كشف سامي بن شيخ محافظ تظاهرة “قسنطينة عاصمة الثقافة العربية”، أن المغنيين إيدير وآيت منڤلات رفضا المشاركة رسميا في تنشيط برنامج التظاهرة، وأرجع سبب ذلك إلى قناعات إيديولوجية، كما قال بن شيخ “كلنا نعرف من هو إيدير ونعرف مواقفه”، مشيرا إلى أن صاحب رائعة “أفافا ينوفا” لا يعتقد بأهمية أن تقام تظاهرة عربية في الجزائر.
وعلى صفحات جريدة الشروق الجزائرية كتب عثمان السعدي صاحب كتاب “عروبة الجزائر عبر التاريخ” وكتاب “الأمازيغ عرب عاربة” في مقال طويل يوم أمس، بأن المغنيّين القبائليّين آيت منڤلات وإيدير، رفضا المشاركة في حفلات التظاهرة، لأنهما يؤمنان بإيديولوجية النزعة البربربرية Berberismeالتي ابتكرها المستعمرون الفرنسيون حسب قوله، والتي لا تؤمن بعروبة الجزائر وباللغة العربية وبالثقافة العربية، وتؤمن بفرانكفونية الجزائر، وتنكر تسمية المغرب العربي وتقول عنه بالمغرب البربري. وليس غريبا حسب ذات الكاتب أن يتخذ المغني آيت منڤلات، هذا الموقف، ألم يرفع شعار (أنا شارلي)؟
والبربريون جهلة حسب ذات الكاتب، فقسنطينة كانت دائما عربية منذ نشأتها.
جذير بالذكر أن قسنطينة التي كانت تسمى “سيرتا” وعكس إدعاءات عثمان السعدي، اشتهرت لأول مرة عندما اتخذها الملك الأمازيغي ماسينيسا ملك نوميديا عاصمة لمملكته، وبعده عادت سيرتا لتحيا مجددا مع ملك أمازيغي آخر هو يوغرطة ملك نوميديا بعد ماسينيسا الذي استطاع أن يتفادى انقسام المملكة إلى ممالك.
وظهر الإسم القديم لمدينة قسنطينة على عملة برونزية عثر عليها بضواحي المدينة تحمل على وجهها رأس إمرأة يعلوه تاج يأخذ شكل بريجات (تصغير برج) مسننة، وفي أعلاها تتخللها أبواب تشير إلى أبواب سيرتا القديمة أثناء حكم الملوك الأمازيغ النوميديين، وأمام الرأس المتوج داخل العملة وجدت كتابة بونية تتكون من أربعة أحرف هي (ك.ر.ت.ن) “كرتن” أو كرتة القديمة، ولضرورة يقتضيها النطق قرأها الرومان سيرتا، وهكذا عرفت المدينة منذ الفترة الرومانية بسيرتا، خلافا ل”كرتن” ويعني في اللغة الرسمية في المملكة النوميدية الأمازيغية “المدينة” أو “القلعة“.
وعلى الرغم من التاريخ الأمازيغي الحافل لقسنطينة فقد قرر النظام الجزائري جعلها تستضيف تظاهرة “قسنطينة عاصمة للثقافة العربية” لسنة2015 ، في تجاهل واضح لتاريخ المدينة وسعي لطمسه.