على خلفية الهجوم الذي نفذته عناصر تابعة لبعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي(MINUSMA) على مواقع الحركة الوطنية لتحرير أزواد، ما أودى بحياة العديد من الأشخاص بينهم عدد كبير من المدنيين، وجه التجمع العالمي الأمازيغي رسالة إلى رئيس مجلس الأمن الدولي، ندد فيها بقصف طوارق أزواد، واعتبر ذلك أمرا يتعارض مع أبسط مبادئ القانون الإنساني الدولي وكذا الدور الذي يفترض أن يناط بهيئة أممية من أجل استثبات الأمن والسلام، ودعا التنظيم الدولي الأمازيغي الأمم المتحدة وبالأخص مجلس الأمن للتدخل حتى لا يتدهور الوضع أكثر في أزواد.
نص الرسالة:
إلى السيد رئيس مجلس الأمن الدولي
الأمم المتحدة
الموضوع: الأمن والسلام في أزواد
السيد رئيس مجلس الأمن،
يؤسف التجمع العالمي الأمازيغي (AMA) ، أن يسائلكم بخصوص الأمن والسلام بأزواد، وخاصة بعد الهجوم الذي نفذته عناصر تابعة لبعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي(MINUSMA) على مواقع الحركة الوطنية لتحرير ازواد. إن القصف الجوي الذي تعرضت له تابانكورت (Tabankort)، الواقعة قرب مدينة غاو، بواسطة الطائرات يوم 20 يناير المنصرم، والذي أودى بحياة العديد من الأشخاص بينهم عدد كبير من المدنيين، يتعارض مع أبسط مبادئ القانون الإنساني الدولي وكذا الدور الذي يفترض أن يناط بهيئة أممية من اجل استثبات الأمن والسلام..
لقد حادت بعثة (المينوسما) عن دورها الحيادي لدعم المسلسل السياسي وتحقيق الاستقرار في المنطقة، وذلك من خلال دعمها للميليشيات الموالية لنظام باماكو ضد الحركة الوطنية لتحرير ازواد.
إن هذا العدوان، الذي أثار ردود فعل قوية تجلت في تنظيم مظاهرات في العديد من البلدات بالمنطقة (“بير”، “أغلهوك”، “كيدال”، “تينزواتن”…)، جريمة تقع مسؤوليتها الجنائية على عاتق بعثة (المينوسما) كما أن مجلس الأمن مطالب بالتبرؤ منها..
إن التجمع العالمي الأمازيغي (AMA) يناشد الأمم المتحدة وبالأخص مجلس الأمن للتدخل حتى لا يتدهور الوضع أكثر في أزواد. وسواء تعلق الأمر بفرنسا أو الجزائر وأحرى السلطات المالية، فإننا نشير إلى أن كل هذه الدول لا ترغب بجدية في إيجاد حل عادل ودائم للصراع المسلح في أزواد، كما أنها غير مؤهلة لإيجاد حل سياسي مرض وفي مصلحة مختلف أطراف النزاع.
إن السياسات والتدابير التي يواصل نهجها النظام المالي تجاه أزواد، لا تعمل إلا على استدامة المشكلة مع ما لها من تداعيات خطيرة على شعب أزواد: حيث يعاني هذا الأخير من سوء الحكامة والميز السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والعرقي وكذا من الأمية والمجاعات والجفاف، وتحويل المساعدات والتمويل الموجه للساكنة، ومن النزاعات القبلية والعرقية، والاشتغال بمهن وأعمال قذرة، ومن الأطر الفارغة التي تشبه الدمى بازواد، وذلك على حساب السكان.
لقد سلم النظام المالي إقليم أزواد لتجار المخدرات والإرهابيين وأمثالهم الآخرين وكذا للتدخل المسلح، وذلك بهدف استكمال عملية الإبادة الجماعية التي يقوم بها منذ 50 عاما. إنه لمن غير المعقول أن تستمر الأمم المتحدة في إسناد حل هذا النزاع الخطير لفرنسا والجزائر وهي نفس الدول التي كانت أساسا وسببا له.
إن التجمع العالمي الأمازيغي (AMA) يذكر الأمم المتحدة بشكل علني أن استقرار منطقة الساحل/الصحراء مرتبط بشكل لصيق بإيجاد حل عادل ودائم لقضية أزواد التي استمرت للأسف لأكثر من 50 عاما.
ومن أجل مصداقيتها، فإن الأمم المتحدة ليس لديها خيار سوى:
1- دعم مشروع تقرير المصير من أجل استقلال أزواد، والعمل ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ الحكم الذاتي كحق لشعب الطوارق الأزوادي، وذلك وفقا للإعلان العالمي لحقوق الشعوب الأصلية والصكوك الدولية الأخرى ذات الصلة، وتحقيق ديمقراطية حقيقية وفعلية وتشاركية، في إطار دولة مالي الفيدرالية.
2- البحث عن المسؤولين المتورطين في الاعتداءات الأخيرة التي نفذت تحت غطاء بعثة (المينوسما)، ومحاسبتهم عن أفعالهم الإجرامية.
وتقبلوا سيدي الرئيس، أسمى تحياتنا.
رشيد راخا
رئيس التجمع العالمي الأمازيغي(AMA)