تألق السينما والبحر في مهرجان دولي وازن بميراللفت

طوال أربعة أيام تابع المشاركين وضيوف المهرجان الدولي للسينما والبحر الذين قدموا من مختلف مناطق المغرب ومن بلدان خارج المغرب، إلى جانب ساكنة ميراللفت سيدي إفني الدورة الثانية للمهرجان، التي تميزت إلى جانب عروض الأفلام السينمائية من دول مختلفة بورشات تكوينية في عدة مجالات وندوات فكرية وثقافية، إلى جانب أنشطة ترفيهية وسياحية، وقد نظمت جمعية تودرت بميراللفت الدورة الثانية للمهرجان الدولي للسينما والبحر الذي أسندت إدارته العامة للمخرج يوبا أوبركا، وإدارته الشرفية للفاعلة والإعلامية الأمازيغية أمينة إبن الشيخ، من يوم الأربعاء 04 يونيو إلى يوم السبت 07 يونيو 2014 بميراللفت وشاطئ سيدي محمد أوعبدالله.

حفل الإفتتاح

افتتحت الدورة الثانية للمهرجان الدولي للسينما والبحر يوم الأربعاء 04 يونيو 2014 على الساعة السابعة مساء في منطقة الشيخ سيدي محمد بن عبد الله في ميراللفت، بحفل فني تضمن فقرات لأحواش، ولفرقة سوس للإيقاعات العالمية، إلى جانب عرض للفنان سعيد إزم، تابعها الضيوف والمشاركين إلى جانب عامل إقليم سيدي إفني الذي حضر حفل الإفتتاح رفقة رئيس الجماعة القروية لميراللفت وعدد من الشخصيات المدنية والسياسية ومسؤولي السلطة المحلية بميراللفت وإقليم سيدي إفني.

وتولى المنشط الإعلامي عبد الله كويتا تقديم فقرات المهرجان قبل أن يتناول الكلمة رئيس جمعية تودرت بميراللفت السيد سعيد أوبريك، الذي رحب بضيوف المهرجان كما وجه التحية لكافة المساهمين ماديا ومعنويا في تنظيم الدورة الثانية لمهرجان السينما والبحر.

ومن جانبه أكد يوبا أوبركا مدير المهرجان الدولي للسينما والبحر على تقديره لمجهودات ودعم الجماعة القروية لميراللفت وعمالة إقليم سيدي إفني والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، كما رحب بحرارة بضيوف المهرجان.

أما رئيس المجلس القروي لميراللفت السيد “أحمد بواكو” فقد عبر عن سعادته بإحتضان ميراللفت للدورة الثانية من المهرجان الدولي لليسنما والبحر، مشيدا بالدور الذي يلعبه هذا الملتقى السينمائي في إشعاع المنطقة وتعزيز مكانتها ضمن المراكز الثقافية والسياحية المغربية، كما نوه بإدارة المهرجان والجمعية المنظمة.

وقد تناول الكلمة كذلك رئيس لجنة التحكيم “إدريس شويكة”، وتلته السيدة أمينة بن الشيخ المديرة الشرفية للمهرجان التي عبرت عن سعادتها بالحضور في الدورة الثانية من المهرجان الدولي للسينما والبحر، ورحبت بضيوف المهرجان كما حيت إدارة المهرجان والجمعية المنظمة، وكل من ساهم من قريب أو بعيد في تنظيم المهرجان ماديا ومعنويا. بدوره تناول الكلمة رئيس لجنة التحكيم الدورة الأولى من المهرجان المخرج المغربي “داوود أولاد السيد”.

وبعد تكريم الفاعل الجمعوي القدير وابن المنطقة السيد “محمد كركار”، وتتمة عرض فرقة سوس للإيقاعات العالمية، وعواد ميراللفت، تم تكريم الممثلة الأمازيغية القديرة السعدية أباعقيل التي أدت أدوارا في أزيد من مائة عمل تراوحت بين المسرح وأفلام الفيديوا والأفلام التلفزية، ليختتم حفل الإفتتاح بعد عرض فيلم “سليمان” للمخرج المغربي محمد البدوي.

اليوم الثاني

المشاركين وضيوف مهرجان السينما والبحر خصصت لهم إدارة الدورة الثانية ورشات تكوينية في عدة مجالات، ففي اليوم الثاني للمهرجان الموافق للخميس 05 يونيو وعلى الساعة العاشرة صباحا بدار الشباب ميراللفت، تم تنظيمورشة تكونية حول “الإبداعات الصوتية” نشطها الخبير عبد اللطيف حاما.

وبالموازاة تم تنظيم ورشة تكوينية حول “التصوير الفوتوغرافي” بتأطير من جمعية يونك فوتوغرافيبالثانوية التأهيلية يوسف ابن تاشفين.

هذا إلى جانبورشة تكوينة حول “إنشاء وتنشيط نادي سنيمائي بالمؤسسة” خاصة بالأطر المدرسية من تأطير الناقد السنيمائي عمر ايت المختار.

مساء وعلى الساعة الثالثة زوالا بدار الشباب ميراللفت تم تنظيم ندوة حول “الجهوية بالمغرب وسؤال الثقافة”، سير أشغالها الصحافي والناشط الجمعوي الأمازيغي ساعيد الفرواح، وشهدت مداخلة للسيدة أمينة ابن الشيخ مديرة جريدة العالم الأمازيغي ورئيسة التجمع العالمي الأمازيغي بالمغرب، وتميزت بحضور مهتمين وفاعلين مدنيين وسينمائيين.

الندوة كانت مفتوحة وركزت فيها تدخلات الحاضرين على العلاقة بين الجهوية والثقافة والتنمية، وسلط فيها الضوء على إشكالية ونواقص الجمهوية بالمغرب خاصة المرتبطة بتقسيم المجال الجغرافي المغربي، ومدى أخذ التكامل الثقافي واللغوي بعين الإعتبار في التقسيم الجهوي إلى جانب التكامل الإقتصادي، وسبل تحقيق أهداف الجهوية المتعلقة في جوهرها بالتنمية والثقافة.

كما ركز المتدخلون في ذات الندوة على ضرورة الربط بين ورش الجهوية وورش تعزيز والاعتراف بالتعدد اللغوي والثقافي بالمغرب والتنمية، وعدم فصل هذا عن ذاك على اعتبار أن أي جهوية لا تأخذ بعين الإعتبار مختلف الأبعاد اللغوية والثقافية والإقتصادية في تقسيمها للمجال لن يكون نصيبها النجاح، مع ما يعنيه ذلك من تأجيل للتنمية وفشل مخططاتها.

وعلى الساعة الثامنة مساء بشاطئ سيدي محمد ابن عبدالله انطلقت المسابقة الرسمية للمهرجان الخاصة بالفيلم القصير، وتم عرض أفلام قصيرة من الدول المشاركة وهي سويسرا، وفرنسا، وإيران، وإيطاليا، وإستونيا، والمغرب، وكلها شاركت بأفلام في المسابقة الرسمية، كما شهد نفس اليوم عرض أفلام سينمائية خارج المسابقة.

اليوم الثالث

يوم الجمعة 06 يونيو شهد ابتداء من الساعة العاشرة صباحا تنظيم ورشتين تكوينيتين، همت الأولى موضوع “تقنيات الإخراج السينمائي” وكانت من تأطير المخرج المغربي المعروف داوود أولاد السيد بفضاء دار الشباب ميراللفت.

أما الورشة الثانية فنظمت بمدرسة عمر الخيام وكانت حول “المبادئ السنيمائية” ووجهت لأطفال المدرسة وقامت بتنشيط فقراتها الفنانة البرتغالية كسيلدة إسبندولا.

وبعد الزوال ابتداء من الساعة الثالثة مساء وبدار شاطئ سيدي محمد ابن عبدالله كان موعد ضيوف المهرجان الدولي للسينما والبحر في دورته الثانية مع  ندوة وطنية حول موضوع “السينما و البحر، السعادة والألم”، وكانت من تأطير الأستاذ والناقد السينمائي عادل السمار، كما تلي فيها عرض خاص بالندوة للأستاذ الجامعي في السيوسيولوجيا الميلودي شغموم.

هذا وقد تناول مؤطري الندوة عدة مواضيع خاصة موضوع البحر كتيمة سينمائية ومدى حضوره في الإنتاجات والأعمال السينمائية المغربية، كما سئلت السينما المغربية عن زاوية تناولها للبحر كموضوع، وتم توجيه النقد لتركيز غالبية الأعمال على ربط البحر بالهجرة السرية، على الرغم من حداثة هذه الظاهرة ونظرا لكون الثقافة البحرية عميقة وحاضرة في سواحل المغرب بشكل متجذر قبل ظاهرة الهجرة السرية.

 وقد تناول الكلمة في الندوة كذلك مدير المهرجان الدولي للسينما والبحر يوبا أوبركا الذي أوضح أن اختيار عنوان السينما والبحر للمهرجان لم يكن اعتباطيا، على اعتبار كون منطقة ميراللفت تحضر فيها ثقافة بحرية من خلال عادات وتقاليد ساكنة المنطقة التي تجمعها علاقة روحية ومادية بالبحر، كما اعتبر أن تيمتي السعادة والألم مرادفة للبحر في لاوعي  ساكنة المنطقة، إذ أن البحر مبعث سعادة كمصدر للرزق والمتعة، ولكنه كذلك مبعث للألم والتعاسة نظرا لارتباطه أحيانا بفقدان الأهالي لأفراد عائلاتهم بسبب تقلباته.

على الساعة الثامنة مساء عاد ضيوف المهرجان الدولي للسينما والبحر في دورته الثانية إلى شاطئ سيدي محمد ابن عبدالله حيث تابعوا المسابقة الرسمية للمهرجان الخاصة بالفيلم القصير، وتتبعوا إلى جانب ساكنة ميراللفت عروضا سينمائية متعددة سواء تلك التي تنافس على جائزة المهرجان أو التي تعرض خارج مسابقة المهرجان.

اليوم الرابع

يوم السبت 07 يونيو وابتداء من الساعة التاسعة صباحا نظمت إدارة المهرجان الدولي للسينما والبحر وجمعية تودرت بميراللفت زيارة لضيوف المهرجان في دورته الثانية لأهم المناطق السياحية بالإقليم، وشملت القاعدة العسكرية الفرنسية التي بنيت في ثلاثينيات القرن الماضي على فوق يطل على ميراللفت، وكذا شاطئ الكزيرة، وهي الزيارة التي نالت استحسان وإشادة المشاركين والضيوف، الذين تنقلوا بعد الغداء وعلى الساعة الثالثة زوالا إلى شاطئ سيدي محمد ابن عبدالله حيث نظمت لهم فسحة خاصة بتلقين المبادئ الأولية لرياضة ركوب الموج والصيد بالقصبة، وهي الفسحة التي دامت لحوالي ثلاث ساعات.

وبالموازاة شهد مركز التكوين المهني لميراللفت  تنظيم ورشة تكوينية حول  تسيير وإنشاء المقاولة  من تأطير رئيسة الجمعية المغربية للنساء المقاولات فرع جهة سوس ماسة درعة، إلى جانب ورشة تكوينية حول “تقنيات كتابة السيناريو” من تأطير الفنان عبد الله المناني.

حفل الإختتام

توافد ضيوف المهرجان الدولي للسينما والبحر إلى جانب ساكنة ميراللفت وشخصيات مدنية وسياسية ومسؤولي السلطة المحلية على المنصة الرسمية للمهرجان بشاطئ سيدي محمد ابن عبدالله يوم السبت 07 يونيو إبتداء من الساعة السابعة مساء، ليتابعوا فقرات حفل اختتام المهرجان في دورته الثانية، والذي تضمن عروضا موسيقية لأحواش ميراللفت، وللمجموعة الغنائية المعروفة راس الدرب.

كما شهد حفل الإختتام تكريم الفنانة المغربية المعروفة نعيمة إلياس التي شاركت في أعمال سينمائية ومسرحية وتلفزية متعددة، وقد عبرت في كلمتها بالمناسبة عن تأثرها بالأجواء الرائعة للمهرجان ولمدينة ميراللفت، وطالبت من الجميع اعتبارها سفيرة لميراللفت كما عبرت عن استعدادها للعمل على زيادة إشعاع المنطقة وتشجيع المهتمين والمواطنين على زيارة منطقة ميراللفت الساحرة، وحييت إدارة المهرجان.

كما قام المهرجان الدولي للسينما والبحر في دورته الثانية بتكريم الشاعرة الأمازيغية المنحدرة من ميراللفت”خديجة أروهال”، التي عبرت في كلمة لها عن شكرها لإدارة المهرجان وسعادتها بالتكريم وسط بلدتها، وتشرفها بالتواجد وسط أبناء منطقها، وكذا سعادتها بتتبع المهرجان الدولي للسينما والبحر الذي اعتبرته عربون الإرادة الصادقة والعمل الجاد والمثمر.

بعد ذلكأعلنت لجنة تحكيم الدورة الثانية للمهرجان الدولي للسينما والبحر التي يرأسها المخرج المغربي إدريس شويكة، إلى جانب المخرجة المغربية  فاطمة بوبكدي، والسوسيولوجي نورالدين الزاهي، والإعلامي مصطفى اللويزي، والسيدة سالي شافتو الكاتبة والناقدة السنيمائية الأمريكية عن أسماء الأعمال السينمائية الفائزة بجوائز المهرجان، حيث حصل الفيلم الإيراني “الطفل ذو العيون الزرقاء” على جائزة المهرجان، كما منحت لجنة تحكيم المهرجان تنويها خاصا للفيلم المغربي “ريكلاج ” للمخرجين إدريس الهندي ورشيد الركراكي، تثمينا للمجهودات الإبداعية المنسجمة والصورة الجمالية الموظفة في الفيلم، فيما عادت جائزة لجنة التحكيم بإجماع جل أعضائها للمخرجة الإستونية إيفا،عن فيلمها “هادئ”، نظرا لجمالية الصورة وعمق المعالجة لعلاقة حب ثلاثية الأطراف، وإدارة الممثلين وأدائهم المقنع.

وبعد تسليم الجوائز والشواهد التقديرية اختتم المهرجان بفقرات فنية موسيقية للفنان الأمازيغي الكبير “عموري امبارك”، الذي واصل متأثرا بالأجواء الساحرة للمنطقة وتجاوب الجمهور أداء مجموعة من أغانيه الرائعة رفقة الفنانة زورا تانيرت والفنان هشام ماسين.

هذا وقد نظمت الدورة الثانية للمهرجان الدولي للسينما والبحر بدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وعمالة إقليم سيدي إفني، والجماعة القروية لميراللفت، والجمعية الثقافية لجهة سوس ماسة درعة، والبنك والشعبي.

لائحة الأفلام المشاركة في المهرجان الدولي للسينما والبحر:

 المسابقة الرسمية

1-« René » de Katia Roessel ,9’23,France .

2-« La dernière photo »de Driss Sawab ,21’45,Maroc

3-« Echo »de Anis Elkohen ,14’26,Maroc.

4-« fisherman’s end »deFouadboutahar ,18’30,Maroc.

5-«Kolm-three”deLiina Tiidoo,15’38,Estonie.

6-«carte postale” de Mahassine El Hachadi ,23’31,Maroc.

7-« le borgne » de Noureddine Mecifi,20’56,Maroc.

8-« Délivrance » de AbdilahZirat ,13’08,Maroc.

9-« réglage » de Driss Gaidi et Hicham Regragui,20’06,Maroc

10-« Ten Dollars » de Said Rabii, 14’51,Maroc.

11-“Bleu eyed boy” de Amir MasoudSoheili ,18’06, Iran.

12-« Ithaca » de AndeaPalamara ,4’01, Italie.

 خارج المسابقة

1-« Nubra » de Jaques Alois Morard ,26’ , Suisse.

2-« My city is dying » de AbderahmaneRais ,16’07 , Maroc.

3-«Surf al amal » de Martin Dupont , 30’, France.

4-« ramad » de Mariam Maria ,12’06 , Maroc.

5-« mémoires anachroniques » de Asmae El Moudir ,21’27 , Maroc.

6-« Eloge de la lenteur » de Pedro Bianchini ,36’08 , Italie.

اقرأ أيضا

المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ينظمان زيارة علمية لأساتذة اللغة الأمازيغية

نظم المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين لجهة الرباط سلا القنيطرة بتنسيق وتعاون مع المعهد الملكي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *