كتبت جريدة نيويورك التايمز في عددها للثالث والعشرين من يناير الماضي حول قضية إيميضر، حيث يعتصم السكان الأمازيغ لما يزيد عن سنتين حول منجم الفضة بإيميضر من أجل حقوق إقتصادية واجتماعية، وورد في الجريدة ذات الوزن العالمي، أن “تلة ترتفع لخمسة الاف قدم في جبال الأطلس، اتخذت موقعا لمعتصم على مدى العامين الماضيين. وزينت المباني الحجرية الصغيرة بلوحات فنية مع الكتابة على الجدران، وكتبت على العديد من الأبواب أقوالا ملهمة لشخصيات عالمية مثل مارتن لوثر كينغ والأم تيريزا. وعلى سد خزان قريب، رسم وجه ناشط محلي، هو الآن في السجن على ما يعتبره السكان المحليين تهم ملفقة.
المكان غير ملائم لحل المشكل لكنه أقيم بهدف الإحتجاج على مصادرة موارد مائية ثمينة من قبل شركة منجمية والتلوث الذي يحدثه نشاط الشركة. ينحدر السكان من جماعة إميضر المجاورة والتي تقطنها 6000 نسمة موزعة على سبع دواوير المحيطة بمنحم للفضة يعد الأكثر إنتاجا على المستوى الإفريقي. وعلى الرغم من أن المنطقة غنية بالفضة لكن الناس هنا يعيشون في فقر مدقع وربما يعدون من أفقر الناس المغرب.
يعبر سكان إيمضر عن استيائهم بخصوص المنجم قائلين أن المنشأة لم تقدم لهم شيئا سوى التلوث. ولذلك قرر البعض، منذ سنتين الولوج إلى قمة الجبل لعرقلة تزويد المنجم بالماء حيث تم احتلال المكان و مواجهة شركة التي يمتلك عاهل المغرب الجزء الأوفر من أسهمها.وفي سياق الحديث عن الأسباب التي أدت إلى هذا الوضع، يقول ابراهيم أوداود، 30 سنة و هو أحد قائدي الإحتجاج : “كنا مستعدين للحوار لكن لا أحد يبالي بنا ولذلك قمنا بإقفال صنبور الماء. إنهم يأخذون الثروة و يتركون لنا النفايات”.
خلال هذه الأيام، يبدو جبل ألبان هادئة نسبيا حيث تأتي النساء للطبخ يوميا في الأكواخ الحجرية الصغيرة و للمشاركة في الإجتماعات الدورية التي يعقدها المحتجون.وتقول مينة أوزين، 40 سنة: “نحن هنا منذ سنتين و نصف و لا أحد أتى للإستماع إلى مطالبنا. لقد صوت بنعم على الدستور الجديد لأنني كنت آمل في التغيير و إقامة العدل و المساواة. لكن نحن هنا متساوون في الفقر فقط”.
لما أدت الثورات سنة 2011 إلى إزاحة الديكتاتوريات في مصر و تونس، استطاع ملك المغرب محمد السادس أن يوقف الإحتجاجات باقتراح إصلاحات دستورية تضمن سلطات أوسع للحكومة المنتخبة و حريات أكبر للشعب المغربي. لكن لا شيء من ذلك انعكس إيجابا على سكان إيمضر.و يعتقد البعض أن الصراع في إيمضر يكتسي طابعا إيديولوجيا. في حين يعتبر آخرون أن الأمر لا يتعلق بمجرد أناس عاديين يثورون على أوضاعهم المـأساوية لأن المشكلة أكبر ومرتبطة بالمنافسة بين الشركات المنجمية على المستوى العالمي.
انطلقت عملية احتلال الجبل في صيف 2011 بعدما رفضت طلبات للعمل الموسمي قدمها شباب عاطلون، وذلك ما دفع السكان، بما فيهم من يتوفرون على وظائف أن يتضامنوا مع رفاقهم، وينخرطوا في عرقلة القدرات الإنتاجية للمنجم. ومن المطالب الرئيسية التي تقدم بها المحتجون أن يتم تخصيص نسبة 75% لتوظيف عمال المنجم من بين سكان الجماعة.
رابط المقال في نيويورك تايمز: