية اللغوية دلالات تجمع بين الحزن والحنين والشوق إلى البلد الأم”تمازيرت”أو إلى الأحبة الغائبين” (3).
كما يستعمل في المجالين الأدبي والفني للدلالة على أشكال التعبير الأدبي والإبداعي وخاصة في ميدان الشعر والغناء والموسيقى راقصة كانت أم غير راقصة (4).
من أوتي شعرا عند الأمازيغ فهو ليس شخصا عاديا لدى فهو جدير بالتعظيم والوقار، و الاحترام له واجب، وحضوته بمكانة خاصة مسألة ثابتة… لدى يلقب بالشيخ (بكسر الشين وتضعيفه) فهو مرشد وواعظ ومؤطر ومصلح اجتماعي في نظرهم… والشاعر يعي تمام الوعي ذلك فيحرص دائما أن يكون عند حسن الظن به.
والشاعر الأمازيغي يولي اهتماما بالغا بمظهره حيث يحرص ألا يلقي قصائده إلا وهو محلى بالزي الأمازيغي التقليدي النظيف: عمامة وجلباب وبلغة…
يعتبر وارو من النصوص الشعرية المعروفة في الجنوب الشرقي، وهو يندرج ضمن الشعر الطقوسي الموروث، ونظرا لندرة ما كتب عليه ارتأينا أن نسلط عليه الضوء في هذا المقال في انتظار الكتاب الذي سيفصل في هذا النمط الشعري ومكوناته بشكل مفصل:
- واررو: warru
تعج الذاكرة الجماعية الصنهاجية بفرضيات عن أصل هذه التسمية منها:
الفرضية الأولى: وارو أو هرو أو إيرو… تسميات كثيرة لمسمى واحد هو جد من أسلاف الأمازيغ الصالحين الذين أسسوا لمنظومة قيم الأمازيغ والنهج الذي أراد لخلفه أن يمشوا عليه.
الفرضية الثانية: من الألفاظ المجهولة المعنى الموجودة بغزارة في التراث الأمازيغي الصنهاجي والتي يرجح أن تكون أسماء لآلهة إندترث واحتفظت بها الذاكرة الأمازيغية كجزء من التعلق بالطوطم.
الفرضية الثالثة: “كلمة وارو تنقسم إلى قسمين: “وا” (wa) و “رو” (rru) الذي يعني زد وقم بتقوية شيء ما. والذي في الأصل هو (هرو): (hrru) الذي يعني كن معطاء وقويا في العمل” (5) ومن المرجح أن يكون الخطاب موجها إلى العروس أو العريس ليستعد ويكون في مستوى تحمل المسؤولية وذلك طبعا لا يتأتى إلا بالعمل الجاد…
الفرضية الرابعة تقول بأن كلمة وارو تنقسم إلى قسمين: ” وار” وتعني “بلا”، وكلمة “رو” وتعني “زد”، بمعنى: “بلا زيادة” تماشيا مع قدسية النص وعدم جواز الزيادة والتغيير فيه… لكن ما يدحض هذه الرواية عدم تواجد تسمية واحدة عند قبائل صنهاجة كما أسلفنا الذكر. كما أن فعل زد عند أيت عطا هو: “رنو” وبالتالي فتسمية النص منطقيا ستصبح “واررنو” وهذه التسمية غير موجودة عندهم، ومن هنا فهشاشة هذه الفرضية واضحة.
Warru ! a Warru !
Tarabbut 1
Warru ! Warru
Zayd a ɛlaxiṛ ẓaṛ i
Ad ig amm ugusif s almu
Almu n iɣbula n waman
A yaɛri nw giɣ i memmi
Tamɣra nna ygan tameɣra
Agg aɣ d a mag liɣ ka n waḍu
Ass amm waddɣ a mi kn i riɣ
A tidda ywalan zzenzymt Warru
Tarabbut 2
Warru ! a Warru !
Hayyaɣ zznzyɣ Warru
Giɣ tizizwa riɣ almu
Ad utɣ i tuga tiwtatin
Ur daddɣ imggi nna iɣuran
Ur da ttɣima g dinna yɣuran
Tarabbut 1:
Warru ! a Warru !
A yikḍif igan aɛcṛiy
Ad k i kɣ i tgẓiwin ẓilnin
Tuwid lɛzz a tarbatt inw
Lɛzz win ddunit kullu
Tarabbut 2 :
Warru ! a warru !
A lɛzz n iwdjan i trika
Giɣ d angmar nuwy iɣir
Uwiɣ d i yɣjdn timlalin
Tarabbut 1 + Tarabbut 2 :
Agg aɣ d, a tin yu nw
Ass amm waddɣ a mi kn i riɣ
Utat tasrdunt ad ttddu
Ad ur yaɣ wuzzal tislatin.
Tarabbut 2 :
A wissn a yad is iɣy i ka ?
Ad tnekker igʷjman n yidan
Ad txdm i ljmaɛt
Tarabbut 1 :
A yaɛri nw gan aɣ wussan
Tirim saɛdnin s aflla
A yisnayn d i zwarnt wulli !
Gat-aɣ a nzzg a kwn-i-nsala !
Arw mayd d i tuwim ?
Tarabbut 2 :
Uwiɣ d izbyan d tsɣnas
Uwiɣ d ibrdan mllulnin
ẓaṛṛ un a middn mqquṛnin !
Tarabbut 1 :
Uwiɣ d mm udlal iḥurran
Tama nnk a lluz ag tsmulu
Tama n iɣulidn ag tss aman
Tama n iɣulidn ag ttqqn iyyis
Tarabbut 2 :
A yiɛdawn giɣ awn imri
A km kɣ i wmzil a tafrut
Ad am ssbruruyn imi
Ad c nsikk a lɛdu nnɣ iɣir
Giɣ imri ur da nttukkuf
Giɣ angi ur da nttunḍaw
Giɣ izm ur da nttuɣlay
Tarabbut 1 :
Giɣ a lhna krad wussan !
Yuly uknbuc iɣf iẓiln
Sirs aderbal aɣ lḥrir.
Tarabbut 2 + Tarabbut 1 :
Ixllf utbir timlsa
A yisli a bu taɛmamin
A bu tkurbyin tiwṛaɣin
Ur iṛḍi ad ikk akal
Anniɣ yat trgwa tuwy iɣir
Ad tssw aɣddu nnek a lḥnna
Ad tssw aɣddu nnk a ṛiḥan
Ad tsswa ddwali n waḍil
Ad isilw i wzrur ar akal
Ulin ifrgan s aflla
Ulin awd winnk a memmi.
وأتت مناولته بالترجمة إلى العربية كما يلي:
وارو ! يا وارو !
المجموعة الأولى:
وارو ! يا وارو !
يا خير أقدم !
كالمطر على المروج
مروج حولها ينابيع الماء
زفاف ابني
منقطع النظير
فطوبى لي
يا أهلي إلي أقدموا !
لمثل هذا اليوم،
بجانبي أريدكم… يا رفيقاتي
أبكرن وأنشدن وارو !
المجموعة الثانية:
وارو ! يا وارو !
ها نحن أبكرن وننشد وارو
نحلة أنا ! أبتغي المروج
آكل الأرفع من النبات
ولا أسكن في الأوساط القاحلة.
المجموعة الثانية:
سأهبك للفتيات الجميلات
يا أروع زربية!
كل عز الدنيا
هو لك يا بنيتي
المجموعة الثانية:
كل العز لموكب العروس
أنا صياد من طبعي الاحتراس
أتيت بالجديان للغزلان
المجموعة الأولى والثانية:
إلينا يا بنت أمي أقدمي!
لمثل هذا اليوم أريدكن
أضربوا البغلة لتمشي…
لتجنب تأخر العروس
المجموعة الثانية:
ترى هل باستطاعتها
أن تتحمل
أن تستيقظ قبيل الفجر
لخدمة العائلة.
المجموعة الثانية:
طوبى لي
أيامي تغمرها سعادة
النعاج أولا، ثم أنتم ثانيا يا ضيوف.
مهلا لنحلب،
ونتفرغ إليكم بعدها
لنطلع على ما أنتم جالبون.
المجموعة الثانية:
للدمالج والخلالات، جالب،
والنية الصافية ونبل القصد
أنا جالب، إليكم يا كرام.
المجموعة الأولى:
ستحضون بأمازيغية، ذات الشعر الطويل
تستظل بظلال اللوز الوارفة، آلفة،
وقرب الجبال تروي عطشها
وتم مربط فرسها.
المجموعة الثانية:
أنا صخرة ثابتة في الأرض أيها الأعداء
جزء في الأرض و الأخر على السطح
سأعطيك لأصهارك يا بنيتي
ليعلموك تحمل المسؤولية
ولنتجنب الإصطدام مع الأعداء
أنا حجرة ثابتة لا أنتزع من الأرض
أنا واد حامل صعب الإجتياز
أنا أسد لن تجدني يوما غافلا.
المجموعة الثانية:
تحنيت ثلاثة أيام
بالمنديل يتزين الرأس الجميل هذا اليوم…
دع الأسمال ! هاك الحرير!
المجموعة الأولى والثانية:
غير الحمام حلله
يا عريس!يا ذي العمائم!
يا ذي الأحذية الصفراء!
الذي لا يرضى السير على الأرض
رأيت ساقية و الضفة تسير
وانحرفت لتروي سيقان الحناء و الريحان
ودوالي عنب تطلق عناقيدها حتى الأرض
حصونها عالية…
كذلك شأن حصونك يا بني!
ينشد وارو بصيغة المؤنث، فهو شعر نسائي بامتياز تتغنى النسوة به وهن جالسات على”أكرتيل”: الحصير مشكلات مجموعتين يتوسطهن العريس أو العروس، وعلى إيقاعاته يتحنى العريس أو العروس حسب السياق من طرف أمه أو خالته أو إحدى المكلفات بتلك العملية … وارو طويل الوزن بطيء الإيقاع، تتخلله زغاريد ونقر خفيف على الدفوف من طرف الرجال.
الإيقاع البطيء والوزن الطويل وحشرجة العقيرة النسائية يطفون على المجال قدسية لا تتصور حتى يتخيل لك أنك في جو تعبدي من نوع خاص…
إن نص وارو الذي بين أيدينا يعود تاريخه إلى ما قبل إعتناق قبائل الأطلس الكبير للإسلام حسب ما قاله الباحث: “زايد أشنا” (6) جامع هذا المتن قيد الدراسة، أما “وارو ” ما بعد إسلامها فقد طعم بمقاطع ذات نفحات دينية كما يبين المقطع التالي:
Bismi llah uṛṛḥman uṛṛaḥim
Nzzur c i zwur aɣ a ṛbbi
Illi zzwur aɣ ẓaṛ m ṛbbi
Walli zzuran winna iɣran
ṭṭlba dṛṛsnin ar qqarn
Ay ayd digun ilan amḥḍaṛ
Tiḥbibin n mulay ɛli
Walli zzwurn wisir n yu
Asra km id uwiɣ a tisksit
Ad nkṛḍ adlal nns i Fatima
وتعني بالعربية:
بسم الله الرحمان الرحيم
بدأت بك يا ربي،فكن أمامي
يا ذاك الذي يبدأ به أهل العلم
الفقهاء الراسخون في العلم
حبيبات مولاي علي
حين آتي ماسكا المشط
لأمشط شعر فاطمة
…..
- أباغور : Abaɣur
Tarabbut + Tarabbut 2
Nniɣ ak, i nniɣ ak a yabaɣur
Mk ur ak tɛjib tuɣul id illi
Ad i wr tt tkkatt i wla trgmd i tt
Illi nw, illi nw a tisgmitt inw
Talliɣ d i ssgmiɣ tddu tzry
i Illi nw, illi nw a tanagamt
Illi nw illi nw a tanazdamt
I lɛar n kwnt illi nw a timzduɣin !
وقد أوردنا ترجمة هذا النص إلى العربية كما يلي:
قلت لك، قلت لك، يا أباغور:
إذا لم تكن ابنتي عند حسن ظنك
لاتضربها ولا تشتمها
ابنتي… ابنتي… يا تربيتي
يا جالبة الماء من الساقية
والحطب من الغابة
يا صاحباتي أرفقن بابنتي
سليلتي في حمايتكن.
————————————–
– (1) محمد عابد الجابري،التراث والحداثة.
– (2) أنطولوجيا الشعر الأمازيغي ص:6.
– (3) الجمعية المغربية للتأليف والترجمة والنشر، معلمة المغرب، الجزء الأول ص:667.
– (4) الجمعية المغربية للتأليف والترجمة والنشر، معلمة المغرب، الجزء الأول ص:667.
– (5) – la typologie poétique amazighe entre texte et chant -aziz kich- actes de séminaire organise par le CEAELPA les 30 septembre et 01 octobre 2005 – page 58.
– (6) من رواد البحث في الثرات اللامادي لقبيلة أيت مرغاد، له مجموعة من الإصدارات والمقالات التي تعنى بالموضوع.
عمل جد ممتاز… كل الشكر سي موحى على المجهود المبذول لجمع المعلومات و الترجمة.