وزارة الصحة بخنيفرة تبتدع حلا غريبا لقصورها وتدعو السكان لتجنب الولادة في الشتاء مثل بهائمهم

تنتشر فيديوهات وصور سكان الأطلس بالمواقع الإجتماعية وفي وسائل الإعلام تنقل معاناتهم وهم يحملون بأنفسهم مرضاهم أو نساؤهم اللواتي يوشكن على الولادة، ليقطعوا الكيلومترات على أقدامهم فوق أمتار من الثلوج المتراكمة في ظروف مناخية قاسية وفي ظل غياب تام لوزارات الدولة ذات الإختصاص، ليصلوا إلى أقرب مركز صحي أو سيارة إسعاف أو لا يصلوا إليها ومرضاهم أو نساؤهم الحوامل على قيد الحياة.

موقع أمدال بريس استفسر مندوب وزارة الصحة بإقليم خنيفرة حول معاناة هؤلاء السكان التي تتجدد مع قدوم كل فصل شتاء فجاء جوابه مثيرا للإستغراب، إذ ردا على سؤال للموقع حول معاناة ساكنة الأطلس وبالتحديد إقليم خنيفرة التي تتجدد كل سنة في موسم الشتاء جراء الثلوج والظروف المناخية القاسية وغياب البنيات التحتية من مؤسسات صحية وطرق وكذا محدودية أو غياب تدخل السلطات، قال الدكتور برجاوي محمد مندوب وزارة الصحة بمدينة خنيفرة، “هناك برنامج وقائي قدمناه للسكان لتفادي ولادة النساء في هذه المرحلة من البرد القارس، فنحن نحاول كوزارة وصية تحسيس السكان على الأقل لتجنب الإنجاب في تلك الأشهر الثلاثة أو الأربعة التي تعرف موجات البرد الشديدة، لأن المرأة حين يأتيها المخاض في منطقة جبلية فإنها تكون معرضة لجميع الأخطار ومنها  الموت، ونتمنى عبركم تحسيس السكان على الأقل بتجنب الولادة في تلك الأشهر، ويجب أن يقوموا بما يفعلونه مع بهائهم”.

وحول المانع من الولادة في تلك المرحلة، رد مندوب وزارة الصحة بخنيفرة أن ذلك راجع إلى “وجود الثلوج ووعورة المسالك، لذا لا تستطيع القوافل الطبية الوصول لهؤلاء السكان في عين المكان، وبالتالي فالنساء يتعرضن للوفيات والأخطار الصحية التي تؤدي للوفاة، لذلك نريد من الناس أن يتعاونوا معنا فهم أيضا معنيون”.

وأضاف ذات المندوب “لقد قمنا بمبادرة في خنيفرة التي تعتبر الأولى من نوعها، وهذه المبادرة تتمثل في أننا نخبر السلطات المحلية والمجتمع المدني على أساس أن النساء اللواتي يلدن قبل سقوط الأمطار، قد خصصنا لهن أماكن خاصة في مناطق معينة ك (“لقباب” في “مولاي بوعزة” “أجلموس”…) لتتوجه إلى هناك النساء، وبالتالي تفادي الوفاة أثناء الثلوج”.

هذا وتعليقا على تصريح مندوب وزارة الصحة قال أحد الفاعلين الجمعويين أننا “وعلى الرغم من غرابة جواب مندوب الصحة، إذا غضضنا الطرف عن حملة وزارة الصحة فيما يتعلق بولادة نساء المناطق المهمشة بالأطلس في فصل الشتاء، سيبقى السؤال الذي يطرح نفسه هو “هل هؤلاء السكان يستطيعون تجنب المرض في نفس الفترة”.

من جانب آخر وحول  المجهودات والمساعدات التي تبذلها وزارة الصحة في إغاثة السكان أثناء موجات البرد القارس، قال مندوب وزارة الصحة بخنيفرة “كما نعرف فإن خنيفرة تعرف موجة من البرد القارس طوال العام بما في ذلك  36 دوارا محاصرة بالثلوج والبرد، وبطبيعة الحال تتسبب في بعض الأمراض والمشاكل الصحية التي تدخل في الميدان الصحي، لذلك فإن مندوبية وزارة الصحة تقوم بمبادرتين، المبادرة الوقائية، والمبادرة العلاجية، وعلاوة على هذا، نقوم بحملة طبية للتحسيس وتوزيع الأدوية في شهر 9 و 10 إضافة إلى 7 قوافل طبية، وهذه القافلة تتكون من طبيب ممرض وممرضة وسائق -بطبيعة الحال- وصيدلاني لتوزيع الأدوية اللازمة الخاصة على الناس المحتاجين والذين يعانوم من الأمراض المزمنة، كالسكري والضغط الدموي وأمراض القلب وبعض الأمراض الأخرى التي تِؤدي للوفات بالبرد”.

 وأضاف مندوب الصحة بخنيفرة “أما عندما تتساقط الأمطار فتكون في الميدان 7 فرق طبية توزع على 33  دوارا لمدة 10 أيام حتى نصل لآخر شخص في هذه المناطق، وأعطي مثال أن هذا العام قمنا بفحص  16500 شخص الذين استفادوا من الأدوية، ونحن في الدورة الثانية حاليا وفي أواخر شهر مارس سنكون مقبلين على الدورة الثالثة ليستفيد منها السكان المعنيين”.

وعما إذا كانت المجهودات التي تبذلها وزارة الصحة في خنيفرة كافية بالنسبة لتلك المناطق بالمقارنة مع حجم الحاجيات الموجودة، قال مندوب وزارة الصحة في خنيفرة “المنطقة لا تعاني فقط في المجال الصحي، فالمنطقة تحتاج للطرق كما تحتاج للمدارس والكهرباء، فنحن في وزارة الصحة لا نستطيع الوصول لبعض المناطق نظرا لعدم وجود الطرقات، لكن يبقى المجهود الذي يبذل لا بأس به، ونتمنى المزيد، إذ مثلا يضيف ذات المتحدث “الجمعيات ووزارة الصحة  يجب أن يتعاونا يدا في يد من أجل حل هذه المشكلة، وأضيف أننا وزعنا 58 هاتفا نقالا على سكان هذه المناطق النائية التي تستعمل للإتصال في حالة وجود طارئ للقيام بمحاولة الإغاثة اللأزمة، وتبقى هذه المجهودات –كما قلت- مجهودات لا بأس بها ونريد المزيد في المستقبل القريب”.

جذير بالذكر أن موقع أمدال بريس حاور مندوب وزارة الصحة في خنيفرة على هامش الدورة الثالثة لحفل التضامن المنظمة من قبل جمعية العنقاء للثقافة والتنمية الإجتماعية والمنظمة السويسرية ساغارمتا يوم الثلاثاء 24 فبراير 2015، والتي وزعت فيها عدة تجهيزات طبية التي أكد بخصوصها مندوب وزارة الصحة أنهاستوجه للمناطق النائية التي يتواجد فيها المواطنون الفقراء وإلى أبعد منطقة في الإقليم لضمان التساوي في العلاجات.

 

 

شاهد أيضاً

أكادير تحتضن الملتقى الأول لتجار المواد الغذائية

تحتضن مدينة أكادير من 24 الى 26 يوليوز الجاري الملتقى الأول لجمعية تمونت لتجار المواد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *