عبر الطوارق عن عزمهم على إظهار أنهم ينشرون قيمة التسامح ويكافحون التطرف.
اختتم ملتقى دام يومين أعماله يوم السبت 8 فبراير في نواكشوط، حيث كان الهدف من تنظيمه التعريف بالدور المحوري الذي يمكن أن تلعبه الثقافة التقليدية في تقديم الوجه الحقيقي لشعب الطوارق بعيدا عن أخبار الإرهاب والتطرف التي ظهرت في شمال مالي خلال السنوات الاخيرة.
يقول آتاي آغ محمد، الذي قدم نفسه باعتباره شاب من الطوارق يعمل على نشر حقوق النساء، إن الهدف من هذا النشاط الذي يعد الاول من نوعه هو “تنمية وترقية ثقافة الطوارق من أجل التعبير عن انفتاح الهوية الطوارقية على العالم وخاصة في موريتانيا التي تتقاطع مع شعبها في الكثير من القيم“.
وقال أغ محمد في حديث لمغاربية إن “هذا النشاط سيظهر للعالم إصرار الطوارق على إظهار موقفهم الرافض لثقافة التطرف والإرهاب المنتشرة في منطقة الساحل، خاصة في إقليم ازواد الذي يعيش فيه غالبية الطوارق“.
وأضاف قائلا “”فنحن لدينا ثقافة منفتحة على العالم ونحب السلام والأمن والاستقرار، وثقافتنا قادرة على القيام بدور كبير في تقديم قيمنا الحقيقية في التسامح والانفتاح اكثر من الدور الذي يمكن ان تلعبه السياسة“.
واختتم حديثه قائلا مناشدا الجميع “بإقرار أن الطوارق، رغم ارتباطهم بخصوصيتهم، فإنهم كذلك يعربون عن رفضهم لجميع أشكال التطرف ويشجعون حرية المرأة ويهتمون بالفنون الثقافية بمختلف انواعها“.
المرأة الطوارقية التى كان لها دور بارز في هذا النشاط الثقافي عبرت هي الأخرى عن دورها في توجيه الشباب.
في هذا السياق تقول متو والت محمد المتحدثة باسم رابطة الحرفيات التقليديات الطوارقيات “هذا يعكس تعلقنا بقيم السلام ورفضنا للانحراف بمختلف انواعه كالإرهاب وتهريب المخدرات“.
وقالت أيضا في لقاء مع مغاربية “نحن كنساء ناشطات في العمل الثقافي نسعى إلى تحقيق هذه الأهداف، لكننا نحتاج دائما إلى يد العون من قبل العالم لكي نتمكن من ذلك“.
وفي إطار حديثها عن دور المرأة الطوارقية في مواجهة الارهاب، تقول متو والت محمد “لقد سعت المرأة في مجتمع الطوارق إلى توجيه الأبناء إلى قيم التسامح ونشر السلام. ونسعى إلى انتشال من يسقط من أبنائنا في براثن التطرف والإرهاب. كما نسعى إلى خلق جيل بعيد عن تأثيرات الواقع السيئ لمن سقطوا في فخ الارهاب في أزواد“
من جهته قال أحد المشاركين الشباب يدعى محمد آغ محمد في لقاء مع مغاربية إنه يدرك أن غياب الانشطة الثقافية وضعف مستوى التعليم في أزواد يعتبران “من بين أكبر الأسباب التي تقف خلف انحراف الشباب والتحاقهم بالقاعدة وعصابات التهريب“.
وأضاف قائلا “لو كان هناك تعليماً جيداً وأنشطة ثقافية لما وجد الشباب فرصة للانحراف“.
وأردف الشاب الطوارقي قائلا “لقد استغلت المجموعات المتشددة عدداً من العوامل التي تواجه شعب الطوارق مثل غياب الوعي الثقافي وانتشار الجهل وسيطرة ثقافة الاسلام المحافظ وقامت بنشر ثقافتها. فلو كان المجتمع يدرك خطورة هذه المجموعات لما تعامل معها منذ البداية“.
تابع حديثه قائلا إن مثل هذه المبادرات الثقافية التي تتبناها مجموعة من نساء الطوارق تعد بداية جيدة.
واختتم محمد أغ محمد حديثه بالقول “وستتواصل هذه المبادرات وتتطور في العديد من دول الجوار لكي تظهر للعالم دور ثقافة المرأة الطوارقية في نشر قيم الانفتاح والسلام والتسامح والتنوع“.
عن مغاربية