انطلقت صباح اليوم، الإثنين 10 شتنبر 2018، بكلية العلوم بالرباط، أولى جلسات المؤتمر الخامس عشر للآثاريين الأفارقة، تحت شعار “تثمين التراث الثقافي الإفريقي والتنمية المستدامة”.
وفي كلمته أكد محمد الأعرج وزير الثقافة والاتصال، أن احتضان المغرب للمؤتمر 15 للآثاريين الأفارقة لأول، دليل على المكانة التي تحظى بها المملكة والدور الذي يقوم به المغرب في المجال المرتبط بالاكتشافات الأثرية.
وأضاف الوزير خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، الذي تنظمه كل من كلية العلوم بجامعة محمد الخامس بالرباط، وجامعتي محمد الأول بوجدة ومولاي إسماعيل بمكناس، والمعهد الوطني لعلوم الآثار بالرباط، بأن المؤتمر سيخرج بمجموعة من التوصيات تثمن الدور الذي يقوم به المغرب في هذا المجال، وسيدعوا إلى المزيد من البحث وإنشاء العديد من المؤسسات المهتمة بهذا المجال.
وقال الأعرج، أن المغرب يولي أهمية خاصة لمجال حماية وصيانة وتثمين التراث الثقافي عبر إطلاق وإنجاز أوراش كبرى، “وهو ما ترجمته الجهود التي تبذلها وزارة الثقافة والاتصال باعتبارها القطاع الوصي وكذا من خلال مبادرات شركائنا من قطاعات حكومية ومؤسسات عمومية وشبه عمومية وجماعات ترابية وقطاع خاص”.
مضيفا أن الدولة ستبقى حريصة على دعم كل الجهود الهادفة إلى حماية ورد الاعتبار للتراث الإفريقي، “وذلك عبر وضع الخبرات الدولية التي راكمها المغرب من خلال تعاونه الوثيق مع منظمة اليونسكو وعدد من الدول الأوربية كفرنسا وإسبانيا وألمانيا وإيطاليا،وغيرها… رهن إشارة الدول الإفريقية، ولاسيما ما يتعلق منها بالبحث الأركيولوجي، وصيانة التراث الثقافي المادي وغير المادي، وإعداد ملفات ترتيب عناصر التراث في قائمة التراث العالمي، وكذا إعداد مخططات تدبير مواقع التراث العالمي، وكذا مواصلة دعم صندوق التراث العالمي الإفريقي، والدفاع عن القضايا المرتبطة بالتراث الإفريقي عبر مختلف المنظمات الدولية المختصة التي ينشط المغرب ضمن هياكلها.
وإلى جانب كلمة وزير الثقافة تحدث كل من رئيس جامعة محمد الخامس، رحب عبد الحنين بلحاج، وإبراهيما تهياو، رئيس الاتحاد الإفريقي لعلماء الآثار، فيما تم تسجيل غياب وزير التربية الوطنية والتعليم العالي عن الجلسة الافتتاحية.
وتتواصل هذه التظاهرة، التي تنظم لأول مرة بالمغرب، حتى 17 من الشهر الجاري، وستتناول بقية الجلسات مجموعة من المداخلات التي تعكس نتائج أعمال مختلف الباحثين بالقارة، مؤكدة ضرورة العمل على حماية وتثمين التراث الثقافي الإفريقي وخاصة الأثري منه.
وبالإضافة إلى التبادل العلمي، الذي يمثل النواة الأساسية لهذا الملتقى، ينتظر أن يتمحور النقاش، خلال هذه التظاهرة، حول “الطرق والسبل الناجعة من أجل تعزيز وتشجيع التعاون بين مختلف المؤسسات والتخصصات من أجل خلق علاقات بين مختلف الباحثين الأفارقة ودعم التعاون جنوب _ جنوب”.
ويذكر أن اختيار المغرب لاستضافة المؤتمر الخامس عشر للآثاريين الأفارقة، جاء بعد تصويت أعضاء الجمعية الافريقية للآثارين بالاجماع على ترشح المغرب لتنظيم هذه التظاهرة العلمية العالمية، خلال المؤتمر الرابع عشر للآثاريين الأفارقة المنعقد بجوهانسبورغ بجنوب افريقيا سنة 2014.
تفاصيل أكثر عن بقية جلسات المؤتمر تجدونها في ملف العدد المقبل من جريدة العالم الأمازيغي.
أمضال أمازيغ: كمال الوسطاني