إسلاميون مغاربة لا يترددون بمناسبة أو بدونها في الهجوم على الحركة الأمازيغية والأمازيغية وحرف كتابتها تيفيناغ، موظفين الدين تارة، ودفاعا عن العروبة والعربية تارة أخرى، وأحيانا يستعملون كل ما تجود به قواميسهم من ألفاظ السب والشتم والتخوين، ننقل لكم بعض أشهر خرجات هؤلاء التي أثارت احتجاجا واستنكارا واسعين، خاصة وأن عدد من هؤلاء يتواجدون في مواقع وزارية.
تيفيناغ الشينوية:
في تجمع خطابي أثناء الحملة الإنتخابية لحزب العدالة والتنمية البرلمانية سنة 2011، شن رئيس الحكومة الحالي هجوما حادا على حرف كتابة الأمازيغية تيفيناغ جمع ما بين التهكم والسخرية والعداء، حيث قال في مهرجان خطابي أمام المئات من أعضاء حزبه “سنتحدث عن أي أمازيغية يريدون هل الأمازيغية المكتوبة بتلك الحروف مثل الشينوية، أم هذه الأمازيغية مشيرا إلى لافتة عليها كتابة بالأمازيغية بالحروف العربية، قبل أن يتلوها بسخرية، ويقول “إذا أتوا بتلك الحروف التي قالوا تيفيناغ وإذا قرأها السيد باها أو بلولوز وهما أمازيغيين والله سأقدم استقالتي من هذا الحزب”، قبل أن يدعوا كل الحاضرين إلى ترديد ما كتب على لافتة بالأمازيغية وبالحروف العربية، ويقول بعدها “هذه هي الأمازيغية وأما الأمازيغية الأخرى فالله أعلم ماذا يريد أصحابها، ولكن هذا الشعب المغربي، حين تمارس الألاعيب معه سيغلبك”، وأضاف بنكيران “أول إمتحان أمام هؤلاء (الحركة الأمازيغية) سيكون هو بأي حرف سنكتب الأمازيغية، ومن يقبل كتابتها بالعربية فمعناه يريد المعقول والخير للأمازيغية، وإذا قبلوا كتابتها بحروف أخرى فهم يريدون فقط التشويش على العربية“.
خرجة بنكيران تلك أثارت احتجاجات عارمة وسخطا واسعا، ما دفعه للتراجع وتقديم إعتذار غير مباشر بعد أن ووجه بالنقد حتى من لدن أعضاء من حزبه نفسه.
الأمازيغ يسعون لتكرار سيناريوا الهوتو والتودسي:
في محاضرة له بعنوان “عناصر الوحدة الإسلامية” ألقاها أمام عدد من أفراد الجالية المغربية المقيمة في قطر يوم الجمعة فاتح مارس 2013، شن الزعيم السابق لحركة التوحيد والإصلاح أحمد الريسوني هجوما على الحركة الأمازيغية بالمغرب، محذرا من سيناريوا الهوتوا والتودسي بالمغرب، حيث قال “هناك ناس أخذوا على عاتقهم فكرة الأمازيغية لطرد العروبة والإسلام، وأعتقد أن غالبية الأمازيغ ليس لهم علاقة بذلك، ولكن المشكل في النزعة الأمازيغية أنها تزداد، وهناك أناس يريدون أن يصلوا بنا إلى سيناريوا الهوتو والتودسي حيث قتل مليون شخص.
الريسوني تراجع فيما بعد ونشر مقالا بعدد من وسائل الإعلام لاحقا اعتبر فيه أن من يقف ضد الأمازيغية، فإنما يقف ضد آية من آيات الله وضد نعمة من نعمه، مثلما أن من يؤيدها فإنما يحتفي بآية من آيات الله ويعظمها.، محتكما إلى الآية:{وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِين} .سورة الروم الآية 22.
الأمازيغ العرق المعين البخيل:
أبوزيد الإدريسي الداعية المغربي والنائب البرلماني عن حزب العدالة والتنمية الحاكم في محاضرة له بالمملكة العربية السعودية، نقلتها قناة الرسالة الفضائية، أطلق نكتة تربط الأمازيغ بالبخل، وظهر الإدريسِي في مقطعِ الفيديو وهو يقول “بالمغرب عندنا تجار معروفون بنوع من البخل، وهم من عرق معين، لن أسميه حتى لا أتهم بالعنصرية في المغرب”، وأضاف أن “أحدهم من حرصه على المال، والخوف من سرقته، وضع مرآة في قعر درج النقود، حتى إذا فتحه تأكد أنه هو، وليس غيره”، قبل أن يخلص إلى أن هذه النكتة “تخرق مفهوما بديهيا، مفاده أن الهوية تطابق شعوريا الذات، وأن الإنسان متوحد مع هويته الفردية والجماعية أيضا“.
البرلماني عن حزب العدالة والتنمية أثار احتجاجات واستنكارا واسع النطاق، خاصة وأن نكتته تحيل على عقود العنصرية ضد الأمازيغ، ولم يسجل أن اعتذر أبو زيد للأمازيغ، بل على العكس حاول حزب العدالة والتنمية والجمعيات التابعة له تنظيم أنشطة لتكريمه والدفاع عنه، حيث توالت خرجاته فيما بعد، متهما الأمازيغ الغاضبين والمحتجين على سخريته منهم بأنهم عملاء للصهاينة.
أزول بالأمازيغية كفر، والأمازيغ مرتبطين بالصليبيين واليهود:
انتشر في نهاية شهر مارس الحالي فيديوا للداعية والشيخ المغربي محمد زحل إعتبر فيه من على منبر المسجد قول أزول (السلام بالأمازيغية)، كفرا وقال أن من يستبدل السلام عليكم بالعربية كافر، حيث قال ” من كان يستبدل تحية الإسلام فهو كاره لدين الله وغير محب له ولرسوله وهي تحية أهل الجنة، وإياكم أن تغلوا وأن تطرفوا في الأمازيغية”، وأضاف وجل الذين يرفعون الراية الأمازيغية همهم الطعن في الإسلام وضربه، وكلهم لديهم إرتباطات بالصليبيين واليهود”.
تعليم الأمازيغية للتكلم مع القردة:
في نهاية سنة 2011 انتشر فيديوا للحسن الداودي الوزير الحالي للتعليم العالي وعضو حزب العدالة والتنمية حذر فيه من تدريس اللغة الأمازيغية نقلا عمن اعتبره مواطنا اتصل به حيث قال “حذاري أن يضعوا أبناءهم في المدارس الأمريكية ثم يعلموننا الأمازيغية لنتكلم بها مع القرود”.
نفس الوزير عاد في نهاية سنة 2012 وفي ندوة داخل مجلس المستشارين حول القانون التنظيمي للأمازيغية ليعبر عن “قلقه من توحيد اللغة الأمازيغية وانزعاجه من عدم تدريس “لهجة أزيلال” أو “واويزغت” التي يتكلمها أهل منطقته، كما قال بأنه يشعر بكونه في وضعية “الأميّ” في الأمازيغية الجديدة التي ليست لها علاقة باللغة المنطوقة في مسقط رأسه، متحدثا عن اللغة المعيارية، كما قال أن حرف التيفيناغ لا يمكن قراءته ولا فهمه وأنه وجب إعادة النظر في حرف كتابة الأمازيغية.
السنة الأمازيغية إحياء للنعرات الجاهلية:
بعد أن بادر الشيخ السلفي أبو حفص بتهنئة من اعتبرهم “أخواله الأمازيغ” بحلول السنة الأمازيغية الفارطة، على حائطه في الفيسبوك حيث قال:” تحية عطرة لأخوالي الأمازيغ بمناسبة السنة الجديدة (أسكاس أمباركي إي كولو إيمازيغن نالدونيت تانميرت فلاون)، رد عليه الشيخ السلفي المعروف حسن الكتاني معتبرا تخليد السنة الأمازيغية “إحياء للنعرات الجاهلية، وإحداثا لعيد لا يعرفه المسلمون، بل جاء الإسلام بإبطاله، وهي دعوات علمانية هدفها الحرب على الإسلام“.
الأمازيغ أحفاد الفرس المجوسي الرافضي الخبيث:
أعلن الشيخ عمر الحدوشي أحد الشيوخ المفرج عنهم ضمن ما يعرف بـ”السلفية الجهادية” عن كامل دعمه المطلق للشيخ حسن الكتاني، الذي أصدر بيانا يدعو فيه جميع عقلاء المغرب إلى “تحمل مسؤولياتهم إزاء الخطاب القوميّ المتطرّف” الذي قال أن بعض التيّارات الأمازيغية تتبناه في مواجهة الجماعات الإسلامية مؤخرا بالمغرب خاصة بالجامعات.
عمر الحدوشي في سياق ثنائه على الشيخ الكتاني وصف هذا الأخير بـ”القرش الكبير في بحره”، ووصف غيره ممن يتهدده من الأمازيغ المزعومين بالتصفية الجسدية بـ”الأسماك الصغيرة في بحر غيرها” و “عملاء الغرب المحلّيين الذين رضعوا لبنا فاسدا” المصابين بـ”الإيدز الثقافي و التسمم المعلوماتي و الإسهال لفكري و الهزة الفكرية و النكسة العقلية” واصفا مفاهيمهم بـ”المتجانسة الاستعمارية الدكتاتورية الافتعالية” مستحضرا ضمن بيان تضامنه واقعة تهديد مماثلة تعرض لها عبر الهاتف ممن وصفه بـ”جعسوس شبدع من أحفاد الفرس المجوسي الرافضي الخبيث”، مسترسلا في وصف مُهددي الكتاني: ” هؤلاء أصابتهم رائحة صهيونية مجوسية، فأخروا أنفسهم وقد قدمهم الله، وإلههم حصيلة أرجاس ومفاسد وخبائث ومهالك ومنكرات وقبائح، وأوزار، وأوضار، وأضرار، لهم كلام مغسول من البلاغة، حاشا البلاعة، وعاري عن الفصاحة والنصاعة، غرس فيهم اليهود غرساً، لا يقلع إلا بخروج الدجال، ظهر مكياج فكرهم بمثل هذه التهديدات، وانكشفت عورتهم بمثل هذه المخاصمات، والأغلوطات البربرية، والنظريات المغولية، أنا ريفي ابن ريفي لا يشرفني أن أنتمي إلى من يطعن في دين الله، وإلى من يهدد حراس دين الله في الأرض، فلولاهم لخطبت الزنادقة على المنابر”.