يعد تعميق الأبحاث حول مملكة نوميديا ورموزها للخروج بمناهج دراسات جديدة لآثار منطقة شمال إفريقيا وتاريخها ولغاتها وثقافتها، انطلاقا من تفكير يجمع باحثين جزائريين وأجانب حجر الزاوية للملتقى المخصص لماسينيسا الذي ستنطلق أشغاله يوم السبت 20 شتنبر بقسنطينة.
وسيعقد هذا الملتقى الأول من نوعه حسب وكالة أنباء الجزائر والذي يحمل عنوان “ماسينيسا: في صميم تكريس الدولة النوميدية الأولى” من يوم السبت 20 غشت إلى غاية يوم الإثنين المقبل بالمركز الثقافي امحمد يزيد بالخروب وهي مدينة بشرق الجزائر معروفة بموقعها الأثري الذي يحتضن صومعة الخروب التي يعتبرها علماء الآثار قبر أول ملك أمازيغي لنوميديا الموحدة ألا وهو ماسينيسا.
كما سيتم تنظيم ما لا يقل عن 22 محاضرة حول الوضع الجيو سياسي في إفريقيا قبل عهد ماسينيسا ومساهمته في بروز دولة نوميديا الكبرى، والمعطيات الأثرية وازدهار العلوم في تلك الفترة من قبل مؤرخين وعلماء أثار وجامعيين من الجزائر والولايات المتحدة الأمريكية وتونس وإيطاليا و غيرها من الدول.
وأكد الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية سي الهاشمي عصاد لوكالة أنباء الجزائر أن هذا الملتقى الذي تنظمه المحافظة يعد فرصة “لتدارك النقائص التي تواجهها الأجيال الحالية فيما يخص تاريخ نوميديا”، وإطلاق “ورشة علمية واسعة من أجل تحكم أفضل في التاريخ الثقافي والاجتماعي والسياسي لشمال إفريقيا خاصة في الفترة النوميدية”. وأردف ذات المتحدث أنه “من أجل التطرق بهدوء للمستقبل، من الأساسي التعرف على الماضي وتواريخه ورموزه وشخصياته. وسيكون الملتقى فرصة لاستكشاف تراثنا الأثري والتاريخي واللغوي والثقافي من جديد” مبرزا أهمية معرفة التاريخ و واجب تبليغه.
واستطرد السيد عصاد حسب ذات المصدر أن “الجزائر بحاجة ماسة إلى استذكار تاريخها البعيد والتساؤل حوله واستكشافه من جديد. ومن خلال هذا الملتقى نطمح إلى مباشرة تفكير حول الطرق العلمية والأثرية الجديدة للدراسة مع تشجيع الشراكة والعمل الجماعي” مبرزا أهمية إدخال محاور جديدة للبحث حول هذا الجانب من تاريخ شمال إفريقيا.
واعتبر السيد عصاد أن “ماسينيسا موضوع أصبح يطرح نفسه أكثر من أي وقت مضى. ومن خلال دعوتنا لهؤلاء المحاضرين فسيمكننا أن نعي بأنه يتوجب على الجزائر الاستلهام من تاريخها البعيد لاسيما من أسس الدولة النوميدية حتى تتمكن من أن تفكر في مستقبلها”.
وللتذكير تولى ماسينيسا المولود في حوالي 238 قبل الميلاد بقبيلة ماسيلاس الحكم لمدة نصف قرن قبل وفاته في بداية يناير 148 قبل الميلاد في سن فاقت 90 سنة، وهو معروف بمقولته الشهيرة “إفريقيا للأفارقة”.
ويسجل مشروع إعادة ترميم قبره الذي صنف تراثا وطنيا تأخرا بالرغم من مباشرته في 1999 حيث خصص له غلاف مالي بقيمة 19 مليار سنتيم.