نساء المغرب الأمازيغيات المحملات بتراثهن وتقاليدهن، ينتقلن إلى باريس، من خلال معرض تنظمه مؤسسة «بيار بارجيه-إيف سان لوران» في باريس، منذ منتصف شهر مارس الماضي، ويستمر لغاية 20 يوليو المقبل، تحت عنوان «نساء المغرب الأمازيغيات»، والذي يحتفي بالإرث الثقافي والفني الأمازيغي للمغرب ويعطي الموعد لاكتشاف دور المرأة الأمازيغية في المحافظة عليه طيلة قرون من الزمن لضمان تواصله واستمراريته بين الأجيال في زمن صار التطور والتغير من سماته الأساسية.
حضور ثقافي
ويدخل هذا المعرض الذي جاء تحت رعاية العاهل المغربي، الملك محمد السادس، في إطار السياسة التي تنتهجها المملكة المغربية، خلال السنوات الأخيرة والمتمثلة في تصدير ثقافتها للخارج، وخاصة إلى أوروبا والتعريف بتراثها وتقاليدها، من خلال نشاطات ثقافية وفنية متنوعة تسجل حضوراً ثقافياً في الساحة الدولية، وتعطي فرصة للجمهور الغربي والأوروبي للتعريف بمقومات المغرب الثقافية، والسماح له بتقاسم إرثه بمختلف وجوهه، وهو في عقر دياره، فيكون بذلك تحفيزاً له على دق أبواب المملكة يوماً.
ويعكس هذا المعرض كذلك عشق، وتأثر الفرنسيان المشهوران، رجل الأعمال بيار بارجيه، وشريكه مصمم الأزياء الشهير إيف سان لوران، بالثقافة المغربية، منذ زيارتهما الأولى للمغرب عام 1966، حيث بدآ في اقتناء مجموعات تعكس التراث الثقافي والفني المتنوع في المغرب.
وجوه نسوية
وجاء هذا المعرض الثري غنياً بالصور والمخطوطات والتعابير، التي حملت بين رفوفها وأروقتها، وجوها وتعابير وابتسامات نسوية من مختلف المدن والطبقات الاجتماعية في المغرب حملت بين ثناياها جزءاً من الهوية الأمازيغية المغربية، وأعطت الكلمة للنساء اللواتي حملن هذا التراث، وحافظن عليه لغاية اليوم خاصة في المناطق الداخلية والريفية.
ويحاول معرض «نساء المغرب الأمازيغيات» الغوص في رحلة الإرث الثقافي الأمازيغي عبر مواضيع رئيسة، توزعت بين بورتريه حول المرأة الأمازيغية المغربية، ودورها عبر العصور التاريخية، حيث كانت تتمتع بحرية واسعة ،وتحظى بمكانة مشرفة في المجتمع المغربي، لنعرج في الموضوع الثاني على مهاراتها في صناعة الحلي والحرف اليدوية، ونختتم مسيرتنا في المعرض حول صور من أزياء المرأة المغربية الأمازيغية، التي لا تزال تحافظ على لمسة تراثية بين ألوانها وأشكالها.
مجموعات
تتحدر المجموعات الخاصة بمعرض «نساء المغرب الأمازيغيات» من المتحف الأمازيغي لحديقة «ماجوريل» بمراكش (جنوب وسط المغرب)، ومتحف «كي برولي» وسط العاصمة الفرنسية باريس، ومتحف «بارغوان» لكليرمون- فيرون (جنوب شرق فرنسا)، وكذلك من مجموعات خاصة لأشخاص، يهتمون بالتراث الأمازيغي في المغرب.
المصدر: شبكة أندلس الإخبارية-أ ف ب