افتتح وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، يوم أمس الخميس بالرباط، معرضا فنيا بمناسبة حلول السنة الأمازيغية الجديدة 2972، وذلك بحضور مجموعة من الفعاليات الأمازيغية.
ويرتكز المعرض، الذي يأتي احتفالا برأس السنة الأمازيغية 2972، على أبرز جوانب التراث الثقافي المادي واللامادي للثقافة الأمازيغية، التي تعتبر مكونا أساسيا من مكونات الهوية المغربية، المتميزة بالتنوع والغنى الكبيرين.
وينقسم هذا المعرض، الذي يستمر إلى غاية 20 يناير الجاري برواق محمد الفاسي بقطاع الثقافة، إلى مجموعة من المحاور منها محور اللباس التقليدي والحلي ومحور المأكولات التقليدية ومحور الموسيقى ومحور المنشورات.
وبهذه المناسبة، قال محمد المهدي بنسعيد، في تصريح صحفي، إن هذا المعرض يحتفي بالثقافة الأمازيغية، رغم أن الظروف لم تسمح بتنظيم حفل كبير يحتفي بالذاكرة المغربية والذاكرة الأمازيغية.
وشدد الوزير، في السياق ذاته، على أن تضافر جهود قطاع الثقافة ومجموعة من الفعاليات يذكر بأهمية هذا اليوم وبالعمل الجاد والمسؤول الذي قامت به الحكومة في هذا المجال إلى غاية الآن.
وأضاف أن هناك مجموعة من المبادرات تقدم بها قطاع الثقافة من بينها ترجمة موقع https://maroc.ma/ إلى الأمازيغية حتى يطلع المغاربة الذين يتكلمون الأمازيغية على الأنشطة الملكية والحكومية، وذلك انسجاما مع روح دستور 2011.
من جانبه، قال عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، أحمد بوكوس، في تصريح مماثل، إنه منذ إقرار اللغة الأمازيغية لغة رسمية إلى جانب اللغة العربية بذلت مجهودات مهمة خاصة في مجال ترسيخ الأمازيغية في المشهد الإعلامي أساسا، لافتا إلى أن ” الانتظارات تظل كبيرة من أجل تنزيل المقتضيات الواردة في القانون التنظيمي رقم 16-26 الخاص بتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية “، ومبرزا أن هناك مبادرة حكومية تهدف إلى إدماج اللغة والثقافة الأمازيغية في مخططات عمل الوزارات.
وأبرز ا بوكوس أن مثل هذه المبادرات مهمة وستمكن من التفعيل الحقيقي لإضفاء الطابع الرسمي للغة الأمازيغية على أرض الواقع، مسجلا بأن هناك العديد من الاكراهات، من بينها تعليم الأمازيغية الذي يواجه عراقيل من بينها عدم تعميم تعليمها في مستويات مختلفة من النظام التربوي الوطني.
كما عبر عن ارتياحه من مبادرة وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بتوظيف شباب متخصصين في الدراسات الأمازيغية، بـ 200 منصب مالي في سنة 2021 و400 منصب مالي في 2022، مضيفا أن هذه البداية مشرفة نظرا لندرة الأطر التي يعاني منها قطاع تدريس اللغة الأمازيغية.
وبمناسبة هذا المعرض تم تسليط الضوء على مجموعة من منجزات قطاع الثقافة في مجال الأمازيغية من بينها على الخصوص دعم الأعمال الفنية الأمازيغية، وخلق جوائز تشجيعية في إطار جائزة المغرب للكتاب، وتسجيل التراث الأمازيغي المادي واللامادي في لائحة التراث العالمي اليونيسكو، وترجمة الموقع الإلكتروني الخاص بقطاع الثقافة إلى اللغة الأمازيغية، وترجمة أول مخطط حكومي باللغة الأمازيغية.