هيئات المجتمع المدني بالريف تندد بمنع ملتقى حول المقاومة الريفية

في بلاغ توضيحي بشأن منع هيئات المجتمع المدني بالريف من تنظيم ملتقى أدهار أوبران في دورته الثانية تخليدا لمعارك الريف المجيدة، نددت مجموعة من إطارات المجتمع المدني بالمنع الغير مبرر رسميا من طرف السلطات المعنية، وحملت لها كامل المسؤولية، كما سجلت استمرار سياسة الطمس والزيف التي تنهجها الدولة المغربية في حق الذاكرة الشعبية التاريخية للريف، والوقوف سدا منيعا أمام كل ما له ارتباط بالريف ويخدمه فكريا، إلى جانب قمع كل ماهو تاريخي.

هذا وحمل البيان توقيع كلا من جمعية الريف للتنمية المستدامة، جمعية أيت سعيد للثقافة والتنمية، جمعية أمعمران الحوض السقوي أمعمران، مركز النكور من أجل الثقافة والحرية والديمقراطية، جمعية ثافضنة للتنمية والتضامن، جمعية أدهار أوبران للثقافة والتنمية.

نص البيان:

في إطار استعداداتنا لتخليد محطات تاريخية خالدة في ذاكرة الشعب الريفي الصامد (معركة أدهار أوبران، سيذي أذريس، إغريبن، ومعركة أنوال المجيدة…)، والتي كان من المزمع تخليدها ضمن ملتقى أدهار أوبران الثقافي في دورته الثانية بثمسمان ـ بودينار المركزـ، تحت شعار: “تضحيات المقاومة الريفية وواقع التنمية المغيبة”، وذلك أيام 26/27/28 شتنبر 2014، والذي كان سيعرف تنظيم أنشطة مختفلة (ندوات، زيارات ميدانية إلى المواقع التاريخية، أمسية ختامية…)، وهو الملتقى الثقافي الذي يأتي من أجل نفض الغبار عن تاريخ الريف الحافل، لكون هذه المنطقة قدمت دروسا للعالم بأسره، خاصة خلال الحرب التحررية التي تزعمتها المدرسة التحررية العالمية “الشهيد مولاي موحند” ورفاقه ضد القوى الكولونيالية الغاصبة، كما يأتي ملتقى أدهار أوبران من أجل رد الإعتبار لشهداء المقاومة الريفية الذين لم يعترف بهم التاريخ الرسمي…، وقد نظم هذا الملتقى في دورته الأولى بين31ماي و 02 يونيو 2013 وألقى نجاحا كبيرا وإشعاعا راقيا في المنطقة.

إلا أننا في اللجنة التنظيمية لملتقى أدهار أوبران الثقافي في دورته الثانية تفاجأنا بقرار صادر عن السلطات المحلية والإقليمية بالدريوش بتاريخ 18/09/2014، والمتمثل في منع هذه التظاهرة الثقافية والتاريخية، ويعتبر هذا المنع سابقة خطيرة من نوعها بثمسمان، وبالرغم من ما قدمته هذه المنطقة المجاهدة في سبيل التحرر والإنعتاق، من إنتصارات وبطولات خلال عشرينيات القرن الماضي، إلا أن التهميش والتهجير كان جزاؤها من طرف السلطات المغربية، وإن دل هذا على شيء إنما يدل على حقيقة الشعارات الرنانة والزائفة التي تتطبل لها الدولة المغربية من قبيل “العهد الجديد”، “الدستور الجديد”، “المصالحة مع الريف”، “حقوق الإنسان”…إلخ، وهو ما يؤكد الشعارات الكاذبة وسياسة الإستغباء ومحاولة تغليط الرأي العام وإعطاء صورة معاكسة للواقع الإجتماعي بالمغرب وخصوصا الريف.

ومازاد هذه الفاجعة مرارة كون السلطات التي أقدمت على منع هذا الملتقى الثقافي لم تقدم أي منع مكتوب بل مجرد ألفاظ، كما أنها لم تقدم أي سبب عقلاني مقنع لمنع هذا الملتقى من التنظيم، علما أن اللجنة التنظيمية قدمت ملفا متكاملا من الجانب القانوني ومكون من (إخبار ـ طلب الترخيص لتنظيم أمسية ثقافية بساحة عمومية ببودينار المركزـ برنامج الملتقى ـ الترخيص باستغلال قاعة الإجتماعات التابعة لجماعة بودينارـ لائحة الهيئات المنظمة)، وتجدر الإشارة إلى أن المجلس الجماعي لجماعة بودينار رخص للجنة من أجل القيام بندوة فكرية بقاعة الإجتماعات داخل مقر الجماعة والتي كانت ضمن فعاليات الملتقى.

أما على مستوى السلطات الإقليمية والمتمثلة في عمالة الدريوش، فبالرغم من تسلمها لهذا الملف، إلا أنها إلتجأت إلى سياسة الهروب إلى الأمام من أجل كسب الوقت لا غير.

وبناءا على ماسبق فإننـــــــــــــــــــــــــــا:

ــ ندين ونستنكر بشدة هذا المنع الغير مبرر رسميا من طرف السلطات المعنية، ونحمل لها كامل المسؤولية، كما أننا نسجل إستمرار سياسة الطمس والزيف التي تنهجها الدولة المغربية في حق الذاكرة الشعبية التاريخية للريف، والوقوف سدا منيعا أمام كل ما له إرتباط بالريف ويخدمه فكريا، وقمع كل ماهو تاريخي.

ــ نعلن عن تأجيل تاريخ الملتقى إلى أجل غير مسمى، وسيتم الإعلان عنه لاحقا.

وعلى سبيل الختم نأكد عزمنا على متابعة مجريات هذا الملف، كما نتوجه إلى كافة الهيئات الحقوقية، والمنابر الإعلامية الحرة من أجل تتبع هذا الملف ..

 حرر بثمسمان بتاريخ 22/09/2014

شاهد أيضاً

“صدى وتأثير معركة أنوال في الأوساط المحلية والعالمية” محور ندوة بالحسيمة

تخليدا للذكرى 25 لعيد العرش والذكرى 103 لمعركة أنوال الخالدة، تنظم النيابة الإقليمية للمندوبية السامية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *