جريدة العالم الأمازيغي صوت الإنسان الحر
كان لنادي “إثران” من المدرسة العليا للتربية والتكوين بجامعة محمد الأول بوجدة حضور مميز في الدورة الأولى من المهرجان الدولي للمسرح الجامعي، حيث أبدعوا في تقديم مسرحية “تماغيت” التي أبهرت الحاضرين بعمقها الثقافي والرسائل الإبداعية التي تحملها. تناول العرض موضوع الهوية الأمازيغية بعمق ورؤية فنية، مسلطًا الضوء على التراث الثقافي المغربي المتنوع الممتد من سوس والأطلس إلى الريف. جسدت المسرحية ارتباط الهوية الأمازيغية بالتاريخ والمجتمع المغربي من خلال إبراز العادات، الأزياء، والإكسسوارات التقليدية التي تعبر عن غنى الثقافة المغربية وأصالتها.
شكل المهرجان فرصة للتبادل الثقافي والانفتاح على تجارب فنية جديدة، خاصة في ظل مشاركة طلبة وأساتذة من دول عربية شقيقة. استفاد طلبة النادي من الورش المهنية التي ركزت على تقنيات مسرحية مبتكرة، مما ساهم في تطوير مهاراتهم الفنية وصقل مواهبهم. كما كان التفاعل مع طلبة جامعات أخرى، مثل الرباط والدار البيضاء، تجربة مثرية أضافت بعدًا تعاونيًا للعمل الجماعي ورسخت روح التبادل الثقافي.
أظهر الطلبة مستوى عالٍ من الانضباط والإبداع، ونجحوا في تقديم صورة مشرفة عن مؤسستهم وعن الجامعة المغربية بشكل عام. جاء هذا الإنجاز نتيجة التأطير الأكاديمي المتميز من أساتذتهم والدعم المستمر من مدير المؤسسة، الذي وفر لهم بيئة مشجعة على الإبداع والتميز.
أكدت المشاركة في هذا المهرجان أهمية المسرح كوسيلة للتعبير الفني وتعزيز الهوية الوطنية، إلى جانب دوره في بناء جسور التواصل الثقافي بين الشعوب. استطاع طلبة “إثران” أن يكونوا سفراء مميزين للفن المغربي، معبرين عن غنى الهوية الثقافية للمغرب، ومؤكدين أن المسرح لا يقتصر فقط على الإبداع الفني، بل يشكل أيضًا أداة لترسيخ القيم الثقافية والانفتاح على العالم.
