للإقرار ب”إبادة أمازيغ الريف” بعد “إبادة الأرمن”.. التجمع االأمازيغي يراسل البرلمان الأوروبي

بمناسبة قيام البرلمان الأوروبي يوم الأربعاء 15 أبريل الماضي بالتصويت على قرار يطالب الدولة التركية بالاعتراف بـ”إبادة الأرمن”، وبمناسبة الاحتفال يوم 21 من نفس الشهر بالذكرى المئوية لاستخدام الأسلحة الكيميائية على نطاق واسع لأول مرة ضد أمازيغ الريف في العشرينيات من القرن الماضي، من قبل دولتان أوربيتان وهما اسبانيا وفرنسا، طالب التجمع العالمي الأمازيغي في رسالة إلى أعضاء البرلمان الأوروبي بالعمل على تمرير قرار يُجبر إسبانيا وفرنسا على الاعتراف الرسمي بمسؤوليتيهما في الحملات الحربية ضد السكان المدنيين في الريف الكبير خلال سنوات 1921-1927، وجبر الأضرار  التي تسببتا فيها، بالإضافة إلى تنظيم تظاهرات والقيام بأعمال وأشكال احتفالية للتصالح والتضامن مع الضحايا وأحفادهم وكذا المجتمع الريفي، وذلك كشكل من أشكال التعبير عن الاعتذار من طرف الدولتين الاسبانية والفرنسية لضحايا هذه الحرب.

نص رسالة التجمع العالمي الأمازيغي إلى أعضاء البرلمان الأوروبي:

حضرات السيدات النائبات المحترمات

حضرات السادة النواب المحترمين

أعضاء البرلمان الاوربي

 

الموضوع: إدانة استخدام أسلحة الدمار الشامل الكيماوية ضد الريف من قبل دولتين أوربيتين

حضرات السيدات والسادة أعضاء البرلمان الأوروبي،

لقد قمتم، يوم الأربعاء 15 أبريل الجاري، بالتصويت على قرار تطالبون من خلاله الدولة التركية بالاعتراف بـ”إبادة الأرمن”، خلال الأحداث المأساوية التي جرت في الفترة 1915 – 1917 ضد الأرمن في أراضي الإمبراطورية العثمانية، والتي خلدت الإنسانية ذكراها المئوية المأساوية يوم 24 من الشهر الجاري..

وبمناسبة الاحتفال، يوم 21 أبريل الجاري، بالذكرى المئوية لاستخدام الأسلحة الكيميائية على نطاق واسع لأول مرة(http://eeas.europa.eu/statements-eeas/2015/150421_05_fr.htm)، فإننا نود أن نلفت انتباهكم إلى جريمة أخرى ضد الإنسانية، والتي تسببت فيها دولتان أوربيتان، وهما اسبانيا وفرنسا، وهي الإبادة الجماعية التي وقعت على أبواب أوروبا، في شمال المغرب، بمنطقة الريف الكبير..

لقد أكد العديد من المؤرخين، بكل وضوح، مسؤولية اسبانيا وفرنسا في استخدام أسلحة الدمار الشامل الكيميائية، المحظورة بموجب القانون الدولي، وبالأخص ضد أبناء الريف المدنيين وذلك خلال حرب التحرير بقيادة الزعيم محمد عبد الكريم الخطابي، بين عامي 1921 و 1927 [www.amadalpresse.com/RAHA/PDF/La-Guerre-Chimique-ContreLe-Rif.pdf ]. إن هذه الحرب الكيماوية ضد الريف الكبير ليست فقط انتهاكا لأبسط قواعد قانون الحرب، بل إن الأخطر، بالإضافة إلى ذلك، هو ان أبناء وأحفاد ضحايا الأمس ما يزالون يعانون لحد الساعة من آثارها وويلاتها..

 لقد أثبتت عدة دراسات قام بها خبراء في مجال علم الوراثة آثار المواد المستخدمة في تلك الحرب (الإيبيريت أو غاز الخردل، الفوسجين، الديسفوسجين، والكلوروبيكرين..) ومسؤوليتها في الإصابة بالسرطان والتشوهات الخلقية. إن أغلب المرضى بالسرطان الذين يتوافدون اليوم على مستشفيات الرباط للعلاج ينحدرون من الريف الكبير، وهي المنطقة التي لا تزال تعاني من التهميش وغياب المستشفيات المتخصصة وتفتقر إلى البنيات التحتية وغير ذلك من الإمكانيات والتجهيزات التي يمكن أن تستفيد منها الساكنة المحلية..

حضرات السيدات والسادة أعضاء البرلمان الأوروبي،

إذا كنتم متشبثين بمبادئ حقوق الإنسان ومؤمنين بها، فإن ذلك لن يبقيكم غير مبالين بالظلم، وانتهاك أبسط الحقوق الأساسية والأذى والضرر الذين لحق بالسكان المدنيين العزل..

  إننا نطلب منكم العمل على تمرير قرار يُجبر إسبانيا وفرنسا على:

1- الاعتراف الرسمي بمسؤوليتيهما في الحملات الحربية ضد السكان المدنيين في الريف الكبير خلال سنوات 1921-1927.

2- جبر الأضرار  التي تسببتا فيها..

3- تنظيم تظاهرات والقيام بأعمال وأشكال احتفالية للتصالح والتضامن مع الضحايا وأحفادهم وكذا المجتمع الريفي، وذلك كشكل من أشكال التعبير عن الاعتذار من طرف الدولتين الاسبانية والفرنسية لضحايا هذه الحرب.

وتفضلوا، السيدات والسادة أعضاء البرلمان الأوربي المحترمون، بقبول أسمى عبارات التقدير والاحترام..

 

الإمضاء

رشيد راخا

رئيس التجمع العالمي الأمازيغي

 

 

شاهد أيضاً

أكادير تحتضن الملتقى الأول لتجار المواد الغذائية

تحتضن مدينة أكادير من 24 الى 26 يوليوز الجاري الملتقى الأول لجمعية تمونت لتجار المواد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *