الحليمي يهاجم الأمازيغ وبوعشرين يدافع عنه ويلوح بعمالتهم لإسرائيل وسعيهم للفتنة

في افتتاحيته بجريدة أخبار اليوم عدد الجمعة 25 يوليوز 2014 المعنونة ب”دعوا الفتنة نائمة” هاجم توفيق بوعشرين مدير الجريدة الحركة الأمازيغية، ودافع بقوة عن الحليمي المندوب السامي للتخطيط على خلفية اتهام هذا الأخير من قبل الأمازيغيين بزوير نسبة أمازيغ المغرب في إحصاء سنة 2004، وكذا اعتماده لإستمارة إحصاء تمييزية وعنصرية ضد الأمازيغية والأمازيغ في إحصاء شتنبر المقبل، متجاهلا توصيات المنظمات الدولية ومطالب الحركة الأمازيغية في المغرب.

بوعشرين المعروف بتبنيه لإيديولوجية القومية العربية حسب نشطاء أمازيغ، إذ حتى بعد أن تخلى المخزن نفسه عن أوهام القومية العربية ومصطلحاتها من قبيل أوهام الوطن العربي والمغرب العربي، لا زال بوعشرين حسب هؤلاء النشطاء يستعمل تلك المصطلحات ويروج لتلك الأوهام متجاهلا حتى دستور سنة 2011 وما جاء فيه، رغم أن ذات الصحافي يحاول الظهور بمظهر المدافع عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.

هذا وقد أورد توفيق بوعشرين الرد الهجومي للحليمي المندوب السامي للتخطيط على الأمازيغ حيث قال الحليمي على لسان بوعشرين «إن مطلب تغيير سؤال استمارة الإحصاء ليصبح متعلّقا باللغة الأم هو أخطر مما يظن هؤلاء، لأن ما يريدنا هؤلاء أن نفعله هو أن نقرّر في أصول الناس، ومعرفة من هو أمازيغي ومن هو غير أمازيغي، وهذا أمر لا أخلاقي علميا ومهنيا، وممنوع إطلاقا لأنه يتدخّل في إثنية وأصول الناس».

وأضاف الحليمي أنه بمنطق سؤال اللغة الأم، الذي تطالب به بعض الجمعيات الأمازيغية، «سيكون علينا أن نسأل الناس هل أصلهم يهودي أم إسباني أم عربي أم أمازيغي… وسندخل في أشياء خطيرة». وتساءل الحليمي: «من من المغاربة اليوم يمكنه أن يقول إن أصله أمازيغي صرف أو عربي صرف؟ هناك من يعتبر نفسه عربيا بينما أصله أمازيغي، وهناك من هو عربي الأصل ولا يتحدّث حاليا إلا الأمازيغية ولا يعرف أن أصله عربي… والحالات كثيرة ومعقدة». وشدّد الحليمي أن هذه الأمور لا تهمّ العملية الإحصائية، «لأن المغربي مغربي وكفى»، انتهى كلام الحليمي المنقول لسان بوعشرين قبل أن ببدأ مرافعته في افتتاحيته دفاعا عن الحليمي ضد الأمازيغ حيث قال بوعشرين أن كلام المندوب السامي للتخطيط “عين العقل لعدة أسباب. أولا لأنه ليس من أهداف الإحصاء، أي إحصاء، أن يرسم الخارطة الإثنية في أي بلد، لأن ذلك مستحيل عمليا وعلميا بفعل تداخل الأعراق والإثنيات بالزواج والهجرة والاختلاط والثقافة”.

وثانيا حسب بوعشرين دائما، عملية رسم خطوط تماس فوق الهوية المغربية عملية خطيرة جداً، وقد تشعل نار الفرقة بين المغاربة الذين لم يتخلصوا إلى الآن من بقايا القبيلة والعشيرة والجماعة، وتدفع الذين يبحثون عن رأسمال سياسي في زمن الإفلاس الإيديولوجي إلى اللعب بما سماه بوعشرين “المسألة الأمازيغي”ة في اتجاه إخراجها من الطابع الحقوقي والثقافي إلى طابع سياسي، وربما انفصالي وحتى عنصري.

أما ثالثا، فيقول بوعشرين هل المغاربة اليوم، عرب وأمازيغ ومورسكيون وأفارقة ومسلمون ويهود وغيرهم، مشغولون بالبحث عن أصولهم وفصولهم وكم نسبة لديهم من سكان المغرب، أم مشغولون بالتعليم والشغل والسكن والصحة والديمقراطية وحقوق الإنسان والتنمية والثقافة وبناء مستقبل أفضل لأبنائهم فوق هذه الأرض وليس فوق أرض أخرى”…

 المغرب حسب بوعشرين دائما “مثل طبق سلطة قوته في تنوعه واختلاف أصول ساكنيه ولغاتهم ودياناتهم وثقافاتهم، والذين يريدون أن يحولوا هذا الاختلاف إلى خلاف يلعبون بالنار”.

وأضاف بوعشرين “لقد شهدنا قبل أسابيع كيف أن الجامعات الإسرائيلية مهتمة بالأمازيغية في المغرب، وتدعو ناشطين أمازيغ مغاربة إلى الحديث في مركز موشي دايان عن المسألة الأمازيغية. إنهم يلعبون اللعبة القديمة نفسها التي لعبها الاستعمار الأوروبي.. فرق تسد، وقسم المقسم وجزئ المجزأ، واجعل الضعف منغرسا في نواة الشعوب والبلدان المستهدفة. الفرق بين الأمس واليوم أن الأساليب اختلفت والذكاء تفاوت في استعمال ورقة الملل والنحل لإضعاف الدول والأمم” انتهى كلام بوعشرين.

يشار إلى أن تنظيمات الحركة الأمازيغية اعتبرت استمارة الإحصاء مقدمة لمؤامرة كبرى ضد الأمازيغية، خاصة فيما يتعلق بطرحها لسؤال حول معرفة كتابة وقراءة الأمازيغية بحرف تيفيناغ، ولعل ما يعزز ذلك هو تصريح أحمد الحليمي الذي سيشرف على عملية الإحصاء فيما يشبه زلة غير محسوبة للسان بأن هدف الإستمارة هو معرفة من يكتب الأمازيغية بحرف تيفيناغ وبالحرف العربي والفرنسي، وذلك على الرغم من أن استمارة الإحصاء لم يطرح فيها سؤال حول معرفة الكتابة بالأمازيغية بالحروف العربية والفرنسية وهذا بالتحديد ما سجلت إطارات أمازيغية تخوفها منه واعتبرته مؤامرة نظرا لإمكانية البناء عليه مستقبلا للتراجع عن تيفيناغ كحرف رسمي للأمازيغية، إلى جانب تجاهل الحليمي لإحصاء نسبة الأمازيغ بالمغرب الذين يتكلمون بالأمازيغية أو بالدارجة المغربية أو بلغات أخرى، وما يعزز ما ذهب إليه الأمازيغ هو نتائج إحصاء سنة 2004 الذي أشرف عليه الحليمي وخلص إلى نسبة الأمازيغ بالمغرب هي أقل من تسعة وعشرين بالمائة أي أقل حتى من عدد المتحدثين بالفرنسية بالبلاد.

شاهد أيضاً

أكادير تحتضن الملتقى الأول لتجار المواد الغذائية

تحتضن مدينة أكادير من 24 الى 26 يوليوز الجاري الملتقى الأول لجمعية تمونت لتجار المواد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *