منتدى الفشل العالمي .. العنصرية ضد الأمازيغ حتى في القمع بمراكش!!!

ساعيد الفرواح

المنتدى العالمي لحقوق الإنسان الذي نظمته الدولة المغربية ومجلسها الوطني لحقوق الإنسان (اليساري العروبي) نظرا لكون كل المسيطرين على هياكل ذلك المجلس من تنظيمات اليسار المخزني إلى اليسار العدمي، عرف فوضى عارمة في التنظيم لا تعرف مثيلتها حتى الأنشطة التي ينظمها تلاميذ المدارس الإبتدائية، بالإضافة إلى التدخل الواضح لوزارة الداخلية المغربية الذي يتجلى في اشتراط الحصول على دعوات من نوع “مميز” بالإضافة للبادج على المشاركين لحضور الجلسة الإفتتاحية والورشات الهامة من حيث نوعية الحضور.

الأمازيغ طبعا كالعادة كانوا مقصيين من الحصول على الدعوات لحضور الجلسة الإفتتاحية وعدد من الورشات، ولعل سبب ذلك الإقصاء ظهر علنا حين احتج الأمازيغ تزامنا مع المنتدى العالمي لحقوق الإنسان أمام قصر المؤتمرات بمراكش ثم أمام باب الجديد حيث الخيمة الكبرى للمنتدى العالمي لحقوق الإنسان بعد منع مسيرتهم، فالداخلية المغربية لم تدخر عنصرا أمنيا إلا وأنزلته لتطوق احتجاج الأمازيغ من كل الجهات بمختلف التشكيلات الأمنية بالإضافة لرجال أمن بزي مدني لا يرتدون أي شارات تدل على كونهم رجال أمن، ما دفع رشيد الراخا إلى طرح سؤال على باشا مراكش حول “ما إذا كان رجال الأمن بزي مدني حراس خاصين بالعلب الليلية أم ماذا” نظرا لكونهم لا يرتدون أي شئ يحيل على كونهم رجال أمن.

إنزال أمني ضد الأمازيغ لم نشهد له مثيلا منذ بداية حركة عشرين فبراير التي انخرط فيها الأمازيغ بقوة ودفعت النظام المغربي إلى إحداث تعديلات محدودة للدستور لم يفعل أيا منها على علاتها منذ ثلاث سنوات، بل أكثر من ذلك ثمة تراجعات جمة في كل المجالات وخاصة كل ما يتعلق بالقضية الأمازيغية، ولعل الإنزال الأمني العلني الكثيف للدولة المغربية ضد الأمازيغ حتى أمام خيمة المنتدى العالمي لحقوق الإنسان دون خجل ولا وجل من وسائل الإعلام الدولية أو المنظمات الحقوقية الدولية يدفعنا لطرح أكثر من افتراض، خاصة بعد انسحاب كل رجال الأمن هؤلاء بعد نهاية احتجاج الأمازيغ الذي كان سلميا وحضاريا وعلى أعلى مستويات النضج، رغم أنه مباشرة بعد ذلك بدأت احتجاجات لكوكتيل من التنظيمات المغربية الأخرى ولم يكترث لها الأمن ولو بدرجة مقاربة.

الاستنفار الأمني ضد الأمازيغ الذين بدأوا احتجاجهم من أمام قصر المؤتمرات دون غيرهم من كل أولئك الذين احتجوا أمام المنتدى العالمي لحقوق الإنسان بل حتى داخله، يدفعنا للإعتقاد بأنه حتى فيما يتعلق بإستعمال عصا الدولة صار النظام المغربي يمارس التمييز والعنصرية ضد الأمازيغ ولا يساويهم بغيرهم ممن لا يعتبرون أنفسهم أمازيغ، رغم أننا ولابد نسجل بعض الإرتياح على الأقل نظرا لكون الدولة المغربية التي تهمشنا في كل شئ وتضعنا في مؤخرة أولوياتها أو خارج سلم الأولويات كله، تضعنا في المقدمة فيما يتعلق بالقمع، فمبروك لنا إذ على الأقل ثمة مكسب انتزعناه بعد أكثر من نصف قرن من العنصرية والتهميش، وهو أن السلطة مصابة بالفوبيا من الأمازيغ ومن احتجاجات الأمازيغ، وتلك الفوبيا هي وحدها التي تبرر كل ذلك الإنزال الأمني الذي رافق الأمازيغ طيلة احتجاجهم بمراكش.

الأمازيغ الأحرار الذين احتجوا أمام قصر المؤتمرات ثم منعت مسيرتهم ليحتجوا بعدها بباب الجديد أمام مقر المنتدى العالمي لحقوق الإنسان، كانوا أحرارا وأوصلوا رسائلهم كما أرادوا، وكانوا مستعدين لمواجهة قوات القمع لكنهم لم يفعلوا هذه المرة، لأنهم أرادوه احتجاجا سلميا حضاريا يرسلون فيه رسائل لا تريد لها السلطة أن تصل، بل تعمدت استفزاز الأمازيغ أمام قصر المؤتمرات لكي لا يصلوا لأمام مقر المنتدى العالمي لحقوق الإنسان، لكن تلك السلطة فشلت في مسعاها بسبب نضج الأمازيغ المنقطع النظير وقراراتهم الواعية الصائبة.

المنتدى العالمي الفاشل لحقوق الإنسان سيشكل نقطة سوداء تضاف إلى السجل الأسود للدولة المغربية في العبثية وخرق حقوق الإنسان ونهب المال العام بدون إنجازات في مستوى المصاريف، والأمازيغ سيواصلون مسيرتهم ومع كل محطة نضالية سيستمرون في تحقيق انجازات في الطريق لنيل حقوقهم كاملة غير منقوصة، تلك الحقوق التي سيأتي اليوم الذي سننتزعها فيه من يد الحاكمين ولن تقف دوننا وإياها كل الأجهزة القمعية لهذه الدولة التي تصم أذانها عن إحداث التغيير المطلوب من قبل الأمازيغ وتواصل العنصرية ضدهم ونزع أراضيهم ونهب ثرواتهم واعتقال وقمع أبنائهم، وإنا غدا لناظره قريب..

 

شاهد أيضاً

أكادير تحتضن الملتقى الأول لتجار المواد الغذائية

تحتضن مدينة أكادير من 24 الى 26 يوليوز الجاري الملتقى الأول لجمعية تمونت لتجار المواد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *