توفي صبيحة أمس الأحد، 12 مارس 2017، الفنان الأمازيغي المحبوب، ابن مدينة الناظور، رشيد الناظوري، بعد وعكة صحية مفاجئة ألمت به وأدخلته العناية المركزة، في وضع حرج.
وذكرت مصادر متطابقة من الناظور أن الفنان رشيد الناظوري كان قد نقل، مطلع الشهر الجاري، على وجه السرعة إلى المستشفى بسبب أزمة صحية ألمت به، وتم إيداعه بقسم العناية المركزة، إلا أن حالة الفنان رشيد الناظوري ظلت متدهورة إلى أن فارق الحياة في منزله صباح أمس.
وقد تلقى الوسط الفني والشعبي بالناظور نبأ الوفاة بشكل صادم، حيث هرع عدد كبير من نشطاء المدينة إلى نعي الفقيد عبر صفحاتهم بمواقع التواصل الاجتماعي، الراحل الذي قدم الشيء الكثير للفن والموسيقي الريفية والناظورية.
نبذة عن حياة الراحل رشيد الناظوري ومشواره الفني
ولد الفنان الأمازيغي العصامي رشيد الناظوري، المناضل والمكافح بفنه وإبداعاته الغنائية والموسيقية سنة 1950، وبدأ مشواره الفني سنة 1973، إلا أن ألبومه الغنائي الأول لم يصدر حتى سنة 1981، وبلغ رصيد الفنان رشيد الناظوري 119 ألبوما غنائيا وستة “فيديو كليبات”، كما سبق لهذا الفنان الريفي المتعدد المواهب أن شارك بإحدى أغانيه في الفيلم السينمائي الإسباني “بيضة من ذهب”، وشارك في بطولة المسلسل الأمازيغي “الوريث الوحيد”.
وصفته جريدة “بويفارتوداي” برائد المنوعات الريفية، وقد عرف عنه التواضع فهو فنان كبير مناضل ومكافح في الحياة، من الفنانين الأوائل بالريف، نال شهرة واسعة في مجال الأغنية الريفية، إضافة إلى إتقانه للعزف على آلة العود هذه الآلة الموسيقية التي ظلت رفيقة دربه الفني، أغانيه تعكس واقع المجتمع بالريف، تتضمن مضامين تراثية وشبابية وقد اشتهر برائعة “ذايم الشيكي ذايم ناح”.
بدأت مسيرة الفنان رشيد الناظوري مع الفنان “الزهواني الهواري” الذي يقيم حاليا بمدينة طنجة، وهو الذي كان صديقا حميما له ولا زال يكن له كامل الاحترام، وكان الهواري هذا عازف عود، فأعجب بصوت رشيد الناظوري، وطلب منه أن يعمل معه، ويقول رشيد أنه تعلم منه الموسيقى والغناء.
يكتب الفنان رشيد الناظوري كلمات أغانيه بنفسه، ومعظم الألحان هي من تلحينه وبعضها يستقيها من موسيقى وأغاني عربية وهندية، باستثناء ألبومه الغنائي الأخير فقد كتب كلماته أحد الشعراء.
وقد ساهم الفنان رشيد الناظوري كثيرا في تلميع الأغنية الأمازيغية الريفية، حيث يعد الناظوري في طليعة الفنانين الكبار الذين ذاع صيتهم إبان أواخر القرن الماضي، بعد أن أعلن مؤخرا اعتزاله الغناء بصفة نهائية.
يعرف سكان الريف رشيد الناظوري منذ سنة 1973 كمغني، لكنهم يجهلون أنه يمارس التجارة مصدر عيشه وعيش أسرته، يغني ويكتب ويلحن ويمارس في نفس الوقت مهنة التجارة، يقول رشيد أنه لا يعتمد في حياته اليومية على الفن فقط، فهو يتواجد دائما بالسوق لممارسة حرفته “التجارة”.
بين استوديو التسجيل وفضاء السوق قضى رشيد حياته الفنية والمهنية، وكان الفنان رشيد الناظوري قد وعد جمهوره الريفي ومحبي أغانيه أنه سيسجل قريبا كل الأغاني القديمة بآلة العود في قالب عصري وبأسلوب جديد، قبل أن يباغته الموت ويأخذه من بين أهله ومحبيه دون سابق إنذار.
كمال الوسطاني