لم يتوقع محمد الوحداني، رئيس بلدية سيدي افني السابق، أن تستقبله الشرطة أمام بوابة اذاعة إم. إف.إم بمدينة أكادير، التي قصدها للمشاركة في برنامج “شؤون”، الذي يقدمه الزميل إبراهيم بوليد. كعادته لبى رئيس البلدية السابق دعوة المؤسسة الاعلامية للحديث عن تداعيات الفيضانات الأخيرة على ساكنة اقليم سيدي افني، لكن شرطة أكادير حولت وجهة الضيف إلى مخفر الشرطة للحديث بشكل آخر، ووفق تقاليد أخرى بعيدة عن الاعلام وعن الكلمة الراقية.
وحسب مصادر مقربة فليس غريبا أن يعتقل الرئيس السابق لبلدية سيدي افني، فقد كان وزير الداخلية في لقائه بمقر عمالة المدينة ذاتها مع سلطات المنطقة، قد أعد له صك الاتهام بشكل ضمني، حين قال “لا يجب أن يقول أبناء افني أن هناك نية لدى الدولة لتهميشهم” وأضاف” أنه من العيب أن نقول بأن سيدي إفني منطقة منكوبة” وأردف” أن هناك بعض الأفراد يعدون على رؤوس الأصابع يحاولون التشويش على أعمال السلطات بالمنطقة” مضيفا ” أنه ليس هناك لا تقارير سوداء عن المدنية ولا أي شيء من هذا القبيل”. وكل هذا الكلام حسب ذات المصادر موجه بالأساس إلى محمد الوحداني، الذي كان يصرخ على منصة “الفيسبوك” طيلة أيام الفيضانات، والذي لم يتوانى في توجيه نقد لاذع لطريقة تدبير الدولة للفيضانات، وما اعتبره تقاعسها في خدمة وإنقاذ المنكوبين.
وقد تعود أسباب هذا الإعتقال كذلك حسب ذات المصادر، إلى المسيرة السلمية المنظمة من قبل سكان سيدي افني، يوم الخميس 06/11/2014 على الساعة الخامسة زوالا، وذلك تنديدا بما “حصل “للشهيد لحسن أحراث” وما يشوب ملفه من غموض إثر وجوده جثة هامدة على شاطئ توينغت ، إثر محاولته مغادرة الوطن، والتي انتهت بتدخل أمني عنيف ذكر سكان المدينة بالسبت الأسود ليوم 7 يونيو 2007.
إلى ذلك، نشر محمد الوحداني يوم 10 نونبر 2014، خبر حضور الشرطة إلى منزل العائلة للبحث عنه، بعد صدور تعليمات النيابة العامة للإستماع اليه. وقال في تدوينته “مرحبا بالسجن ومرحبا حتى بالموت من أجل إفني_آيت باعمران. وصيتي للجميع (كما لنفسي أولا) أن نحب إفني_آيت باعمران حتى نلقى الله بوجه حسن”، وأضاف “أن هذه الأرض الطيبة والطاهرة، وهذه القضية العادلة والشريفة التي مات من أجلها، وناضل من أجلها الآلاف عبر القرون. تستحق أن نضحي من أجلها بكل غال ونفيس، ولا يهمني كل ما سألاقيه من أجلها ومن أجلكم. المجد والخلود لشهداء إفني_آيت باعمران . والله الموفق” .
هذا وفي انتظار توضيح طرف مسؤول في السلطات حول خلفيات اعتقال محمد الوحداني يبقى المجال مفتوحا لكل التكهنات.