وطنية الهوامش تحصد الإقصاء والتهميش

بقلم: حميد أيت علي “أفرزيز”

احتفل الرحل في منطقة “تِيجْخْتْ” المحاذية للحدود المغربية الجزائرية بجماعة الطاوس جهة درعة تافيلالت، بزواج شابين من قبيلتهم، تحت أهازيج أحيدوس وتقاليد المنطقة، ووسط فيافي “أسامر”، استقبل الوافدين لتناول وليمة العرس بذبح عظيم؛ جمل قد نُحِر معلنة دمائه المتدفقة على بداية حدث سعيد، وبهجة تَسْري في عروق المحتفلين.

هم قبيلة “أيت خباش”، غُصن من شجرة “أيت عطا” الذين بصموا في تاريخ المغرب بمداد من ذهب، وتشهد المواقع والبحوث على شراسة دفاعهم عن الأرض والشرف، قاوموا المستعمر وجبل “بوگافر” يشهد على وطنيتهم التي لا يتناطح عنها عنزات.

راع ينبش الأرض بعصاه، يرعى غنمه على إيقاعات شعر “تيمناضين”، وكله أمل أن تُمطر كي ينمو عُشب يقتات منه قطيعه، الذي يعتبره رأس ماله وكسرة خبز لأبنائه، وهو الذي يعيش في عالمه الوحيد بعد أن نسيه الوطن، وهمش بقدرة قادر، وجرة قلم.

في عرسهم وعز فرحهم، لا يمكن أن يمر الحدث دون أن ترفرف راية حمراء تتوسطها نجمة خماسية بلون أخضر، راية لوطنهم الذي أفقرهم ونالوا منه الويلات، غابت مدارس لأبنائهم وعلف لماشيتهم، تناسى الوطن أن يحفر لهم أبار تُسقى منه نفوسهم وبهيمهم، نسي الوطن أن يُقَرب إليهم طبيب يُشفي أمراضهم؛ رغم ذلك أبوا إلا أن ترفرف راية الوطن من على خيمة مهترئة لا تقيهم حر الصيف، ولا صقيع فصل الشتاء وعواصفه.

يضعون راية الوطن دوما فوق رؤسهم، ترفرف شامخة، لقد أعلنوا عن وطنيتهم التي ما فتئت تفارقهم، لم تُفرض عليهم من طرف سلطة أو عونها مهددا، لم يُؤمر أحدهم مطيعا يبنيها، بل وطنيتهم ألحت عليهم في عالمهم أن ترفرف في أرض قاحلة بالكاد ترى فيها إنس أو حيوان، وهي كذلك رسالة للدولة والمسؤلين مفادها، أن في حدود الوطن وطنيين، ينتظرون أن يحتضنهم الوطن الذي لو مُسَّ شبر منه، أكيد سنراهم مهرولين إلى صفوف الأمام مدافعين ينبش الرصاص صدورهم وفي يدهم اليمنى سلاح مدافعين، وفي اليسرى راية وطنهم، فهلا احتضنتهم يا وطن!

شاهد أيضاً

الجزائر والصحراء المغربية

خصصت مجموعة “لوماتان” أشغال الدورة السابعة لـ “منتدى المغرب اليوم”، التي نظمتها يوم الخامس من …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *