تواصل الأغنية التي سميت “ملحمة المغرب المشرق” إثارة استهجان عدد من الفاعلين والإعلاميين المغاربة ورواد المواقع الاجتماعية، وتناولت الانتقادات بحدة مضمون ذات الأغنية إلى جانب مستواها التقني والفني، وكذا التغييب الكلي لأي إشارة للثقافة الأمازيغية رغم أن “الملحمة” أدخلت ضمن إطار الأغاني الوطنية وجاءت في ظل اعتراف دستوري بالأمازيغية كلغة رسمية للبلاد.
يوبا أوبركا الفاعل الأمازيغي وصف ذات الأغنية بملحمة العار والعنصرية، وأضاف في تصريح لأمدال بريس أن “هذا أقل ما يمكن أن أصف به هذه الأغنية الفقيرة، وهي تؤكد سياسة التمييز والعنصرية التي تطبع جل الأعمال ذات الصبغة الرسمية والوطنية، فكيف يعقل غياب الفنان الأمازيغي وحضور كمشة من المبدعين لا يمثلون المغاربة طبعا، ولماذا تستمر هذه الأعمال العنصرية، وإقصاء مكونات الأمازيغ لغة وثقافة ومبدعين”.
وتساءل ذات المتحدث “كيف يمكن أن أصف هذا العمل بملحمة المغرب، أنا شخصيا لا يمثلني لأن الشعب الأمازيغي غائب ومنسي، وكيف يعقل أن يسمى وطنيا بدون كلمة واحدة بالأمازيغية ولا فنان أمازيغي واحد، أعتقد أن الملكية وحب الملك باتت في ملكية العرب والناطقين بالعربية بالمغرب، بالرغم أن جل الأغاني الأمازيغية “أيام الحسن الثاني” تشييد بالملك والعرش العلوي وبكل اعتزاز وعن قناعات وبدون أي هدف مادي، عكس هؤلاء المتملقين الدين ينبحون فقط من أجل التقرب والكريمات وامتيازات وتعلاق الأوسمة”.
وواصل يوبا أوبركا “فرق كبير أن تضحي وتغني من أجل الوطن، وأن تغني من أجل الكريما وجوج دريال وهنا الفرق بيننا وبينهم، وما علينا إلا استنكار هذه المهزلة شكلا ولا مضمونا، ومن ناحية أخرى فعلينا أن نسأل هل الأغنية موجهة للمغاربة أم لشعب أخر، لأن ما قدمه الكليب بعيد كل البعد عن الواقع المعيشي اليومي للمغاربة والمغاربة، أما من الناحية الفنية والتقنية فلا أرى أي مجهود يستحق التنويه أو أي تصور فني واضح، كل ما هناك مونطاج عادي لمجموعة من الصور والفيديوهات المأخوذة من الأرشيف ومن أعمال وثائقية سابقة أقحمت في الكليب، إضافة لبعض صور مبعثرة بشكل سمج.
وبعيدا عن الشكل والمضمون يقول أوبركا “أعتقد أن مثل هده الأعمال تسيئ لسمعة البلد وتضرب عرض الحائط مكتسباتنا في مجال الديمقراطية وحقوق الإنسان وتعود بنا لزمن مضى، لأن الإبداع قهرا أو طمعا وجهان لعملة واحدة، وأعتقد أن الملكية في المغرب ليست في حاجة لهذه الأعمال العنصرية والتافهة التي تسيء إليها أكثر مما تخدمها”.
يشار إلى أن الأغنية الملحمة شارك في أدائها خمسة عشرة فنانا ومغنيا مغربيا وكانت من إعداد الكويتي مصعب العنزي، الذي صرح لوسائل الإعلام أنه طرح فكرتها على الامير مولاي إسماعيل وأعطاه الضوء الأخضر لإنجازاها بمناسبة الذكرى الخامسة عشرة لعيد العرش.