يتجه الإقتتال الدائر في ليبيا نحو حسم عسكري لـ «الثوار الإسلاميين» بعد سيطرتهم على مدينة بنغازي وهزيمتهم لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر الذي سقط العشرات من جنوده قتلى في معارك اليومين الماضيين كما فقدوا واحدا من أهم معسكراتهم.
وأغلقت عدد من الدول سفاراتها وأجلت بعثاتها الدبلوماسية بليبيا كما هددت تونس بإغلاق حدودها مع ليبيا بسبب تزايد تدفق اللاجئين منها، فيما طالب الرئيسان الأميركي ، والفرنسي، والمستشارة الألمانية ، ورئيسا الوزراء الايطالي والبريطاني، بضرورة وقف إطلاق النار فورا بين االأطراف المتنازعة في طرابلس وبدور أكثر أهمية للأمم المتحدة في الأزمة الليبية حسب بيان صدر في برلين على إثر مكالمة هاتفية بين الزعماء الغربيين.
وشهدت العاصمة الليبية طرابلس هدوءاً نسبياً أمس، بعد اتفاق طرفي النزاع (الإسلاميون ومقاتلو الزنتان وأنصارهم) على هدنة للسماح لرجال الإطفاء المحليين، بمحاولة السيطرة على حريق خزانات الوقود التي أصيبت بالقصف قرب مطار طرابلس.
ولم تفلح المناشدات وجهود الوساطة في وقف القتال ببنغازي، حيث أصر «مجلس شورى الثوار» المؤلف من فصائل إسلامية بينها «أنصار الشريعة»، على الحسم في مواجهة قوات «الصاعقة» التابعة للواء خليفة حفتر وإجبارها على الانسحاب من آخر معسكراتها إلى خارج المدينة. واختفى قائد «الصاعقة» العقيد ونيس بوخمادة، الذي أعلنت مصادر «الثوار» أنها اعتقلته، فيما أبلغ «الحياة» مصدر مطلع في بنغازي أن حفتر غادر إلى مصر «لقضاء أيام العيد مع بعض أفراد عائلته الموجودين هناك».
هذا وأعلن محمد الزهاوي، المسؤول الشرعي لـ”أنصار الشريعة”، عبر “راديو التوحيد” التابع للتنظيم في بنغازي: “إن بنغازي إمارة إسلامية من الآن”. وفي المقابل، خرجت مظاهرات في بنغازي مناهضة لـ”أنصار الشريعة”، وتم طرد عناصر هذا التنظيم من مستشفى الجلاء.
يشار إلى أن الدكتور ” ابوبكر بعيرة ” المكلف بإدارة جلسة افتتاح مجلس النواب وجه يوم الأربعاء 30 يوليوز، دعوة لأعضاء مجلس النواب لعقد جلسة عاجلة بمدينة طبرق، على أن تكون يوم السبت القادم الموافق للثاني من شهر غشت. وأوضح الدكتور ” بعيرة ” في تصريح لوكالة الأنباء الليبية أن هذه الدعوة جاءت بعد إلحاح كبير من عدد من أعضاء المجلس النواب، بضرورة عقد جلسة عاجلة لمناقشة الظروف الطارئة والاستثنائية التي يمر بها الوطن، والتي تستدعي إيجاد معالجات سريعة للأزمات التي تمر بها البلاد.
وكالات