ناقش الطالب سفيان الدراز بحث ضمن تخصص ماستر الآداب والثقافة الامازيغية بالكلية متعددة التخصصات الناضور، تحت اشراف الاستاذ جواد الزوبع، يوم 07 نونبر، لتكون أول رسالة ماستر باللغة الامازيغية وبحرف تيفيناغ.
وفي تصريح الاستاذ جواد الزوبع لجريدة العالم الأمازيغي قال “اشتغل الطالب سوفيان الدراز على رواية “ⵊⴰⵔ ⵜⵛⵔⵉ ⴷ ⵡⵟⵟⵓ”، للكاتب حسن بنعقية: دراسة براغماتية في خطابات شخصية ماريوس كايوس، وتمكن من إنتاج أول بحث علمي أكاديمي بحرف تيفيناغ، درس ظاهرة الافعال الكلامية بها”.
أضاف في ذات التصريح “لم تأتي فكرة انجاز هذه الرسالة من فراغ، وإنما كان نتيجة تراكم علمي حاصل لدى الباحث، حيث درس خلال سلك الإجازة بنفس الكلية تخصص الدراسات الأمازيغية، واكتسب مجموعة من المعارف المرتبطة باللسانيات والآداب والثقافة والتاريخ والحضارة… على يد أساتذته من داخل الكلية، بالإضافة إلى سنتي تكوين في سلك الماستر، أي أنه حقق تراكم معرفي، وتمكن من اكتساب قواعد تحرير وكتابة اللغة الأمازيغية، وهذا مكنه من إنتاج بحث بهذا المستوى”.
وأردف “أشرفت على بحث الإجازة الذي أنجزه الطالب سفيان الدراز، وأتمم مساره العلمي الأكاديمي برسالة ماستر باللغة الأمازيغية، حيث مر الباحث بصعوبات متمثلة في وفرة المراجع باللغة العربية والفرنسية والإنجليزية وندرتها باللغة الأمازيغية، ما يضع الباحث أمام صعوبة المعجم وتوظيفه، لدينا بعض المعاجم المتخصصة في اللسانيات لكن نعتمد معاجم أخرى، بالإضافة إلى اجتهادات شخصية أخرى مع التركيز على المعايير العلمية لإنتاج ترجمة أمازيغية مبتكرة ووضعها في سياقها وقالبها الأمازيغي لتوظيفها في البحث العلمي”.
وتساءل الاستاذ الزوبع خلال تصريحه، “لماذا رغم أن الأمازيغية تدرس داخل الجامعة المغربية منذ 2007 إلى 2023 أي ما يقارب 17 سنة ولايزال لدينا تخوف الإنتاج باللغة الأمازيغية؟ حيث أنه طيلة هذه الفترة أبحاث هذا التخصص تنتج باللغات الأجنبية واللغة العربية، وهذا بحد ذاته إشكال كبير، هناك مستجدات وتطورات في هذا المجال، منها ترسيم الأمازيغية في دستور 2011 هناك قوانين تنظيمية…، وضعية الأمازيغية في تطور مستمر ونحن لازلنا نحررها بلغات أخرى، وبالنسبة لي هذه فرصة لتشجيع الطلبة على التفكير والإنتاج باللغة الأمازيغية، ومن هنا أدعوا الفاعلين والباحثين في هذا المجال إلى التفكير في انتاج مراجع باللغة الأمازيغية تفيد الباحثين، كما أدعوا المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية أن ينتج أبحاث ودراسات باللغة الأمازيغية عوض العربية واللغات الأجنبية، لأنه لا يمكن أن نتحدث عن معهد يتوفر على باحثين أمازيغيين دون إنتاج أمازيغي، أمر جيد ان تكون لنا ابحاث بلغات متعددة، لكن حان الوقت لتوفير مراجع باللغة الامازيغية أيضا، لاغناء الافكار والمفاهيم والمصطلحات باللغة الامازيغية…”
وأضاف الاستاذ لجريدة العالم الأمازيغي”لدينا الامكانيات لنتجاوز اشكالية تحرير أبحاث باللغة الامازيغية، أنا كمشرف على هذا البحث كنت من الخريجين الاوائل تخصص شعبة الدراسات الامازيغية، وخلال الماستر والدكتوراه اشتغلت على الامازيغية، بالإضافة إلى تجربة التعليم باللغة الامازيغية مستوى الابتدائي، وتجربة التكوين داخل مراكز تكوين أساتذة اللغة الامازيغية، ثم مرحلة الجامعة حيث بلورت كل المكتسبات القبلية وحاولنا ان نوظفها ليستفيد منها طلبتنا”.
واسترسل الاستاذ “هذا البحث سيغني المكتبة وسيستفيد منه الباحث الذي سيبحث في الموضوع مستقبلا، وإذا قام طلبة آخرون بمناقشة ابحاثهم العلمية الاكاديمية في شتى الفروع العلمية باللغة الامازيغية، سنتمكن من بلوغ مرحلة تكوين مكتبة امازيغية وطنية ذات إضافة وقيمة، وستكون مرجع للباحثين، ولما لا بلوغ مستوى انتاج اطاريح دكتوراه باللغة الامازيغية، ونحن نرى ثمار ما لقناه لطلبتنا من دروس وقواعد في اللغة الامازيغية من خلال انتاجاتهم العلمية والتحاقهم بأسلاك التعليم والتكوين، بعنى انه يصبح فاعلا ومبلغا للبحث العلمي، وهذا أمر يسعدنا كثيرا ونتمنى ان يكون هذا النجاح حافز للطلبة الآخرين لانجاز بحوثهم بالامازيغية، وهم في غالب الأحيان يختارون هذه اللغة لإنجاز أعمالهم رغم انهم يخيرون بين اللغة العربية والفرنسية والاسبانية والانجليزية”.
وذكر في نفس السياق “الابحاث التي تنتج في الجامعات المغربية، باللغات الاجنبية حول الامازيغية او داخل شعبة الدراسات الامازيغية لا تقل أهمية عن الأبحاث التي تنتج باللغة الامازيغية، لأنها خلقت تراكم جد مهم، لكنه حان الوقت لانتاح ابحاث باللغة الامازيغية ليستحضر الطلبة مكتساباتهم ويعملون على توظيفها في ابحاثهم الاكاديمية”.
بينما استهل الطالب سفيان الدراز تصريحه بعبارة “أشكر جريدة العالم الامازيغي التي تتابع عن كثب كل مستجدات الامازيغية، فعلا ناقشت رسالة باللغة الامازيغية بحرف تيفيناغ، ضمن تكوين ماستر الاداب والثقافة الامازيغية بالكلية متعددة التخصصات الناضور، وذلك جاء ثمرة التكوبن الرصين الذي تلقيناه في هذه الكلية على يد اساتذتها الاكفاء منذ ان ضمت تخصص الدراسات الامازيغية سنة 2017، وحفزونا كثيرا للانتاج باللغة الامازيغية، كما اننا استفدنا من تكوين وتوجيه أساتذة الشعب الأخرى كالدراسات الفرنسية والاسبانية، وهؤلاء الاستاذة يقومون بمجهودات جبارة لتقديم ابحاث حول الامازيغية بعدة لغات، وكذا توفير ترجمات للمراجع العالمية للأمازيغية”.
وأضاف “الكتابة بالامازيغية أو بحرف تيفيناغ ليس بجديد في كلية الناظور لأنه هناك أبحاث سلك الاجازة بهذه اللغة، وبحثي هذا كان الأول في الماستر، لكن في القريب ستتم مناقشة رسائل باللغة الامازيغية، وتجربة هذا البحث كانت حتمية لأن الامازيغية لغة رسمية، تدرس في المستوى الابتدائي والجامعي وستكون في المستويين الاعدادي والثانوي في السنوات القادمة، فعلا يصعب كتابة بحث أكاديمي باللغة الامازيغية في غياب المراجع بهذه اللغة، والاضطرار الى الترجمة من مراجع اجنبية، اي على الباحث ان يقوم بمجهود مضاعف، ينضاف الى تحليل اشكالية البحث، ورغم وجود بعض المعاجم اهمها معجم المعهد الملكي للثقافة الامازيغية ومعجم الريفية لحسن بنعقية، لكن المصطلحات التقنية بحاجة للبحث ومزيد من المجهود من قبل المختصين في هذا المجال وفي الأخير اتمنى ان تعمم هذه التجربة على كل الجامعات المغربية وفي كل التخصصات”.